تغليق التعليق

باب الفتنة التي تموج موج البحر

          ░17▒ قولُهُ: باب الفتنة التي تموج موج البحر. /
          وقال ابن عُيينة عن خلف بن حوشب: كانوا يستحبُّون أن يتمثَّلوا بهذه الأبيات عند الفتنة:
الحربُ أوَّلُ ما تَكُـونُ فَتِيَّــةً                     تسعى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ
حَتَّى إذا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا                     وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ
شَمْطَاءُ يُنْكَرُ لَوْنُهَـا وَتَغَيَّـرَتْ                     مَكْرُوهَـةً لِلْشَّمِّ والتَّقْبِيـلِ
          قال البخاريُّ في «التَّاريخ الصَّغير»: حدَّثنا عبد الله بن محمَّد المسنديُّ: حدَّثنا ابن عُيينة بهذا.
          وأخبرني بذلك عبد الرَّحمن بن أحمد الغزيُّ: أخبرنا عليُّ بن إسماعيل: أخبرنا عبد المحسن بن عبد العزيز: أخبرنا محمَّد بن أحمد الأرتاحيُّ، عن عليِّ بن عمر الفرَّاء: أخبرنا عبد الباقي بن فارس: أخبرنا الميمون بن حمزة: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمَّد بن سلامة: حدَّثنا إسماعيل بن يحيى: حدَّثنا أبو بكر الحُمَيْدِيُّ، عن سفيان، عن خلف بن حوشب قال: قال عيسى ابن مريم للحوارييِّن: كما تركَ لكمُ الملوكُ الحكمة، فاتركوا لهم الدُّنيا، وكان خلف يقول: ينبغي للنَّاس أن يتعلَّموا هذه الأبيات في الفتنة، فذكرها سواء إلَّا أنَّه قال: شمطاءَ جَزَّتْ رأسها.
          ورواه أبو بكر محمَّد بن خلف القاضي المعروف بوكيع في كتاب «الغرر من الأخبار» له، عن معدان بن عليٍّ، عن عمرو بن محمَّد النَّاقد، عن ابن عُيينة، عن خلف بن حوشب قال: قال عمرو بن معديكرب الزُّبيديُّ: ينبغي للنَّاس أن يتعلَّموا هذا الشِّعر...؛ فذكره، كذا زاد فيه عمرو بن معديكرب(1) ، وكذا جزم أبو العبَّاس المبرِّد: أنَّ الشِّعر لعمرو، ووهم السُّهيليُّ فعزا هذه الأبيات لامرئ القيس، وكأنَّه استند إلى ما وقع في بعض النُّسخ من «البخاريِّ»، والله الموفق.


[1] في المطبوع: (معدي).