الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب التبكير إلى العيد

          ░10▒ قوله: (إِنْ كُنَّا): (إِنْ) هيَ المخفَّفةُ مِنَ الثَّقيلةِ، وفيه(1) ضميرُ الشَّأنِ، قيل: صوابُه: لقد فرغنا، ورأيتُ في كلامِ ابنِ مالكٍ ما لفظُه: (ومنها قولُ عبدِ اللهِ: «إنْ كُنَّا [فرغنا] في هذِه السَّاعةِ»،[38ب] وقولُ رسولِ الله صلعم: «وَايمُ اللهِ،لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا(2) لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ»، وقولُ معاويةَ: «إِنْ كانَ مِنْ أَصْدَقِ هؤلاءِ»، وقولُ نافعٍ: «كانَ ابنُ عمرَ يُعطي عنِ الكبيرِ والصَّغيرِ(3)، حتَّى إنْ كانَ يُعطي عَنْ بَنِيَّ».
          تضمَّنتْ هذِه الأحاديثُ استعمالَ «إِنْ» المخفَّفةِ المتروكةِ العمل عاريًا ما بعدَها مِنَ اللَّامِ الفارقةِ؛ لعدمِ الحاجةِ إليها، وذلكَ أنَّه إذا خُفِّفتْ «إنَّ» صارَ لفظُها كلفظِ «إنْ» النَّافيةِ؛ فيُخافُ الإلباسُ بالنَّفيِ عندَ تركِ العملِ، فألزموا تاليَ ما بعدَ المخفَّفةِ اللَّامَ المؤكِّدةَ مميِّزةً لها، ولا يُحتاجُ إلى ذلكَ إلَّا في موضعٍ صالحٍ للنَّفيِ والإثباتِ، نحو: «إنْ علمتُكَ لفاضلًا»، فاللَّامُ(4) هنا لازمةٌ؛ إذْ لو حُذفتْ مع كونِ العملِ متروكًا، وصلاحيةِ الموضعِ للنَّفيِ؛ لم يُتَيَقَّنِ(5) الإثباتُ، فلو لم يَصلُحِ الموضعُ للنَّفيِ جازَ ثبوتُ اللَّامِ وحذفُها. /
          فمِنَ الحذفِ: «إِنْ كُنَّا فَرَغْنَا»، و«إِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ»، و«إِنْ كانَ مِنْ أَصْدَقِ هؤلاءِ»، و«حَتَّى إِنْ كَانَ يُعطِي عَنْ بَنِيَّ».
          ومنه قولُ عائشةَ ♦: «إِنْ كانَ رسولُ الله صلعم يُحِبُّ التيمُّنَ»، وقولُ عامرِ ابنِ ربيعةَ: «إِنْ كانَ رسولُ الله صلعم(6) يبعثنا وما لنا طعامٌ إلَّا السَّلَف مِنَ التَّمرِ»، حديثُ عائشةَ مِنْ «جامعِ المسانيدِ»، وقولُ عامرٍ مِنْ «غريبِ الحديثِ») انتهى، وسيأتي [خ¦3730].
          قوله: (حِينَُ التَّسْبِيحِ): قال والدي ⌂: («حينَُ» بالرَّفعِ والنَّصبِ، و«التَّسبيحِ» بالجرِّ(7)) انتهى، وسيأتي الكلامُ على (حِين) في (المناقب) [خ¦3687]. /


[1] كذا في النسختين، ولعلَّ الأَولى: (وفيها).
[2] في (ب): (خليفًا).
[3] هكذا في النسختين، والذي في الصحيح (1511): (الصغير والكبير).
[4] في (ب): (واللام).
[5] في (ب): (ينتفي).
[6] من قوله: (يحب التيمن...) إلى هنا سقط من (ب).
[7] في (ب): (باكر).