حاشية على صحيح البخاري لزروق

كتاب الإيمان

          ░░2▒▒ كِتابُ الإِيْمانِ
          الإيمان: لغة التصديق.
          وشرعاً: التصديق بما جاءنا عن الله ورسوله، أو دل الدليل عليه من أحكام ذلك.
          (وهو قول وفعل) وفي رواية (ك): قول وعمل.
          وهذا حديث أخرجه الديلمي عن أبي هريرة وابن ماجه [65] بسند ضعيف، عن علي كرم الله وجهه.
          (والحب في الله... إلى آخره) حديث أخرجه أبو داود [4599] عن أبي ذَر(1)، والترمذي [2390] عن معاذ بن جَبل.
          وإنما كان من أوثق عرى الإيمان لأنه يعين على ثبات الدين بالتناصر والتعاهد، في إثبات أصله وفرعه، وينفي القوادح والعوارض عنه.
          ((إن الإيمان)) لابن عساكر، فإن الإيمان: أي: أنه مركب من أعمال مفروضة، وأحكام مشروعة، وحدود لازمة، وسنن مندوبة.
          ثم على الأول هي شروط لا أركان.
          وقوله: (فما أنا على صحبتكم بحريص) أي: لا أَرَبَ لي في البقاء في الدنيا كما في أثرة الآخرة فإنه كان يقول على المنبر: «لولا أني أرجو أن أحيي سنة أو أميت بدعة ما أحببت البقاء ساعة».
          وقال إبراهيم _يعني الخليل_ صلوات الله وسلامه عليه: ((ولكن ليطمئن قلبي)).
          قال سهل بن عبد الله ☺: سأل عن كشف غطاء العيان ليزداد بنور اليقين تمكناً في حاله لا لنقص في حاله أو يقينه.
          وقيل: أراد ليطمئن قلبي / عن هذه الأمنية.
          وقيل: ليطمئن قلبي في الاحتجاج على الخصم بالاستناد للعيان عند السؤال عنه في قوله: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة:258] فافهم.
          وقال معاذ بن جبل: كذا عند (ص) ولغيره إسقاط ابن جبل.
          ((اجلس بنا نؤمن ساعة)) أي: نقوي إيماننا بذكر مقوياته من الأدلة الشرعية، والبراهين القطعية، والأحوال المرضية، وأثره هذا أخرجه ابن أبي شيبة [31000] في كتاب الإيمان.
          وقال ابن مسعود عبد الله ☺: اليقين الإيمان كله: لأنه الحامل على الخشية، والباعث على العمل، ولا صحة لشيء دونه أخرجه الطبراني [8544] بزيادة: ((والصبر نصف الإيمان))، وهو صحيح الإسناد.
          ولأبي نعيم في ((الحلية)) [5/34] والبيهقي في ((الزهد)) من حديثه مرفوعاً.
          وقال ابن عمر عبد الله ☺: ((لا يبلغ العبد حقيقة التقوى)) أي: لا يكون متيقناً حقيقةً.
          حتى يدع: أي: يترك.
          (ما حاك) _بمهملة وكاف_ : اضطرب.
          (في الصدر): أي: في القلب، عبر عنه بملازمه.
          وفي الحديث: «الإثم حزاز القلوب».
          ((أوصيناك)) قال البلقيني: هو تصحيف صوابه أوصيناك يا محمد وأنبياءَه كذا.
          أخرجه عبد بن حميد والفريابي وابن جرير، وابن المنذر في تفاسيرهم والذي هنا (وإياه)، لكن قالوا: لا يصح لمجاهد إفراد الضمير لنوح وحده مع أن في السياق جماعة.


[1] تابع المصنف ابنَ حجر في وهمه أن الحديث عند أبي داود عن أبي أمامة، والصواب أنه من حديث أبي ذر.