مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الذال مع الراء

          الذَّال مع الرَّاء
          750- «مِن شَرِّ ما خَلَق وذَرَأ وبَرَأ» كلُّه بمعنًى واحدٍ.
          و«ذَرَارِي المُشرِكِينَ» [خ¦1384] نساؤُهم وأبناؤُهم، ومنه: «لا تَقتُلوا ذُرِّيَّة»، الكلُّ بمعنَى العيَالَات النِّساء والصِّبيان، وأصلُ الذُّرِّيَّة النَّسلُ، مأخوذٌ من ذرَأَهُم؛ أي: خلَقهم، قال ابنُ دُريٍد: ذرَأ الله الخلق ذَرواً، كان أصلُه الهمزَ فتَركتِ العربُ همزَه، وكذلك الذُّرِّيَّة، وقال الزُّبيديُّ: أصلُه النَّشرُ، من ذَرَّ، قال غيرُه: أصلُه من الذَّرِّ، فُعلِيَّة منه؛ لأنَّ الله خلَقَهم أوَّلاً أمثالَ الذَّرِّ، فلا أصلَ له في الهَمزِ.
          751- و«الذُّرَة» [خ¦24/33-2279] في الزَّكاةِ بضمِّ الذَّال وفَتحِ الرَّاء / مخفَّفة: نوعٌ من القِطانيِّ، وهو الجاوَرْسُ، وقيل: الجاوَرْسُ الدُّخنُ، ومثلُه: «ما يزن ذُرَة» وهو تصحيفٌ، وصوابُه «ذَرَّة» يعني نَملَة صَغِيرَة.
          752- وقيل: «الذَّرَّة» [خ¦5953] واحدة الذَّرِّ، وهو: الهَباءُ الذي يطِير في شُعاعِ الشَّمس مثل رؤُوس الإبَرِ.
          ورُوِي عن ابنِ عبَّاسٍ أنه قال: إذا وضَعْت كفَّك على غُبارٍ ثمَّ رفَعْتها فقَبضْتَها فما سقَط من ذلك الغُبار فهو الذَّرُّ، وحكِيَ أنَّ الذَّرَّة جُزءٌ من خَرْدلةٍ، وأنَّ خَرْدلَةً تعدِل في الوَزن أربعَ ذرَّاتٍ، وقيل الذَّرَّة جُزءٌ من ألفٍ وأربعةٍ وعشرين جُزءاً من شَعيرةٍ.
          753- و«المَوتُ الذَّرِيع» [خ¦2643] هو الفَاشي الكَثير، و«الأكلُ الذَّريعُ» المُسرعُ، و«ذرَعهُ القَيء» منه.
          وقد جاء في حَديثٍ آخر: «أكلاً حثيثاً»، وقد يقال: ذَرِيعٌ بمعنَى كثِيرٍ، من قولهم: سيرٌ ذريعٌ إذا كان كثيرَ المَشيِ، وذريعُ المِشيَة؛ أي: سريعُها، والذَّريعَةُ إلى الشَّيء ما يتَوصَّل به إليه ويتسبَّب، وأصلُه النَّاقة التي يُختَل بها الصَّيد.
          754- و«ذَرَفَت العينُ» [خ¦3063] تذرف إذا انصبَّ دمعها ذَرْفاً وذَرَفاناً وذُرُوفاً، وقيل: الذُّرُوف دمعٌ بغير بُكاءٍ.
          755- «غُرُّ الذُّرى» [خ¦3133]؛ أي: بيضُ الأسْنِمَة، وذُروَة كلِّ شَيءٍ أعلاه، قوله: «أطَوُلها ذُرَاً»؛ أي: أسنِمَة.
          وقوله: «وذرُّوني». [خ¦3478]
          وفي رِوايَةٍ: «ثمَّ اذْرُوا نِصْفي» [خ¦7506]؛ أي: فرِّقُوه في البحرِ مُقابِل الرِّيح لينْتَشِر أجزاءُ رمادِه ويتبدَّد، يقال: ذَريتُ الشَّيءَ وذرَوته ذَرياً وذَرواً، وأذْرَيتُ أيضاً رُباعِيٌّ، وذرَّيت بالتَّشديدِ إذا بدَّدتَه وفرَّقتَه، وقيل: إذا طرَحْتَه مُقابِل الرِّيح كذلك، ومثلُه النَّسْفُ.
          وفي حديثِ أسماءَ: «ولا تَذُرُّوا» بفَتحِ التَّاء؛ أي: لا تفرِّقوا، ومنه: ذَرَوْتُ الطَّعام، ومنه اشتِقاقُ الذُّرِّيَّة عند بَعضِهم.