البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح

عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم

          [د ت ق](1) ░135▒ عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجُهَني مولاهم، أبو صالح المصري، كاتب الليث بن سعد.
          قال أحمد بن حنبل: كان أول (أمره)(2) متماسكاً ثم فَسد بآخرة، وليس هو بشيء، يروي عن ليث عن ابن أبي ذئب، ولم يسمع الليث من ابن أبي ذئب شيئاً.
          وقال أحمد بن صالح: لا أعلم أحداً روى عن الليث عن ابن أبي ذئب إلا أبو صالح.
          وقال أبو حاتم: أخرج أحاديث في آخر عمره أنكروها عليه، نُرى أنها مما افتعل خالد بن نَجِيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم الناحية، لم يكن وزن أبي صالح الكذب، كان رجلاً صالحاً.
          وقال أيضاً: هو صدوق، أمين ما علمته.
          وقال سعيد بن منصور: كلَّمني يحيى بن معين قال: أحبُّ أن تمسك عن عبد الله بن صالح. فقلت: لا أمسك عنه، وأنا أعلم الناس به، إنَّما كان كاتباً للصباغ.
          وقال صالح جزرة: كان ابن معين يوثقه، وهو عندي يكذب في الحديث.
          وقال ابن المديني: لا أروي عنه شيئاً.
          وقال النسائي: ليس بثقة.
          وقال ابن حبان: كان في نفسه صدوقاً، إنَّما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار، كان بينه وبينه عداوة، كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره / بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنَّه خطه، فيحدث به.
          وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد.
          وقال ابن حزم: ضعيف جداً.
          وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أبا الأسود النَّضر بن عبد الجبار وسعيد بن غفير يُثْنِيان على كاتب الليث. وقال أيضاً: سمعت عبد الملك بن شعيب بن الليث يقول: أبو صالح ثقة مأمون، قد سمع من جدي حديثه، وكان يحدث بحضرة أبي، وأبي يحضُه على التحديث.
          وقال أبو زرعة: حسن الحديث.
          وقال أبو الأسود: أبو صالح إذا قال لكم بمصر اكتبوا عن فلان؛ فاكتبوا، واتركوا ما سواه.
          قلت: روى البخاري في تفسير سورة الفتح من «صحيحه» عن عبد الله _ولم ينسبه_ ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: «أن هذه الآية التي في القرآن: ؟يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً؟...» الحديث، فاختلف في عبد الله هذا، فقيل: هو عبد الله بن صالح كاتب الليث، قاله أبو علي الغساني. وقال المِزي: إنه أولى الأقوال بالصواب. ثم استدل على ذلك بأمور: (وإليه ذهب)(3) الذهبي. وقيل: هو القَعْنبي، قال أبو علي بن السَّكن في روايته عن الفِرَبْري عن البخاري: حدَّثنا عبد الله بن مسلمة _يعني القعنبي_ .
           وكذلك قال أبو الوليد هشام بن أحمد القاضي.
          إنما روى في تفسير سورة الفتح عن عبد الله بن مسلمة وهو القعنبي.
          أو قيل: هو عبد الله بن رجاء. قال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف: هو عبد الله بن رجاء. قال: والحديث عند عبد الله بن / رجاء، وعبد الله بن صالح.
          وقيل: هو عبد الله بن صالح بن مسلم. العجلي. قاله الوليد بن بكر الكلاباذي واللالكائي. وتعقَّبه(4) أبو الوليد القاضي القائل بهذا فقال: ولا ذكر لعبد الله بن صالح بن مسلم هناك، ولا في شيء من الجامع، ولا ذكره الجرجاني _يعني ابن عدي_ في شيوخ البخاري. قال: وقد وَهم الكلاباذي في هذا.
          فنورد ترجمة عبد الله بن صالح بن مسلم بناء على هذا القول، وهو:


[1] لم يذكر رموز من أخرج له.
[2] في المطبوع: (مرة).
[3] ما بين قوسين على هامش المخطوط. ويوجد كلام مضروب عليه.
[4] كلام مضروب عليه في المخطوط: (وتعقبهما).