الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف

          90- (أَشَدَّ غَضَبًا): نُصِبَ (غَضَبًا) على التَّمييز، وفي بعضها: (مِنْهُ مِنْ يَومِئِذٍ).
          فإِنْ قلتَ: الضميرُ راجعٌ إلى رسولِ الله صلعم، فيلزمُ أَنْ يكونَ المفضَّلُ والمفضَّلُ عليه شيئًا واحدًا.
          قلتُ: جازَ ذلك باعتبارينِ، فهو مفضَّلٌ باعتبارِ يومئذٍ، مفضَّلٌ عليه باعتبارِ سائرِ الأيَّامِ.
          (وَذَا الْحَاجَةِ): بالنَّصبِ، ورُوِيَ بالرَّفعِ، فإِنْ صحَّ فهو معطوفٌ على / موضع خبرِ (إِنَّ) قبل دخولها(1)، أو على الضَّمير الَّذي هو في الخبر المقدَّم. /


[1] كذا في النسختين: (موضع خبر «إن»...)، وهو عين عبارة «التنقيح» (1/68)، و«اللامع الصبيح» (2/7)، وهو خطأ، والصواب ما قاله في «الفتح» (1/224)، و«عمدة القاري» (1/107): (وجهُه: أنْ يكون معطوفًا على محلِّ اسمِ «إنَّ»، وهو رفعٌ، مع الخلاف فيه)، وقول العيني: (مع الخلاف فيه) يريد به الخلافَ الذي ذكره النحويون في علَّة الرفعِ في الاسمِ المعطوفِ بعد أن تستكملَ (إنَّ) اسمَها وخبرَها، قال ابنُ مالك في «ألفيته»:
وَجَائِزٌ رَفْعُكَ مَعْطُوفًا عَلَى                     مَنْصُوبِ (إِنَّ) بَعْدَ أَنْ تَسْتَكْمِلَا