فتح الباري شرح صحيح البخاري

كتاب مواقيت الصلاة

          ♫
          وبه نستعين
          ░░9▒▒ (كِتَابُ مَوَاقِيتِ الصَّلاَةِ).
          ░1▒ (بابُ مَوَاقِيتِ الصَّلاَةِ وَفَضْلِهَا).
          وَقَولِه تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا(1207)} [النساء:103] مُوَقَّتًا وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ).
          أمَّا الكتابُ فالمراد به الفَرْضُ، ولم يُذكَر في القرآن لفظُ الكتاب وما تصرَّف منه إلَّا فيما هو لازمٌ إمَّا شرعًا مثلُ قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة:183]، {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة:216]، وقوله: {كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ} [النساء:24]، وإمَّا قَدَرًا نحو قوله: {كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة:21]، وقوله: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} [الحشر:3].
          وأمَّا قولُه: ({مَوْقُوتًا}) ففيه قولان:
          أحدُهُما: أنَّه بمعنى المؤقَّتِ(1208) في أوقاتٍ معلومةٍ، وهو قولُ ابنِ مسعودٍ وقَتادةَ وزيدِ بنِ أسلمَ، وهو الَّذي ذَكره البخاريُّ هنا، ورجَّحه ابنُ قُتيبةَ وغيرُ واحدٍ. قالَ قَتَادةُ في تفسير هذه الآية: قالَ ابنُ مَسعودٍ: إنَّ للصَّلاة وقتًا كوقتِ الحجِّ، وقال زيدُ بنُ أَسْلَمَ: منجَّمًا، كلَّما مضى نجمٌ جاء نجمٌ، نقول(1209): كلَّما مضى وقتٌ جاءَ وقتٌ.
          وقَالَتْ طائِفةٌ: معنى قوله:(1210) {مَوْقُوتًا} مفروضًا أو واجبًا، قاله مجاهدٌ والحسنُ وغيرُهما.
          وروى عليُّ بن أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: يعني مفروضًا.
          وتَأَوَّلَ بعضُهم الفرضَ هنا على التَّقدير، فرجَع المعنى حينئذٍ إلى تقديرِ أعدادِها ومواقيتِها والله أعلم.
          وقالَ الشَّافعيُّ: الموقوتُ _والله أعلم_ الوقت الَّذِي يُصَلَّى فيه وعددُها.