الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: أتشهد أني رسول الله

          1876- وعن سالمِ بن عبد الله، أنَّ عبدَ اللهَ بنَ عمرَ أخبره: أَنَّ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ ☺ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابنِ صَائِدٍ(1)، حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ(2)، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَائِدٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلعم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم لِابْنِ صَائِدٍ: «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟» فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ(3) فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ. فَقَالَ ابْنُ الصَّيَّادِ لِرَسُولِ اللهِ صلعم: أَفَتَشْهَدُ(4) أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ / فَرَفَضَهُ(5) رَسُولُ اللهِ صلعم فَقَالَ: «آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ»، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم: «مَا تَرَى؟» فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ(6): يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ. فَقَالَ لَهُ(7) رَسُولُ اللهِ صلعم: «خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ»، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا»، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ(8). فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم: «اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ»، فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: ذَرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِنْ يَكُنْهُ فَلَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ».
          قَالَ ابْنُ شِهَابٍ(9) الزُّهْرِيُّ: وَقَالَ(10) سَالِمٌ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلعم النَّخْلَ، طَفِقَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِن ابنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلعم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشٍ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ(11)، فَرَأَتْ أُمُّ ابنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللهِ صلعم وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ _وَهُوَ اسْمُ ابنِ صَيَّادٍ_ هَذَا مُحَمَّدٌ، فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ».
          قَالَ الزُّهْرِيَّ: قَالَ سَالِمٌ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرٍ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلعم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ(12) بِمَا هُوَ لَهُ أَهْل، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ(13) أَنْذَرَهُ(14) قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعَلَّمُوا(15) أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ». [خ¦6173]


[1] جاء في هامش (ح): «حاشية: يقال: ابن صائد وابن صياد وكلاهما صحيحان».
[2] جاء في هامش الأصل: «مغالة: اسم قبيلة».
[3] في (ح) و(د): «صائد».
[4] في (ح) و(د): «أتشهد».
[5] جاء في هامش الأصل: «رفضه: أي تركه» وجاء فيه أيضا: «وفي رواية: فرضَّه».
[6] في (د): «ابن صائد».
[7] قوله: «له» ليس في (ح) و(د).
[8] جاء في هامش (ح): «حاشية: قوله (الدخ) قال الإمام ☺ هو الدخان، وقيل: أراد أن يقول الدخان فزجره النبي عليه السلام فلم يستطع أن يتم الكلمة. قال الخطابي: لا معنى لذلك لأنه ليس... إلا أن يحمل قوله عليه السلام: (خبأت لك خبيئًا) أي أضمرت لك اسم الدخان...».
[9] قوله: «ابن شهاب» ليس في (ح) و(د).
[10] في (ح) و(د): «قال» بلا واو عطف.
[11] جاء في هامش الأصل: «قطيفة زمزمة:... صوت سمع ولا يفهم ما فيه الكلام».
[12] في (ح): «فأثنى عليه» وفي هامش (د): «فذكر الله فأثنى عليه».
[13] في (ح) و(د): «وقد».
[14] في (د): «أنذر».
[15] قوله: «تعلموا» ليس في (ح) و(د).