التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: والله لئن حلفت لا تصدقوني ولئن قلت لا تعذروني

          4143- (مَسْرُوقٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومَانَ) قد استنكر هذا، فإنَّ مسروقًا لم يدرك أُمَّ رُوْمَانَ، قال الوَاقِدِيُّ ☼ والزُّبير: ماتت سنة ستٍّ، ونزل النَّبيُّ صلعم في قبرها (1) ، وقال أبو عُمَرَ: رواية مَسْرُوْقٍ عنها مرسلة ولعلَّه سمع من عَائِشَةَ ♦، وقال عبدُ الغَنِيِّ: قد روي الحديث عن مَسْرُوْقٌ عن ابنِ مَسْعُوْدٍ عن أُمِّ رُوْمَانَ، وهو أشبه بالصَّواب.


[1] قال مُحِبُّ الدِّيْنِ البَغْدَادِيُّ: ذكر ابنُ الجَوْزِيِّ في كتاب له سماه «السهم المصيب في الرد على الخطيب» أن الخطيب البَغْدادِيِّ ذكر عن إبْراهيمَ الحَرْبِيِّ أنَّه غلط في قوله: إن مَسْرُوْقًا روى عن أُمِّ رُوْمَانَ، وتعجب الخطيبُ من خفاء ذلك على إِبراهيمَ مع أن أُمَّ رُوْمَانَ ماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ونزل في قبرها وقال: «من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه». ورد ابن الجوزي ذلك بعدم صحة حديث موتها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الحديث بذلك منقطع لأنَّه من رواية القاسمِ بنِ مُحَمَّدٍ عبدِ السَّلامِ، والقاسمُ لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إسناده أيضًا عليُّ بْنُ زَيْدٍ وليس بشيء قاله أحمدُ وابْنُ مَعِيْنٍ، ولا يحتج به، قاله البُخاريُّ وأبو حَاتَمٍ، وأما قول مَسروقٍ حدثتني أُمُّ رُومانَ فإسناد متصل ورجاله ثقات، وناهيك برواية البُخاريِّ له فلا يترك ذلك لهذا الخبر الضعيف، ونقل ابنُ الجَوْزِيِّ أيضًا عن أَبيْ نُعَيْمٍ أحمدَ بْنِ عبدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيِّ في كتاب «معرفة الصحابة» أنَّه قال: قد قيل أن أُمَّ رُومانَ توفيت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وهم انتهى.