المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم

سويد بن سعيد الأنباري

          33- سُوَيْد بن سعيد الأنباريُّ:
          قد أكثر مسلم رحمنا الله وإياه الرواية عنه، وأكثر ما ذكر عنه، عن حَفْص بن ميسرة.
          أُنْكر عليه حديثًا عن علي بن مُسهر في العِشق، وقيل: إنَّ يحيى بن مَعِيْن(1) لمَّا ذُكر له هذا الحديث قال: لو كان لي فرس ورمح غزوت / سُوَيْدًا.
          وقال أبو عبد الرَّحمن النسائيُّ: سُوَيْد الحَدْثانيُّ ضعيف.
          وإنَّما ذكرتُ قول أبي عبد الرَّحمن فيه أنَّه يَتَورع أن ينطق إلَّا بعد خُبر(2)، فالذي يقول في هذا: إنَّ الذي اعتمده مسلم فيه من أحاديثه، أحاديث حَفْص بن ميسرة، وقد غمز في غيره.
          والذي عرفناه من احتياط مسلم ☼ لدينه في أمثاله أنَّه لو وقف من حال سُوَيْد على ما وقف عليه غيره من هؤلاء الأئمَّة لترك الرواية عنه، عن حَفْص بن ميسرة وغيره.
          وقد ذكر شيخنا أبو الفَضْل بن إبراهيم المُزَكِّي، عن إبراهيم بن أبي طالب، أنَّه قال: قلتُ لمسلم بن الحجاج: كيف استجزتَ الرواية عن سُوَيْد بن سعيد في الصحيح؟ فقال مجيبًا لي: فمن أين كنتُ آتي بصحيفة حَفْص بن ميسرة؟
          وسمعت أبا الحَسن علي بن عُمَر الدَّارَقُطْنِيُّ الحافظ ببغداد يوثق سُوَيْدًا، ويقول: إنَّ الذي أنكر عليه يحيى بن مَعِيْن حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن عَطِيَّة، عن أبي سَعيد، عن النَّبِيِّ صلعم: «الحَسَن والحُسين سيدا شباب أهل الجنَّة».
          وقال لنا هذا: «فأنت مني بمنزلة هَارُوْن من موسى». /
          فما زلنا نحفَظَهُ من قول يحيى، ولا نشك أنَّه كما قال، وأنَّ سُوَيْدًا وهم فيه، حتى رأيته بمصر سنة سبع وخمسين، عند محمَّد بن عبد الله بن زكريا النَّيْسَابُوْرِيُّ، شيخ ثِقَة، عن أبي يعقوب المَنْجَنِيْقيُّ، عن أبي كُريب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عَطِيَّة، عن أبي سَعيد، وفي وسطها هذا الحديث، وإلى جنبه(3): «وأنت مني بمنزلة هَارُوْن من موسى».
          فأما حديث العشق فإنَّه موضوع عليه.


[1] في الأصل (أ): (مُعَاذ).
[2] في الأصل (أ): (خير).
[3] في الأصل (أ): (جنبها).