الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه

          2059- [قوله: (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ): (مَا): إمَّا موصوفةٌ أو موصولةٌ، وضميرُ (مِنْهُ) عائدٌ إليها، و(مِنْ) زائدةٌ على رأيِ الأخفشِ، و(مَا) في محلِّ النصبِ بنزعِ الخافضِ، أي: لا يُبالي بما أخذَ مِنَ المالِ، و(أَمْ) متَّصلةٌ، والهمزةُ قد سُلِبَ منها معنى الاستفهامِ، وجُرِّدَتْ لمعنى الاستواءِ، ومتعلَّقُ (مِن) محذوفٌ، فقوله: (أَمِنَ الحَلَالِ أَمْ مِنَ الحَرَامِ) في موضع الابتداء، و(لَا يُبَالِي) خبرٌ مقدَّمٌ، يعني: الأخذُ مِنَ الحلالِ والحرامِ مستوٍ عندَه، لا يُبالي بأيِّهما أَخَذَ.
          وقال شارح «الصَّيمري»: (منه) ضميرُ شيءٍ غيرِ مذكورٍ هنا، والمرادُ به: المالُ، وقد جاءَ هذا الحديث بروايةٍ فيها لفظ (المال) [خ¦2083]، يعني: لا يبالي بما أخذ من المال، وبما يحصِّله من المال أحلالٌ هو أم حرام؟ لا تفاوتَ ولا فرقَ عنده بينهما.
          أقولُ: الضميرُ عائدٌ إلى لفظةِ (مَا) مِن قولِه: (مَا أَخَذَ مِنْهُ)، وهو بمعنى: (مَن)، أو بمعنى: (الذي)]
(1). /


[1] ما بين معقوفين ليس في (ب).