الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: أما إنها ستهب الليلة ريح شديدة فلا يقومن أحد

          1481- 1482- (فإِذَا(1) امْرَأَةٌ): قال ابنُ مالكٍ: (لا يُمنَعُ الابتداءُ بالنَّكرةِ المَحْضةِ على الإطلاقِ؛ بل إذا لم تَحصلْ فائدةٌ، نحو: «رَجُلٌ يَتَكلَّم» [فيمتنعُ الابتداءُ]؛ إذْ لا تخلو الدُّنيا مِن رجلٍ يتكلَّمُ، فلو اقترنَ بالنَّكرةِ قرينةٌ تتحصَّلُ بها الفائدةُ[48أ] جازَ الابتداءُ بها، ومِن تلكَ القرائِنِ الاعتمادُ(2) على «إذا» المفاجأة، نحو: انطلقتُ فإذا سَبُعٌ في الطريقِ).
          (أَمَا أـإَِنَّهَا): (أَمَا): بتخفيفِ الميمِ، و(أـإَِنَّهَا): بكسرِ الهمزةِ إنْ جُعِلتْ (مَا) استفتاحيَّةً، وبفتحِها إنْ جُعِلتْ بمعنى: حقًّا.
          قوله: (فَلَمَّا أَتَى وَادِي الْقُرَى): قال التُّوربشتيُّ: (لا تُعربُ الياءُ من «الوادي»؛ فإنَّ الكلمتينِ جُعِلَتا اسمًا واحدًا).
          (عَشَرَةَُ): منصوبٌ بنَزْعِ الخافضِ، أي: جاءتْ بمقدارِ العشرةِ، أو بالحاليَّةِ، أو أُعطِيَ (جَاءَ) حكمَ الأفعالِ النَّاقصةِ، فيكونُ خبرًا لهُ، وفي أصلِنا بالضَّمِّ والنَّصب.
          (خَرْصَُ): بالنَّصبِ بدلًا أو بيانًا، وجازَ الرَّفعُ فيهما وتقديرُه: الحاصلُ عشرةُ، أو ثمرُها...، والرَّفعُ في (خَرْصُ) فهو خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ.
          وقال الزَّركشيُّ: («خَرْصُ» هو وما قبلَه مرفوعٌ على تقديرِ: الحاصلُ عشرةُ أَوْسُقٍ، و«خَرْصُ» بدلٌ مِنْ قولِه: «عشرةُ»، وجوَّز بعضُهم النَّصبَ على الحالِ). /


[1] هكذا في النسختين، وفي الحديث، و«شواهد التوضيح» (ص85) (9): (إِذَا).
[2] في (ب): (اعتمادها).