مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الذال مع الكاف

          الذَّال مع الكَاف /
          756- قوله: «فما حَلَفتُ بها...ذاكراً ولا آثراً» [خ¦6647] قال أبو عُبيدٍ: ليس من الذِّكرِ بعد النِّسيانِ، بل معناه: قائلاً له، كقولك: ذكَرْتُ لفلانٍ حَديث كذا؛ أي: حكَيتُه له، كأنَّه يقول: لم أفعَل ذلك من قِبل نَفسِي ولا حاكياً عن غَيرِي.
          وقوله: «فإذا ذكَرَني في مَلأٍ ذكَرتُه في مَلأٍ خيرٍ منه» [خ¦7405] يحتَمِل أن يكون على ظاهِرِه تشريفاً له، أو ذكَره بالثَّناءِ عليه وقَبولِ عملِه والرَّحمةِ له.
          وقوله تعالى: «{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه:14]». [خ¦597]
          ويُروَى: ▬لِلذِّكْرَى↨، قال الحربيُّ: للذِّكر سِتَّة عشرَ وجهاً؛ الطَّاعةُ، وذكرُ اللِّسان، وذكرُ القَلب، والإخبارُ، والحفظُ، والعظةُ، والشَّرفُ، والخيرُ، والوحيُ، والقرآنُ، والتَّوراةُ، واللَّوحُ المَحفوظ، واللِّسانُ، والتَّفكرُ، والصَّلواتُ، وصلاةٌ واحدةٌ، قال أبو الفضل: وقد جاء بمعنَى التَّوبةِ، والغَيبِ، والخُطبةِ.
          قوله: «فلِأوْلى رَجُلٍ ذَكَرٍ» [خ¦6733]، و«فابن لَبونٍ ذَكَرٍ» على التَّأكيدِ، وقيل: احترازاً منَ الخُنثَى، وقيل: تنبِيهاً على نقصِ الذُّكوريَّة في الزَّكاة مع ارتفاع السِّنِّ، وعلى معنى اختصاص الرِّجال بالتَّعصيبِ بالذُّكوريَّة التي لها القيامُ على الإناثِ، وقيل: في الزَّكاة؛ لأنَّ الولدَ يقَع على الذَّكرِ والأنثى، ثمَّ قد يُوضَع الابن مَوضِع الوَلَد، فيُعبَّر به عن الذَّكرِ والأنثى، فعيَّنه بـــ«ذَكرٍ» ليَزول الالتباس، وقيل: لأنَّ «ابن» يقال لذكرِ بَعضِ الحيوانات وأنثاه، كابن آوى، وابن قِتْرة، وابن عِرسٍ، فرَفع الإشكالَ بذكرِ الذُّكوريَّة.
          757- وقوله: «أحرَقني ذَكاؤُها» [خ¦806] بالفَتح والمدِّ عند العُذريِّ، والمَعروفُ في شدَّة حرِّ النَّار القَصرُ، إلَّا أنَّ أبا حَنيفَةَ ذكَر فيه المدَّ، وخطَّأه فيه عليُّ بنُ حمزةَ، يقال: ذكت النَّار تذكو ذكاً وذُكوَّاً، ومنه: ذَكِيَّ الطِّيبِ انتشارُ ريحه، وأمَّا الذَّكاء ممدودٌ فتمامُ الشَّيءِ وذَكاءُ القلبِ. /
          758- قوله لجابرٍ حين ذكَر له خبرَ نكاحه الثَّيِّب واعتذارَه: «فذلك» [خ¦2309]؛ أي: فذلك صَوابٌ أو رَأيٌ.