مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة

          1184- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ فَذَكَرَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلالٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهْ                     وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهْ
          وَكَانَ بِلالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ(1) يَقُولُ:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً                     بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ                     وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
          قَالَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا وَصَحِّحْهَا لَنَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ»، قَالَتْ: وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ، قَالَتْ: فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا(2)، تَعْنِي: مَاءً آجِنًا(3) . [خ¦1889]


[1] في هامش الأصل: قوله: «يرفع عقيرته»؛ أي: صوته، قيل: أصله أن رجلًا قطعت رجله فكان يرفع المقطوعة على الصحيحة، ويصيح من شدة وجعها بأعلى صوته.
[2] في هامش الأصل: قوله: «يجري نجلًا»، معناه: نزيزًا يظهر ويجري وينبسط وينبع عين الماء،«نجلًا»؛ أي: واسعًا، ومنه: عين نجلاء؛ أي: واسعة، وقيل: الغدير الذي لا يزال فيه الماء.
[3] وقول البخاري: «تعني: ماءً آجنًا»: قال القاضي: وهو خطأ في التفسير وإنما الأحسن: الماء المتغير.