الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: أن رسول الله وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه

          83- (يَسْأَلُونَهُ): إمَّا حالٌ من فاعل (وَقَفَ)، أي: وقف رسولُ الله صلعم مسؤولًا، وإمَّا من (النَّاسِ)، أي: وقف لهم سائلينَ عنه، وإمَّا استئنافٌ؛ بيانًا لعلَّةِ الوقوف.
          (قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ): لا بُدَّ فيه من تقدير (لا) في الأوَّل؛ لأنَّ الكلامَ الفصيحَ قلَّما تقعُ (لا) الدَّاخلةُ على الماضي فيه إلَّا مكررةً، وحسُنَ ذلك هنا؛ لأنَّه وقعَ في سياقِ النَّفي، ونظيرُه قولُه تعالى: {مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف:9]، وفي «مسلم»: (مَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ أَوْ أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: افْعَلْ وَلَا حَرَجَ).
          (وَلَا حَرَجَ): خبرُ (لَا) محذوفٌ، أي: لا حرجَ عليك.
          وقال الزَّركشيُّ: (قولُه: «وَلَا حَرَجَ» فيه حذفُ خبرِ «لَا» للعلمِ به، كقوله تعالى: {لَا ضَيْرَ}) [الشعراء:50]. /