التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج.

          وحديث الهجرة سبق، وأعاده هنا لقتل عامرِ بْنِ فُهَيْرَةَ مع السَّبعين، وقوله:
          4093- (وكَانَ غُلامًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ) صوابه: للطُّفيل بن عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بن سَخْبَرَةَ، له حديث في «سنن ابنِ مَاجَهْ» في النَّهي أن يقال: ما شاء الله وشاء محمَّد، كان عبدُ اللهِ بنَ الحارثِ قدم هو وزوجته أُمِّ رُوْمَانَ الكنانية مكة، فحالف أبا بَكْرٍ قبل الإسلام، وتوفِّي عن أُمِّ رُوْمَانَ وقد ولدت له الطُّفيل، فخَلَفَ عليها أبو بَكْرٍ فولدت [له] (1) عبدَ الرَّحمنِ وعَائِشَةَ، فهما أخوا الطُّفيل لأمِّه، وكان عامر بن فُهَيْرَةَ أبو عَمْرِو مملوكًا للطُّفيل فأسلم وهو مملوك، فاشتراه أبو بَكْرٍ من الطُّفَيْلِ فأعتقه، وكان مولدًا من مولَّدي الأزد أسود اللَّون.
          (رَفَعَ ثمَّ وَضَعَ) قيل: إنه لم يوجد وأنَّ الملائكة وارته.
          (وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ فَسُمِّيَ عُرْوَةُ بِهِ، وَ مُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، وسُمِّيَ بِهِ مُنْذِرًا) قيل: معناه أنَّ الزُّبير بن العوام سمَّى ابنه عُرْوَةَ باسم عُرْوَةَ بْنُ أَسْمَاءَ، وسمَّى ابنه المنذر باسم المُنْذِرِ بْنِ عَمْرِو، والصَّواب على هذا التَّقدير أن يقال: «وسُمِّيَ به منذرٌ» بالرَّفع، والذي ثبت في النُّسخ مُنْذِرًا بالنَّصب، ويمكن أن يوجَّه على مذهب الكوفيين في إقامة الجارِّ والمجرور في قوله «وسمِّي به» مقام الفاعل كما قرئ: {ليُجْزَى قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [الجاثية:14] .
          ثمَّ رأيت في الصحيحين أنَّه ╕ أُتي بمولود لأَبِيْ أُسَيْدٍ فقال له: «ما اسمه ؟» فقال: فلان، فقال (2)╕: «لا، ولكن اسمه المُنْذِرَ».
          قال النَّوويُّ في «شرح مُسلمٍ»: قالوا: سبب تسميته صلعم له بالمُنْذِرِ أن عمَّ أبيه المُنْذِرُ بِنُ عَمْرِو، وكان قد استُشهد ببئر معونة، فتفاءل بكونه خَلَفًا منه، وهو أحد نقيبي بني ساعدة والآخر سَعْدِ بْنِ عُبَادَة، وكان على الميسرة يوم أحد، وأمير القوم يوم بئر معونة يُسمَّى المُعنق.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .
[2] في غير [ب] : صلى الله عليه وسلم.