الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء

          949- 950- (بُعَاثَ): غيرُ مصروفٍ على الأشهَرِ.
          (فَخَرَجَتَا): في بعضِها: (خَرَجَتَا) بلا فاءٍ، بدلٌ أو استئنافٌ.
          (خَدِّي(1) عَلَى خَدِّهِ): جملةٌ اسميَّةٌ حاليَّةٌ.
          إنْ قلتَ: حقِّقْ لي هذِه المسألةَ، فإنَّ الزَّمخشريَّ في «الكشَّافِ» تارةً يجعلُها / حالًا بدونِ الواوِ فصيحًا، وأُخرى ضعيفًا؟
          قلتُ: إذا أمكنَ وضعُ مفردٍ مَقامها استفصَحَهُ؛ كقولِه تعالى: {اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة:36]، أي: اهبطوا مُعادِينَ، وههُنا يمكنُ إذ تقديرُه: أقامني مُتلاصِقَينِ.
          (دُوْنَكُمْ): هو كلمةُ الإغراءِ بالشَّيءِ، والمُغرَى به[38أ] محذوفٌ دلَّ عليه الحالُ، وهو لَعِبُهُمْ بِالْحِرَابِ، أي: دونَكُمُ اللَّعبَ، أي: الزموا ما أنتم فيه، وعليكم به، والعربُ تُغري بـــ(عليك)، و(عندك)، و(دونك)، وشأنُها: أنْ يتقدَّمَ الاسمُ(2) كما في هذا الحديثِ، وقد يتأخَّر نادرًا(3) كقولِه: [من الرجز]
يَا أَيُّهَا المَائِحُ دَلْوِي دُونَكَا
إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَحْمَدُونَكَا
          و(أَمْنًا): سيأتي [خ¦988].
          (حَسْبُكِ؟): الاستفهامُ مقدَّرٌ، أي: أَحَسْبُكِ؟ والخبرُ محذوفٌ، أي: كافيكِ / هذا القدرُ؟


[1] في (ب): (فخذي)؟!
[2] تحرفت في (ب) إلى: (إلا).
[3] في النسختين: (إذا)، وفي (أ) تحتمل المثبت، وهو موافق لما في «أعلام الحديث» للخطابي (1/593)، «المنهاج شرح مسلم» للنووي (6/425).