الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان

          3675- (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم صَعِدَ أُحُدًا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ): إنَّما رفع(1) (أَبُو بَكْرٍ) عطفًا على المضمر الذي في (صَعِدَ)، ويجوزُ العطفُ على المضمرِ المرفوع بعد الفاصل _وهو (أُحُدًا)_ وأمَّا قولُ عليٍّ عنِ النبيِّ صلعم: «كنتُ وأبو بكرٍ / وعمرُ» [خ¦3677] فقال النَّحْويُّونَ: الأحسنُ ألَّا يُعطفَ على الضميرِ إلَّا بعدَ تأكيدٍ، أو فاصلٍ ما؛ كقولِهِ تعالى: {مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا} [الأنعام:148]، والظاهرُ أنَّ الحذفَ مِنْ تصرُّفِ الرُّواةِ، وسيَذكرُ البخاريُّ بعدَ هذا بقليلٍ: «ذهبتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ» [خ¦3685]، فعطفَ مع التأكيدِ، قاله الزركشيُّ.
          وتَقَدَّم أوَّلَه: «كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ» [خ¦89] [خ¦2468].
          وقال ابنُ مالكٍ: («كنتُ وأبو بكرٍ»: تضمَّنَ هذا الحديثُ صِحَّةَ العطفِ على ضميرِ الرفعِ المتَّصلِ غيرَ مفصولٍ بتوكيدٍ أو غيرِه، وهو ممَّا لا يُجيزُه النَّحْويُّونَ في النثرِ إلَّا على ضَعْفٍ، ويَزعمونَ أنَّ بابَه الشِّعرُ، والصحيحُ جوازُه نثرًا ونظمًا، فمِنَ النثرِ ما تقدَّمَ مِنْ قولِ عليٍّ ☺، وكذا قولُِ عمرَ ☺: «كنتُ وجارٌ لي مِنَ الأنصارِ»، ومنه قولُه تعالى: {لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا} [الأنعام:148]، فإنَّ واوَ العطفِ فيه متَّصلةٌ بضميرِ المتكلِّمينَ، ووجودُ «لا» بعدَها لا اعتدادَ به؛ لأنَّها بعدَ العاطفِ، ولأنَّها زائدةٌ؛ إذِ المعنى تامٌّ بدونِها). /


[1] في (ب): (وقع).