الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: لولا أن تكون صدقةً لأكلتها

          2055- (مَسْقُوطَةٍ): قال الكِرمانيُّ: (القياسُ أنْ يُقالَ(1): ساقطةٍ، لكنَّه قد يُجعلُ اللازمُ كالمتعدِّي بتأويلٍ(2) كقراءةِ مَنْ قرأ: ▬عُمُوا وصُمُّوا↨ بلفظ المجهولِ.
          التيميُّ: هي كلمةٌ عربيةٌ(3) لأنَّ المشهورَ أنَّ «سقط» لازمٌ، على أنَّ العربَ قد تذكرُ الفاعلَ بلفظِ المفعولِ، أو بالعكسِ؛ إذا كان المعنى مفهومًا، ويجوزُ أنْ يُقالَ:
          جاءَ «سقط» متعدِّيًا أيضًا، بدليلِ قولِه تعالى: {سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ} [الأعراف:149].
          الخطَّابيُّ: يأتي المفعولُ بمعنى الفاعلِ، كقولِه تعالى: {كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم:61]، أي: آتيًا) انتهى كلامُ الكِرمانيِّ.
          وقال الدِّمياطيُّ: («مسقوطة» بمعنى: ساقطة، وقد يأتي «مفعول» بمعنى «فاعل»،[56ب] كقولِه تعالى: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}، أي: آتيًا، و{حِجَابًا مَّسْتُورًا} [الإسراء:45]، أي: ساترًا) انتهى. /
          وكذا {يَا مُوسَى مَسْحُورًا} [الإسراء:101]، أي: ساحرًا.
          وقال ابنُ مالكٍ: («مَسْقُوطَة» بمعنى: مُسْقَطَة، ولا فعلَ له).
          إشارةٌ: الجمهورُ على {عَمُواْ وَصَمُّواْ} بفتح العين والصاد، والأصلُ: عَميُوا وصَمِمُوا، فأُعِلَّ الأوَّلُ بالحذفِ، والثاني بالإدغامِ، وقرأَ يحيى بنُ وثَّاب وإبراهيمُ النَّخَعيُّ بضمِّ العين والصاد، وتخفيف الميم من ▬عُمُوا↨(4).


[1] في (ب): (تقول).
[2] (بتأويل): ليس في (ب).
[3] في (ب): (غريبة).
[4] وكذا الأعمش. انظر: «مختصر في شواذ القرآن» (ص34)، «المحتسب» (1/217)، «التحصيل» (2/491)، وهذه الإشارة جاءت في النسختين في غير مَحَلِّها، قبل الحديث (2065).