حاشية على صحيح البخاري لزروق

أبواب الاعتكاف

          ░░33▒▒ كتاب الاعتكاف
          كذا للمسفي، وهي لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه.
          وشرعاً: المقام في المسجد مرة.
          قال المالكية: مدة أقلها يوم وليلة، بذكر وصلاة وتلاوة ونحوها فقط.
          قال مالك: فكرت في الاعتكاف وترك الصحابة له مع شدة اتباعهم للأثر فما أراهم تركوه إلا لشدته، وما ذلك إلا لأن نهاره وليله سواء.
          قال بعض أهل العصر: مع اشتغالهم بالكسب وعملهم في أرضيهم.
          قلت: وهذا لا يصح، لأن ذلك كان موجوداً عندهم في حياته ◙، ولم يكن يمنعهم إذ ذلك ضيق الحال عليهم، فكيف بعد اتساع الدنيا وكثرة الأموال؟
          وقد يقال على أصل الصوفية: إنهم لم يتركوه لشدته، بل لعدم وجوده ◙ معهم إذ كانوا في حياته يرجعون له فيما يتعلق بتلك الأمور واردات وغيرها حسبما أشار إليه حديث الوصال، فلما توفاه الله لم يصح منهم الرجوع لغيره حفظاً للحرمة، ولا دخول ذلك بغير شيخ كامل، وهذا لأن الاعتكاف يشبه بالخلوة عند الصوفية وهي مشروطة بالشيخ المُرَبي، فانظر ذلك وتأمله، ولولا الإطالة لزدنا بسطاً، وبالله التوفيق.