مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًا إلا سلك

          2156- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ... إِلَى آَخِرِه، [عن سعد بن أبي وقاص] قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ☺ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلعم وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ في الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلعم وَرَسُولُ اللَّهِ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ»، قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم: «مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا(1) إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ». [خ¦3294]


[1] في هامش الأصل: قوله: «فجًا»: والفج الطريق الواسع.