مختصر الجامع الصحيح للبخاري

باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرها من الخلائق

          ░4▒ بَابُ مَا جَاءَ فِي تَخْلِيقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنَ الخَلائِقِ
          وَهوَ فِعْلُ الرَّبِّ وَأَمْرُهُ، فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَكَلامِهِ، وَهوَ الْخَالِقُ هُوَ الْمُكَوِّنُ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ. وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ، فَهْوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ مُكَوَّنٌ(1) .


[1] في هامش الأصل: فائدة: اعلم أن الأرض خلقت من الماء، ولهذا المعنى قال النبي عليه السلام: «الصعيد طهور المسلم ما لم يجد الماء عشر حجج» ويقال: لما أراد الله تعالى خلق السموات والأرض أمر الماء الذي في جوف الكرسي أن يضرب بعضه ببعض، فأزبد منه وارتفعت أمواجه وعلا بخاره، فأمر الزبد أن يجمد فهو الأرض، وحباها على وجه الماء في يومين، وأمر الأمواج فسكنت فهي الجبال جعلها عماد الأرض وعروق هذه الجبال متصلة بعروق جبل قاف وهو الجبل المحيط بالأرض، ومن وراء جبل قاف بحر اسمه نبطس، ومن ورائه بحر آخر اسمه: قينس، ومن ورائه بحر آخر اسمه: أصم، ومن ورائه بحر آخر اسمه: المظلم، ومن ورائه بحر آخر اسمه: مرماس، ومن ورائه بحر آخر اسمه: الساكن، ومن ورائه بحر آخر اسمه: الباكي، وهذا البحر وهو آخر البحار السبعة وكل بحر من ذلك محيط بالبحر الذي بعده.