الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: إن الناس كانوا يسألون رسول الله

          1856- وعن أبي إدريسَ الخَوْلَانِيِّ يقول: سمعتُ حذيفةَ بن اليمانِ يقول: إِنَّ النَّاسَ كَانُوا(1) يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلعم عَن الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَن الشَّرِّ. فَقُلْتُ(2): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا(3) ضُلَّالًا بِشَرٍّ، فَجَاءَنَا / اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ وَجَاءَ بِكَ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ(4)». قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي(5) وَيَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي يُعْرَفُ مِنْهُمْ وَيُنْكَرُ(6)». قُلْتُ: حَلِّهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا(7) وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا». قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَاكَ(8) الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا يَعْصِمُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: «جَمَاعَةُ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامُهُمْ»، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ(9) جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَإِنْ أَدْرَكَكَ أَجَلُكَ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ». [خ¦3606]


[1] في (ح): «كان».
[2] في (د) زيادة: «له».
[3] في (ح) و(د): «قومًا».
[4] جاء في هامش الأصل: «دخن: أثر فتنة».
[5] جاء في هامش الأصل: «هديي: أي السيرة الحسنة».
[6] في (ح) و(د): «تعرف منهم وتنكر».
[7] جاء في هامش الأصل: «جلدتنا: قيل من نسبنا، وقيل من بلدتنا».
[8] في (ح) و(د): «ذلك».
[9] قوله: «لهم» ليس في (ح) و(د).