البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي الفهري أبو محمد المصري

          ع ░162▒ عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي الفِهْري أبو محمد المصري مولى يزيد بن رمانة مولى يزيد بن أنيس أبي عبد الرحمن الفهري، أحد الفقهاء الثقات الأعلام.
          ذكره ابن عدي في «الكامل» فلم يحسن.
          روى عباس عن يحيى سمع ابن وهب يقول لسفيان: يا أبا محمد الذي عرض / عليك أمس فلان، أَجِزْها لي. قال: نعم. وليس هذا بجرح، فهو مذهب جمهور العلماء. وإن كان على عبد الله من عَيب فابن عيينة أولى منه.
          وقال ابن عدي: حدَّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي عن أبيه قال: كنت عند سفيان، وعنده ابن معين، فجاءه ابن وهب بجزء، فقال: يا أبا محمد أحدث (بما فيه عنك)(1) ؟ فقال له ابن معين: يا شيخ، هذا والريح بمنزلة، ادفع الجزء إليه حتى ينظر في حديثه.
          وقال ابن الدورقي: سمعت ابن معين يقول: ابن وهب ليس بذاك في ابن جريح، كان يستصغر.
          قلت: هذه الأشياء كلها باردة، فالذي رواه أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى: ثقة.
          وقال أحمد: صحيح السماع، يفصل السماع من العَرْض، والحديث من الحديث، ما أصح حديثه وأثبته! قيل له: أليس كان يسيء الأخذ؟ قال: قد كان يسيء الأخذ، ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحاً.
          وقال أبو زرعة: نظرت في نحو من ثلاثين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر وغير مصر، لا أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له، وهو ثقة.
          وقال ابن عيينة: شيخ أهل مصر.
          ووثقه جماعة غير من ذكرنا، وكان من العبَّاد، الزهَّاد، العارفين بالله.
          قال خالد بن خداش: قُرئ على عبد الله بن وهب كتاب «أهوال القيامة» _يعني من تصنيفه_ فخرَّ مغشياً عليه، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام.
          وذكر عنه: أنه ذهب عقله، وجعل يقول كذا، يضرب يده على فخذه، وينفتل حتى ينكشف فخذه، وهو لا / يعقل، فرددنا عليه ثوبه، فحمل إلى منزله، فأنزلوه يوم الثالث ميتاً. فنرى _والله أعلم_ أنه انصدع قلبه.
          روى له الشيخان.


[1] في المطبوع: (بما فيه هذا الجزء عنك).