مصباح القاري لجامع البخاري

باب: الشفاء في ثلاث

          ░3▒ بابٌ: الشِّفاءُ في ثلَاثٍ
          نبَّه رسُول الله صلعم بالعَسل على المُسهِّلات، وبالحجامةِ على إخراج الدَّم بالحجم والفصد وغير ذلك، وأمَّا الكيُّ فهو آخرُ الأدوية، ويكونُ فيما لا يقدرُ على حسْم مادَّته، وقد نهى عنه صلعم ما وجدَ عنه سبيلاً، وأذنَ فيه إذا تعيَّن بشرط ألَّا يُحال البُرء عليه بدون لُطف الله تعالى، فالثلاث التي نصَّ عليها رسول الله صلعم تنتظِمُ جملةُ الأدوية؛ لأنَّ الأمراضَ الامتلائِيَّة دمويَّة وصفراويَّة وبلغميَّة وسوداويَّة، فالدمويَّة دواؤها إخراج الدَّم، والثلاثةُ الباقية دواؤها المسهل اللَّائقُ بكل خلطٍ منها.
          قال ابن بطَّال: وفي الحديث ردٌّ على الصُّوفية القائلين بتركِ التَّداوي، قال الخطَّابي: الطِّبُّ نوعان:
          قياسي، وهو طبُّ يونان المستعملُ في أكثرِ البلاد، وتجاربيٌّ، وهو طبُّ العربِ والهند، وعليه أكثر ما وصفهُ النبي صلعم إلا ما خُص به من العِلم بطريق الوَحي فإنه يحرِّفُ كل ما يدركهُ الأطبَّاء، وكل ما قاله أو فعله فهو صوابٌ؛ لأنه معصومٌ صلعم.