الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

          2373- مسلم: عن عليِّ بنِ أَبي طَالبٍ ☺: أنَّ رسولَ الله صلعم بعثَ جَيشًا وأَمَّرَ عليهم رَجُلًا فأَوقدَ نَارًا، وقال: ادْخُلُوهَا، فأَرادَ نَاسٌ / أن يَدخُلُوهَا، وقال الآخرونَ: إنَّا فَرَرْنَا مِنها، فذُكِرَ ذلك لِرَسولِ الله صلعم، فقالَ للذينَ أَرادُوا أن يدخُلُوهَا: «لو دخلتُمُوهَا؛ لم تزالُوا فِيها إلى يومِ القِيامةِ»، وقال للآخرينَ قَولًا حَسنًا، وقال: «لا طَاعةَ في مَعصيةِ اللهِ، إنَّما الطَّاعةُ في المَعروفِ».
          وقال البخاريُّ: وقال للآخَرين: «لا طَاعةَ في مَعصيةِ اللهِ...» الحديثَ. [خ¦7257]
          - مسلم: عن عليِّ بنِ أَبي طَالبٍ ☺ أَيضًا: [أنَّهُ قَالَ: بَعثَ رسولُ اللهِ صلعم سَريَّةً](1) ، واستَعملَ عَليهم رَجُلًا منَ الأنصَارِ، وأَمرَهُم أن يَسمَعُوا لَه ويُطِيعُوا، فَأغضَبوه في شيءٍ فقالَ: اجمَعُوا لي حَطَبًا، فجمَعُوا، ثمَّ قالَ: أوقِدُوا لي نَارًا، فأوقَدُوا، ثمَّ قالَ: ألم يأمُرُكُم رسولُ الله صلعم أن تسْمَعُوا لي وتُطِيعُوا؟ قالوا: بَلى، قال: فادْخُلُوهَا، قال: فنظرَ بَعضُهم إلى بَعضٍ، فقالوا: إنَّما فَرَرْنَا إلى رَسولِ الله صلعم منَ النَّارِ، فكانُوا(2) كَذلِكَ، وسَكنَ غَضَبُهُ، وطُفِئتِ النَّارُ، فلمَّا رَجَعُوا ذَكرُوا ذلِكَ للنَّبيِّ صلعم، فقالَ: «لو دَخَلُوهَا؛ مَا خَرجُوا مِنها، إنَّما الطَّاعةُ في المَعروفِ».
          لم يقلِ البُخاريُّ: فأَغضَبُوهُ، قال: فغَضِبَ، [خ¦7145] وقال في بعضِ طُرُقِهِ: فهمُّوا وجَعَلَ بَعضَهم يُمسِكُ بَعضًا، وتَرجَمَ عَليه: سَريَّةُ عبدِ اللهِ بنِ حُذافَةَ السَّهمِيَّ وعَلْقَمةَ بنِ مُجَزَّزِ(3) المُدلجيِّ، ويُقالُ: إنَّها سَريَّةُ الأنصارِي(4) . [خ¦4340]


[1] بدل مما بين معقوفين في (أ) و(ص): (أنَّ رسول الله صلعم بعث سريةً).
[2] في (أ) و(ت) و(ح): (وكانوا).
[3] في غير (ت) و(ح): (محرز).
[4] في (ت) و(ح) و(ك): (الأنصار). وكذا عند البخاري.