الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق

          130- (مِنْ غُسْلٍ): (مِنْ) زائدةٌ.
          (إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ): (إِذَا) ظرفيَّةٌ، أو: إِذَا رَأَتْ وجب عليها الغسل؛ فـــ(إِذَا) شرطيَّةٌ.
          (أَوَتَحْتَلِمُ؟): العطفُ على مقدَّرٍ، أي: أتقول _أو أترى، أو نحوه_ وتَحْتَلِم؟ والكِرمانيُّ كثيرًا يُكرِّرُ ذلك، وهو طريقةٌ، ورجَّحَ المحقِّقونَ خلافَها.
          فائدةٌ:
          قولُه: (نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ!): (نِعْمَ) و(بِئْسَ): فعلان عند البصريين والكِسائي، واسمان عند باقي الكوفيين، ويُذكر المخصوصُ بالمدح والذَّم بعد فاعلِ (نِعم) و(بئس) فيُقال: نِعم الرَّجلُ أبو بكرٍ! وبئس الرَّجلُ أبو لهب! وهو مبتدأٌ، والجملةُ قبلَه خبرُه، ويجوزُ أن يكون خبرًا لمبتدأٍ واجبِ الحذفِ، أي: الممدوحُ أبو بكر، والمذمومُ أبو لهب، وقد يتقدَّم المخصوصُ فيتعيَّنُ كونُه مبتدأً، نحو: «زيدٌ نِعْمَ الرَّجُلُ!»، وقد يتقدَّم ما يُشعرُ به فيُحذف، نحو: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ} [ص:44]، أي: هو، وليس منه: (العِلْمُ نِعْمَ المُقْتَنَى)، وإنَّما ذلك مِنَ التَّقديم، والله أعلم. /