الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه

          1144- وعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ _مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ_ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلعم عَامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا التَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، قالَ: فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ قَدْ عَلا رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ، فاستَدَرْتُ(1) لهُ حتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَضَرَبْتُهُ / بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ(2) ضَرْبَةً، قالَ: وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيح المَوْتِ(3) فَأَرْسَلَنِي، فَأَتَيْتُ(4) عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ ☺ فَقُلْتُ له: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالَ(5): أَمْرُ اللهِ. ثمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا، وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلعم: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ»، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ. ثُمَّ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ». قَالَ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ. ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَ(6) فَقُمْتُ، فَقَالَ رَسُوْلِ اللهِ صلعم: «مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟» فَاقْتَصْصَتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: صَدَقَ يا رَسُوْل اللهِ، وَسَلَبُ ذَلِكَ القَتِيْلَ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنه. فَقَالَ أَبُو بكرٍ الصدَّيقُ ☺: لاهَا اللهِ، إِذًا(7) لا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ، يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِهِ فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلعم: «صَدَقَ، فَأَسْلَمَهُ إِلَيْه». قالَ أبو قَتادَة: فَأَعْطَانِيهِ فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فابْتَعْتُ مَخْرَفَةً(8) فِي بَنِي سَلِمَةَ، وَإِنَّهُ(9) [لأَوَّلُ] (10) مَالٌ تَأَثَّلْتُهُ(11) فِي الإِسْلاَمِ. [خ¦4321]


[1] في (ح) و(د): «فاشتددتُّ».
[2] جاء في هامش (ح): «قيل: هو موضع الرداء من العنق، قال الخطابي: هو وصل ما بين العنق والكاهل، وقيل: الحبل الوريد نفسه، والوريد: عرق بين الحلقوم والعلباوين، قال الله تعالى { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }».
[3] زاد في (ح) و(د): «ثُمَّ أَدْرَكَهُ المَوْتُ».
[4] في (ح) و(د): «فلقيت».
[5] في (ح) و(د): «فقال».
[6] في (ح) و(د): «الثالثة».
[7] جاء في هامش (ح): «حاشية: وقول أبي بكر: لاها الله إذًا، قال الإمام: هكذا يروى، وصحيحة عند أهل اللغة، لاها الله: ذا بغير ألف قبل الذال، وها: بمعنى الواو نفي القسم، فكأنه قال: لا والله ذا، وفي الكلام حذف تقديره: والله يكون ذا، وهذا اللفظ، وفيه لغتان إحداهما: إثبات الألف، والأخرى: إسقاطها لسكونها وسكون اللام في الاسم فيصير اللفظ ها الله بمعنى والله».
[8] في (ح) و(د): «به مخرفا».
[9] في (ح) و(د): «فإنه».
[10] كذا في (ح) و(د)، ومكانها ذاهب في الأصل.
[11] جاء في هامش (ح): «تأثلته: اقتنيته، وأثلة الشيء أصله».