الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو

          1133- وعَنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عن عَبْد اللهِ بْن أَبِي أَوْفَى: كَتَبَ إِلَى عُمَر بنِ عُبَيْدِ اللهِ حِينَ سَارَ إِلى الحَرُورِيَّةِ يُخْبِرُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ(1) فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ التِي لَقِيَ فِيهَا العَدُوَّ(2)، يَنْتَظِرُ حَتَّى إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ(3)، قَامَ فِيهِم، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوا لِقَاءَ العَدُوِّ(4)، وَاسْأَلُوا اللهَ العَافِيَةَ، فَإِن لَقِيتُمُوهُم فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ». ثُمَّ قَالَ رَسولُ اللهِ صلعم: «اللَّهمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ». وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ بَلغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلعم دَعَا بمثْلِ ذَلِكَ، قَالَ: «اللَّهمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَرَبُّهمْ، ونحنُ عِبَادُكَ وَهُمْ عِبَادُكَ، وَنَوَاصِيْنَا وَنَوَاصِيْهِمْ بِيَدِكْ، اِهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا / عَلَيْهِمْ». [خ¦2965]


[1] في (ح) و(د): «قال». صورتها في الأصل: «قال».
[2] في (ح) و(د) زيادة: «وكان».
[3] جاء في هامش (ح): «وقوله: (إنه كان ينتظر حتى إذا مالت الشمس) الحديث، وذلك للتمكن من القتال بوقت الإبراد، بخلاف لو اشتد عليهم الهجير وهم في مقاساة الحرب، وقد ذكر البخاريّ ذلك مبينًا فقال: حتى تهب رياح الأرواح وتحضر الصلاة، قيل: ولما فيه مع ذلك من فضل أوقات الصلاة واستجابة الدعاء فيها، وقيل: بل كان يفعل ذلك لانتظار ريح الصبا وهبوبها بعد الزوال، وقد قال: (نصرت بالصبا) وجاء حديث أنه كان ينتظر حتى تزول الشمس وتهب رياح النصر».
[4] جاء في هامش (ح): «قال الإمام ☺: قد يشكل في هذا الموضع أن يقال: إذا كان الجهاد طاعة فتمني الطاعا حسن فكيف ينهى عنه؟ قيل: قد يكون المراد بهذا أن التمني ربما أثار فتنة أو أدخل مضرة إذا تسهل في ذلك واستخف به، ومن استخف بعدوه فقد أضاع الحزم، فيكون المراد بهذا: أي لا تستهينوا بالعدو فيترك الحذر والتحفظ على أنفسكم وعلى المسلمين، أو يكون: لا تتمنوا لقاءه على حالة يشك في غلبته لكم».