الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع

          2381- مسلم: عن حُذيفةَ بنِ اليَمانِ ☺ قال: كان النَّاسُ يَسألونَ رسولَ اللهِ صلعم عنِ الخَيرِ، وكنتُ أسَألُه عنِ الشَّرِ؛ مَخافةَ أنْ يُدرِكَنِي، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ؛ إنَّا كُنَّا في جَاهليةٍ وشَرٍّ، فجَاءَنَا اللهُ بهذَا الخَيرِ، فهل بعدَ هذا الخَيرِ [من](1) شَرٍّ؟ فقال: «نَعم»، فقلتُ: هل بَعدَ ذلكَ الشَّرِّ من خَيرٍ؟ قال: «نَعم؛ وفَيه دَخنٌ» قال: قلت: ومَا دَخَنُهُ؟ قال: «قومٌ يَستنُّونَ بَغيِرِ سُنَّتِي، ويَهتدونَ(2) بِغيرِ هَديي، تَعرِفُ مِنهُم وتُنكِر»، فقلتُ: هل بعدَ ذَلكَ الخَيرِ مِن شرٍّ؟ قال: «نعم؛ دعاةٌ على أبوابِ جَهنَّمَ، من أجَابَهم إِليها؛ قَذفُوهُ فِيهَا» فقلتُ: يا رسولَ الله؛ صِفهُم [لي](3) ؟ قال: «نعم؛ قومٌ من جِلدَتِنَا ويتكلَّمونَ بِألسنَتِنَا»، قلتُ: يا رسولَ الله؛ فما تَرى إنْ أدرَكنِي ذَلك؟ قال: «تلزَمُ جَمَاعةَ المُسلمينَ وإِمامَهُم»، قلتُ: فإنْ لم تَكنْ(4) جماعةٌ ولا إِمَامٌ؟ قال: «فاعتَزِلْ تِلكَ الفِرقِ كلِّها، ولو أنْ تَعُضَّ على أصلِ شَجَرَةٍ حتَّى يُدرِكَكَ الموتُ وأنتَ على ذَلِكَ». [خ¦7084]
          وعنه قال: قلتُ: يا رسولَ الله؛ إنَّا كُنَّا بَشرٍّ فجَاءَنا الله [بهذا](5) الخيرِ(6) ، فهل من وراءِ هذا الخيرِ شَرٌّ؟ قال: «نعم»، قلتُ: هل وراءَ ذلك الشَّرِّ خَيرٌ؟ قال: «نعم»، قلتُ: فهل(7) وراءَ ذلك الخيرِ شَرٌّ؟ قال: «نعم»، قلت: كيف؟ قال: «يكونُ بَعدِي أئمةٌ لا يهتدونَ بهُدَايَ ولا يَستنُّونَ بِسنَّتي، وسيقومُ فِيهم رِجالٌ قُلوبُهم قُلوبُ الشَّياطينِ في جُثمانِ إِنْسٍ»، قال: قلتُ: كيف أَصنعُ يا رسولَ الله إن أَدركتُ ذَلك؟ قال: «تسمعُ وتُطِيعُ للأَميرِ، وإنْ ضُرِبَ ظَهرُك وأُخذَ مَالُكَ؛ فاسمعْ وأطِعْ».
          قولُه ╕: «يكونُ بَعدِي أَئمَّةٌ...» إلى آخرِه لم يخرِّجه البخاريُّ. [خ¦3606]


[1] سقط من (أ) و(ت) و(ح).
[2] في المطبوع: (يهدون).
[3] سقط من (ق).
[4] في (ص): (يكن)، وزيد في (ت) و(ح): (لهم).
[5] سقط من المطبوع.
[6] زيد في (أ) و(ت) و(ح): (فنحن فيه).
[7] زيد في (أ): (من)، وضرب عليها في (ق).