التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

          3984- (أَبُو أُسَيْدٌ) بضم أوَّله وفتح ثانيه عند الجمهور، وقال عبدُ الرَّحمنِ بْنُ مَهْدِي: بفتح أوَّله وكسر ثانيه، واسمه مَالِكٌ بْنُ رَبِيْعَةَ.
          (إِذَا أَكْثَبُوكُمْ) يعني: أكثروكم، كذا رواه البُخاريُّ، وهذا التَّفسير ليس معروفًا في اللَّغة، والمعروف: قاربوكم، يقال: كثب وأكثب إذا قارب، والهمزة في / أكثبوكم لتعدية كثب، فلذلك عدَّاها إلى ضميرهم، وكذلك رواه أبو دَاوُدَ في «سننه»، فقال: «إِذَا أَكْثَبُوكُمْ» يعني: إذا غشوكم «فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ وَاسْتَبقُوا نَبْلَكُمْ» [يريد إذا دنوا منكم فارموهم، ولا ترموهم على بعد، وهو معنى: استبقوا نبلكم] (1) ، فإنَّه إذا رُمي عن البعد سقط على الأرض أو في البحر فذهبت سهام الرَّامي ولم يحصل منها نكاية في العدو، فإذا صانها عن هذا استبقاها لوقت حاجته إليها عند القرب.
          (فارْمُوهُم) قيل: أي بالحجارة، فإنَّه لا يكاد يُخطئ إذا رُمي بها في الجماعة، ويستبقى النَّبل للمصادمة، وقيل: بل ارموهم ببعض النَّبل، وتدلُّ له الرِّواية السَّابقة.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ق] .