الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد الذين أخرج لهم البخاري في جامعه

جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار

          6- جويريَة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن خزيمة بن المصطلق بن عمرو:
          الخُزاعيَّة المدنيَّة.
          وكان اسمها برَّة، فسمَّاها النَّبيُّ صلعم جويريَة.
          وكانت قبل أن تُسبى ويتزوَّجَها النَّبيُّ(1) صلعم تحت ابن عمٍّ لها يقال له: مسافِع(2) بن صفوان بن أبي(3) الشُّفْر(4) بن أبي السَّرْح بن مالك بن جذيمة بن المصطلق.
          وقال قتادة: كانت تحت صفوان بن أبي الشُّفْر(5) الخزاعيِّ، فالله(6) أعلم.
          ويقال: سباها رسول الله صلعم يوم المُرَيْسيع، فحجبها وقسم لها.
          ويقال: إنَّ النَّبيَّ صلعم لمَّا أصاب سبايا بني المصطلق؛ وقعت جويرية بنت الحارث في السَّهم لثابت بن قيس بن شمَّاس، أو لابن عمٍّ له، فكاتبته على نفسها.
          وكانت امرأةً حلوةً مَليحة، لا يكاد يراها أحدٌ(7) إلَّا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلعم تستعين به على كتابتها، وقصَّت عليه قصَّتها، فقال(8) لها: «هل لك في خيرٍ من ذلك؟» قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: «أقضي كتابتك وأتزوَّجك»، قالت: نعم، قال: «قد فعلتُ»، وخرج الخبر إلى الناس أنَّ رسول الله صلعم تزوَّج جويرية بنت الحارث، فقال الناسُ: صهرُ رسول الله صلعم، فأرسلوا بما في أيديهم(9) من سبايا بني المصطلق، ولقد(10) أعتق بتزويجه إيَّاها مئة أهل بيت [من](11) بني المصطلق، فلا نعلم امرأةً كانت أعظمَ بركةً على قومها منها.
          وقال(12) أبو عبيدة: تزوَّجها [أُراه](13) سنة خمس. /
          وقال الواقديُّ: تزوَّجها في سنة خمس، وقال(14) : وفيها غزا رسول الله صلعم المُريسيع في شعبان.
          وقال خليفة بن خيَّاط: تزوَّجها سنة ستٍّ، وذكر: أنَّ غزوة بني المصطلق كانت في هذه السنة على ماءٍ يقال له: المريسيع من ناحية قُديْد(15)، والله(16) أعلم.
          وسمعت جويرية النَّبيَّ صلعم.
          روى عنها أبو أيوب يحيى بن مالك [في الصَّوم](17) [خ¦1986].
          وقال محمَّد بن سعد: قال الواقديُّ: توفِّيت جويرية بنت الحارث في شهر ربيع الأول سنة ستٍّ وخمسين، وصلَّى عليها مروان بن الحكم.


[1] في (ي) و (و): (رسول الله).
[2] في (و): (مشافع).
[3] في (ي) و (و): (ذي).
[4] في (ق): (السفر) وفي (و): (الشقر).
[5] في (ق): (السبر).
[6] في (ق) و (و): (والله).
[7] في (و): (أحد يراها).
[8] في (و): (قال).
[9] في (ب): (بما بأيديهم)، وفي (ق): (ما بأيديهم) وفي (ي) و (و): (ما في أيديهم).
[10] في (و): (فلقد).
[11] ما بين معقوفين زيادة من (ي) و (و).
[12] قوله: (وقال) الواو زيادة من (ي) و (و).
[13] ما بين معقوفين زيادة من (ي) و (و).
[14] قوله: (وقال) الواو زيادة من (ي) و (و).
[15] في (ي): (لذيد).
[16] في (ي) و (و): (فالله).
[17] ما بين معقوفين زيادة من (ي) و (و).