مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الذال مع الميم

          الذَّال مع الميم
          763- حديثُ أمِّ أيمَن: «تَصْخَب عليه وتَذَمَّر»؛ أي: تغيَّظَ وتَلَوم، قال الأصمعيُّ: إذا جعَل الرَّجلُ يتكلَّم ويتغضَّب أثنَاء ذلك قيل: سَمِعت له تذمُّراً، ووقَع للعُذريِّ عند بعضِهم: «وتَذمُر»، ولابنِ الحذَّاء: «وتَذْمن»، وكلاهما ليس بشيءٍ.
          قوله: «حبَّذا يومُ الذِّمار» [خ¦4280]، وقوله: «حامي الذِّمار»، وهو ما يجب على المَرءِ حِفظُه وحمايتُه والدَّفعُ دونه، [ومعناه ما أَوْفَقَه للحمايةِ وأحبَّه لآلِه].
          764- و«مَذمَّة الرِّضاع» بفتح الذَّال وكسرِها، والكسرُ أشهَرُ، وهو الذي صوَّب الخَطَّابيُّ، وهو الذِّمام؛ أي: ما يُزيل عنِّي حقَّ ذِمامِها بالمُكافَأةِ عليه، وقيل معناه: ما يُزيل مُؤنتَه واحتمالَ / مشقَّته، وبالفتح إنَّما يكون من الذَّمِّ؛ أي: ما يُذهب عنِّي لَوْم المُرضِعَة وذمَّها من تَركِ مُكافَأتها، قال أبو زَيدٍ: مَذمَّةٌ بالكسر من الذِّمام، وبالفتح من الذَّمِّ.
          وقوله: «يَسعَى بذِمَّتِهم»، و«ذِمَّة الله وذِمَّة رَسولِه» [خ¦391]، و«ذِمَّتك» [خ¦2297]؛ أي: ضَمان الله وضَمان رسُوله وضَمانك، يقال: ذِمامٌ وذِمَّة وذَمامة ومَذِمَّة وذِمٌّ، ويقال: الذِّمَّةُ الأمانُ، وقيل: العَهدُ.
          وقوله في مُوسَى ◙: «فأصَابَته من صَاحِبِه _يعني الخَضِر ◙_ ذَمامَةٌ» قيل: استِحياءٌ، وقيل: من الذِّمامِ، قال ذو الرُّمَّة(1) :
.............                      ...أو تقضي ذمامةُ صاحبِ
          وفي حديثِ ابنِ صيَّادٍ: «فأَخَذَتْني منه ذَمامَة» الأشبَه أن تكون الذَّمامة هنا بمعنى الذَّمِّ الذي هو اللَّومُ، وقال صاحبُ «العين»: ذممته ذَمامةً، يعني لمته ملامةً، ويَشهَد لهذا قولُ الخَضِرِ: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف:78]، وقولُ ابنِ صيَّادٍ للآخر حيث لامَه على اعتِقَاده فيه.
          765- وقوله: «ما ذَعَرْتُها» [خ¦1873]؛ أي: أفزعتها، وقيل: هو تنفيرُها من الظِّل إلى الشَّمس، والذَّعرُ الفزعُ، «فذُعِر...منها ذَعْرَة»؛ أي: فُزِع.
          766- وقوله: «فَذَعَتُّه»؛ أي: خَنَقْتُه وقد تقدَّم.
          767- «مِسكٌ أَذْفَر» [خ¦6581] الذَّفَر بفتح الذَّال والفاء؛ كلُّ ريحٍ ذَكِيَّة من طيبٍ أو نَتنٍ، فأما الدَّفْرُ بالمُهملةِ وإسكان الفاء فالنَّتن لا غير.
          768- قولها: «بين حاقِنَتي وذاقِنَتي» [خ¦4438] الذَّاقِنة ثغرةُ النَّحر، وقيل: طرَفُ الحلقُوم، وقيل: أعلا البَطنِ، والحَواقِنُ أسفَلُه، وقيل: الحَواقِن ما يحقن من الطَّعامِ وغيرِه، وقد ذكَرْناه.
          قوله: «فأخَذ بذَقَن الفَضل» [خ¦6228] يعني بمجمع طَرفي لِحيَيه أسفَل وَجْهِه.


[1] جزء من بيت لذي الرُّمة هو بتمامه كما في ديوانه ص31:
~تكنْ عَوْجَةً يجزيكُما اللهُ عندَهُ                      بها الأجرَ أو تقضي ذمامةَ صاحبِ