التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: بعث رسول الله عشرةً عينًا وأمر عليهم عاصم بن ثابت

          3989- (عَمْرُو بْنُ أَسِيدٍ) بفتح الهمزة.
          (ابْنُ جَارِيَةٍ) بالجيم، ومنهم من يقول: «عُمر»، وقد ذكره البُخاريُّ في باب عَمرو من «تاريخه»، وبيَّن الخلاف فيه عن الزُّهْرِيِّ، فقال: وبعضهم يقول: عمر، والأوَّل أصحُّ، يعني: بالواو.
          (وبَعَثَ عَشْرَةَ عَيْنًا) قيل: هذه الغزوة تسمَّى غزوة الرَّجيع سنة ثلاث، وبقية الحديث سبق في الجهاد، إلَّا أنَّه قال هناك: «فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ»، وقال هنا: «حس بهم»، وصوابه: «أحسَّ [بهم] (1)» رباعي، أي: علم، قال الله تعالى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [مريم:98] .
          وقال هنا في الثَّالث: «فجرَّدوه وعالجوه»، ولم يبيِّن ما فعلوا به.
          وقال هناك: «فقتلوه»، وزاد هنا: «واقتلهم بَدَدًا» ويروى بكسر الباء جمع بدة، وهي القطعة من الشَّيء المتبدِّد، ونصبه على الحال من المدعو عليهم، أي: متبدِّدين أينما كانوا، ويروى بفتح الباء مصدر بمعنى المتبدِّد، أي ذوي بدد، قاله السُّهَيْلِيُّ.
          وقوله: (وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ) قال الدِّمْيَاطِيُّ: لم يقتل خُبَيْبٌ بنُ عَدِيٍّ هذا، وهو أحد بني جَحْش الحَارثُ بْنُ عَامرٍ بْنِ نَوْفَلَ بْنِ عَبْدِ مَنافَ، ولم يشهد بدرًا، والذي شهد بدرًا وقتل فيها الحارثَ هو خُبَيْبٌ بْنُ يَسافَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ عَمرِو بْنِ خُدَيْجٍ، وخُبَيْبٌ بنُ عَدِيٍّ أحد بني عَمرِو بنِ عَوْفٍ بْنِ مَالِكٍ بْنِ أَوْسٍ شهد أحدًا، ومات خُبَيْبٌ بْنُ يَسافَ زمن عُثمانَ.
          قلت: وكذا ذكر البُخاريُّ في «تاريخه» أنَّ خُبَيْبَ بْنُ يَسافَ شهد بدرًا، ولم يذكر خُبَيْبَ بنُ عَدِيٍّ، وكذا قال ابن عبد البرِّ في «مغازيه»، وزعم أنَّ الذي قتل الحارث بن عامر (2) بن نوفل يوم بدر علي ☺ ، وهذا (3) قول ثالث.
          وذكر في «الاستيعاب»: أنَّ خُبَيْبَ بنُ عَدِيٍّ شهد بدرًا، وذكر عن الزُّبير بسنده عن الزُّهري أنَّ عقبة بن الحَارِثَ بْنَ نَوْفَلَ اشترى خُبَيْبَ بنُ عَدِيٍّ، وكان خُبَيْبٌ قد قتل أباه يوم بدر، وذكر في ترجمة خُبَيْبٍ بْنُ يَسافَ أنَّه شهد بدرًا أيضًا، وهو الذي قتل أُميَّةَ بْنَ خَلَفٍ يوم بدر فيما ذكروا.
          (ابن الدَّثِنَةَ) بفتح الدَّال وكسر المثلَّثة وفتح النُّون، ويقال: بسكون المثلَّثة.
          (وَأَخْبَرَ) يعني: النَّبي صلعم .
          (أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا خَبَرَهُمْ، وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: ذَكَرُوا مَرَارَةَ بْنَ الرَّبِيعِ العَمْرِيَّ) بفتح العين وسكون الميم.
          (وَهِلالَ بْنَ أُمِيَّةَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا) قيل: لم يذكر أحدٌ من أهل السِّيَر أنَّ مرارة وهلالًا شهدا بدرًا، إلَّا ما جاء في حديث كعب هذا، وإنَّما ذُكِرَا في الطَّبقة الثَّانية ممن لم يشهد / بدرًا وشهد أحدًا.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ق] .
[2] في غير [ب] : عمرو.
[3] في غير [ب] : وهو.