مصباح القاري لجامع البخاري

مناقب الحسن والحسين

          ░22▒ مَناقِبُ الحَسنِ والحُسَينِ ☻
          فضائلُهُما لا تحدُّ، ومحاسنهما لا تُعدُّ، وهما ريحانتا رسول الله صلعم، ولكلٍّ منهما فضائل، فأما الحسنُ فخرج عن مالهِ ثلاث مراتٍ لله تعالى، وقاسمَ الله تعالى ماله مرَّتين، حتى كان يتصدَّق بنعلٍ ويمسك نعلاً، وحجَّ ماشياً خمساً وعشرين حجَّة، والنَّجائِب تُقادُ بينَ يديهِ، وتركَ الخلافةَ لله تعالى لا لعلَّةٍ ولا لذلَّةٍ ولا لقلَّةٍ.
          وتحقُّقُ الحديثِ أنَّ الله يُصلح به بين طائفتين، مات بالمدينة مسموماً سنة تسع وأربعين، وعمره نحو سبع وأربعين سنة، وأمَّا الحسين فحملتْ به فاطمة بعد ولادةِ الحسن بطهرٍ واحد، وكان ريحانةَ رسولِ الله صلعم، وسلالةَ النبوة ومعدنَ العلم والمحاسنِ والفتوَّة، امتنعَ من المبايعةِ ليزيد، وخرجَ من المدينة إلى مكَّة ثم إلى العراق، فجهَّز عبيد الله بن زياد أميرَ يزيد [بن] معاوية على الكوفة عسكراً لمقتلِ الحسين ☺، فقتلوهُ بكربلاء يوم الجمعة، عاشوراء المحرم سنة ستين أو إحدى وستين، وعمره ست وخمسون سنة ☻.
          وكان مولدُ الحسن في نصف شهر رمضان من السنة الثالثة من الهجرة، ومولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان من السنة الرابعة، نقله النَّووي في ((تهذيب الأسماء)) عن الزُّبير بن بكَّار وغيره، حررتُ ميلادهما ووفاتهما وزيادة في مناقبهما من غيرِ الكرماني، وبالله التوفيق.
          وقاتِلُ الحسين اسمه: سِنان _بكسر السين وبالنون_ ابن أنسٍ النَّخعي، وقيل: غيرهُ، والله أعلم.