الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إن ثلاثةً في بني إسرائيل

          3911- مسلمٌ: عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلعم يَقُولُ: «إِنَّ ثَلاثَةً فِي بَنِي إسْرائِيلَ؛ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، أَرادَ(1) اللهُ(2) أَنْ يَبْتَلِيَهُم، فَبَعَثَ(3) إِلَيْهِم مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ، فَقالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: لَوْنٌ حَسَنٌّ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي(4) قَذِرَنِي النَّاسُ، [قالَ](5) : فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ(6) ، وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا، قالَ: فَأَيُّ المالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: الإِبِلُ_أَوْ قالَ: البَقَرُ؛ شَكَّ إسْحاقُ_ إِلَّا أَنَّ الأَبْرَصَ أَوِ الأَقْرَعَ قالَ أَحَدُهُما: الإِبِلُ، وَقالَ الآخَرُ: البَقَرُ، فَأُعْطِيَ ناقَةً عُشَراءَ، فَقالَ: بارَكَ اللهُ لَكَ فِيها، قالَ: فَأَتَى الأَقْرَعَ، فَقالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذا الَّذِي [قَدْ](7) قَذِرَنِي النَّاسُ، فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قالَ: فَأَيُّ المالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: البَقَرُ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حامِلًا، قالَ: بارَكَ اللهُ لَكَ فِيها، قالَ: فَأَتَى الأَعْمى، فَقالَ(8) : أَيُّ(9) شَيْءٍ أَحَبُّ (10) إِلَيكَ؟ قالَ: أَنْ يَرُدَّ اللهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ (11) بِهِ النَّاسَ، قالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللهُ إِلَيهِ بَصَرَهُ، قالَ: فَأَيُّ المالِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قالَ: الغَنَمُ، فَأُعْطِيَ شاةً والِدًا، فَأُنْتِجَ (12) هَذا (13) ، وَوَلَّدَ هَذا (14) : فَكانَ لِهَذا وادٍ مِنَ الإِبِلِ، وَلِهَذا وادٍ مِنَ البَقَرِ، وَلِهَذا وادٍ مِنَ الغَنَمِ، قالَ: ثُمَّ إنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبالُ (15) فِي سَفَرِي، فَلا بَلاغَ لِيَ اليَوْمَ إلَّا بِاللهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ، بِالَّذِي أَعْطاكَ اللَّونَ الحَسَنَ وَالجِلْدَ الحَسَنَ وَالمالَ بَعِيرًا (16) أَتَبَلَّغُ عَلَيهِ فِي سَفَرِي، فَقالَ: الحُقُوقُ كَثِيرَةٌ، فَقالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطاكَ اللهُ؟ فَقالَ: إِنَّما وَرِثْتُ هَذا المالَ كابِرًا (17) عَنْ كابِرٍ، فَقالَ: إِنْ كُنْتَ كاذِبًا؛ فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلى ما كُنْتَ، قالَ: وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ، فَقالَ لَهُ مِثْلَ ما قالَ لِهَذا، وَرَدَّ عَلَيهِ مِثْلَ ما رَدَّ عَلى هَذا، فَقالَ: إِنْ كُنْتَ كاذِبًا؛ فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلى ما (18) كُنْتَ، قالَ: وَأَتَى الأَعْمى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقالَ لَهُ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبالُ / فِي سَفَرِي، فَلا بَلاغَ لِيَ اليَوْمَ إلَّا بِاللهِ ╡ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ، بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ، شاةً أَتَبَلَّغُ بِها فِي سَفَرِي، فَقالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمى فَرَدَّ اللهُ عَلَيَّ بَصَرِي، فَخُذْ ما شِئْتَ وَدَعْ ما شِئْتَ، فَوَاللهِ؛ لا أَجْهَدُكَ اليَوْمَ شَيئًا أَخَذْتَهُ لِلهِ، فَقالَ: أَمْسِكْ [عليك] (19) مالَكَ، فَإنَّما ابْتُلِيتُم فَقَدْ رُضِيَ (20) عَنْكَ وَسُخِطَ عَلى صاحِبَيْكَ». [خ¦3464]
          وَفِي بَعْضِ طُرُقِ البُخارِيِّ: «لا أَحْمَدُكَ اليَوْمَ لِشَيْءٍ (21) أَخَذْتَهُ للهِ».
          وَفِيها: «بَدا لِلهِ (22) أَنْ يَبْتَلِيَهُم».


[1] في (أ) و(ت) و(م): (فأراد).
[2] زيد في (ص) و(ق): (╡).
[3] زيد في (أ) و(ت): لفظ الجلالة.
[4] زيد في (أ) و(ت) و(م): (قد).
[5] سقط من (أ) و(ت).
[6] في (ص): (قَذَرَه).
[7] سقط من (ك).
[8] في (ك): (قال)، وقوله: (فقال)، تكرر في (أ).
[9] في (ص): (أيَّ)، وفي (ك): (فأي).
[10] في (ص): (أحبَّ).
[11] في (أ) و(ت) و(م): (وأبصر).
[12] في (أ): (وأنتج).
[13] في (أ) و(ت) و(م): (هذان).
[14] زيد في (أ) و(ت) و(م): (قال).
[15] في (ك): (الجبال).
[16] في (أ) و(ص): (بعير).
[17] في (ص): (كابر).
[18] في (ق): (لما).
[19] زيادة من (ص) و(ق).
[20] في (أ) و(ص): (رَضي)، وزيد في (أ): لفظ الجلالة.
[21] في غير (ص) و(ق): (بشيء).
[22] في (أ) و(ت): (بل لله).