مصباح القاري لجامع البخاري

باب: الأرواح جنود مجندة

          ░2▒ باب / الأرْوَاحُ جُنُودٌ مجَنَّدةٌ
          أي: جُمُوع مجمَّعة من أنواعٍ مختلفةٍ، والتَّعارفُ إشارةً إلى التَّشاكلِ في الخيرِ والشرِّ، فمهما اتَّفقتْ الأشكالُ تعارفتْ وتآلفَت، ومهما اختلفَتْ تنافَرت، وقيل: ما تعارفَ منها في الأزلِ تعارفَ في الدنيا، وما تناكرَ في الأزلِ تناكرَ في الدنيا.
          قال الكرمانيُّ ☼: وجهُ مناسبةِ هذا الباب لكتابِ الأنبياء الإشارةُ إلى أنَّ آدمَ وذرِّيته مركَّبون من البدنِ والرُّوح، وهذا كلامٌ يحتاجُ إلى زيادةِ بيان؛ أي: فلمَّا كانوا كذلكَ وأرادَ الله إظهارَ مشيئَتِه لهم؛ أرسلَ إليهِم رسولاً من أنفسِهم ليكون أقربَ إلى قُبُول الأمُمِ منهم، فمَن عرفَ نبياً في الأزل قبل منه في الدنيا، ومَن أنكرَهُ في الأزلِ لم يُقْبل منه في الدنيا، وهكذَا الكلامُ في قبولِ الأمَمِ بعضهم من بعضٍ، والله أعلم.