مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

سبرة بن معبد الجهني

          سَبْرةُ بنُ مَعبدٍ الجُهَنيُّ ☺
          ويُقالُ: ابنُ عَوسَجةِ بنِ حَرمَلةَ، يُكْنى: أبا تُريَّةُ _بضم التاء_ على الأصحِّ، سكَنَ المدينةَ، وله بها دارٌ، ثمَّ انتقَلَ في آخرِ أيامِه إلى المروةِ، وهو والدُ الرَّبيعِ بنِ سَبْرةَ.
          وهو ممَّنِ(1) انفَردَ بالروايةِ عنه مسلمٌ دونَ البخاريِّ.
          عنه قال: أذنَ لنا رسولُ الله صلعم بالمتعةِ، فانطلقتُ أنا ورجلٌ / إلى امرأةٍ من بني عامرٍ، كأنَّها بَكْرَةٌ عيطَاءُ، فعرَضْنَا عليها أنفسَنا، فقالَتْ: ما تُعْطِي؟ فقلت: ردَائِي، وقال صَاحبِي: ردَائِي، وكان رداءَ صَاحبِي أجودُ من ردَائِي، وكنتُ أشبَّ منه، فإذا نظرَتْ إلى رداءِ صَاحبِي أعجبَها، وإذا نظرَتْ إليَّ أعجبتُها، ثمَّ قالت: أنتَ ورداؤُك يكفِيني، فمكثْتُ معها ثلاثًا. ثمَّ إن رسولَ الله صلعم قال: ((مَن كانَ عندَه شَيءٌ من هذه النِّساء الَّتي يتمتَّعُ(2) فليُخَلِّ سبيلَهَا)).
          وفي رواية عن الرَّبيعِ بن سَبْرة: أنَّ أباه حدَّثه: أنه كانَ معَ رسُولِ الله صلعم، فقال: ((يا أيُّها النَّاس، إنِّي كنتُ قد(3) أذنْتُ لكم في الاستمتَاعِ من النِّساء، فإنَّ اللهَ قد حرَّم ذلك إلى يوم القيَامةِ، فمَن كانَ عندَه منهنَّ شيءٌ فليخلِّ سبيلَه، ولا تأخذُوا مما آتيتموهُنَّ شيئاً)).
          وفي رواية عن ابنِ شهابٍ قال: أخبرَنِي عروةُ بنُ الزُّبيرِ: أنَّ عبدَ الله بنَ الزبيرِ ☻ قامَ بمكةَ فقال: إنَّ ناساً أعمَى اللهُ قلوبَهم كما أعمَى أبصَارهُم، يفتونَ بالمتعَةِ، يعرِّض برجلٍ، فنادَاه فقال: إنَّك لجِلْفٌ جافٍ، فلَعَمْري، لقد كانت المتعةُ تفعلُ في عهدِ إمامِ المتَّقينِ _يريدُ به رسولَ اللهِ صلعم_ فقالَ له(4) ابنُ الزبيرِ: فجرِّبْ بنفسِكَ، فواللهِ لئن فعلتَها لأرجمَنَّك بأحجَارِك. قال ابنُ شهابٍ: فأخبرَني خالدُ بن المهَاجر بنِ سيفِ الله أنَّه(5): بينَا هو جالسٌ عندَ رجلٍ جاءَه رجلٌ فاستفتَاهُ في المتعَةِ، فأمرَهُ بها، فقال له ابنُ أبي عَمْرةَ الأنصاريُّ: مهلاً، قال: ما هي؟ واللهِ لقد فُعِلَتْ في عهدِ إمامِ المتَّقين، قال ابنُ أبي عَمرة: إنها كانَتْ رُخْصَةً في أوَّلِ الإسلامِ لمن اضطرَّ إليها؛ كالميتةِ والدَّم ولحمِ الخِنزيرِ، ثمَّ أحكمَ الله الدِّينَ ونهى عنها.
          وفي رواية: أنَّ النَّبي صلعم نهَى عَن المتعَةِ، وقال: ((ألَا إنَّها حرامٌ من يومِكُم هذا إلى يوم القيَامةِ، ومَن كانَ أعطَى شيئاً فلا يأخذْهُ)).


[1] ((من قوله: ويقال ابن عوسجة... إلى قوله: ...وهو ممن)): ليس في (ز) و(ف).
[2] ((التي يتمتع)): ليس في (ف).
[3] ((قد)): ليس في (ف).
[4] ((له)): ليس في (ف).
[5] ((أنه)): ليس في الأصل.