مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها

          1178- حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ عَنْ جَابِرٍ: جَاءَ أعْرَابِيٌّ النَّبيَّ صلعم فَبَايَعَهُ عَلَى الإِسْلامِ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ مَحْمُومًا، فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَأَبَى، ثَلاثَ مِرَارٍ، فَقَالَ: «الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ(1) تَنْفِي خَبَثَهَا وَتَنْصَعُ(2) طَيِّبَهَا(3)». [خ¦1883]


[1] في هامش الأصل: قوله: «المدينة كالكير»: هذا تشبيه واقع؛ لأن الكير لشدة نفخه ينفي عن النار السخام والدخان والرماد حتى لا يبقى إلا خالص الجمر، هذا إن أراد بالكير: المنفخ الذي ينفخ به النار، وإن أراد الموضع المشتمل على النار _ وهو المعروف في اللغة _ فيكون معناه: أن ذلك الموضع لشدة حرارته ينزع خبث الحديد والذهب والفضة، ويخرج خلاصة ذلك، والمدينة كذلك لما فيها من شدة العيش وضيق الحال تخلص النفس من شهواتها وشرهها.
[2] «وينصع»؛ أي: يخلص.
[3] «طُيَّبُها»: بضم الطاء وتشديد الياء بمثناة وضم الياء الموحدة على الصحيح، وروي بكسر الطاء وتسكين الياء وهو أليق، وقوله: «ينصع»: لم أجد له في الطب وجهًا، وإنما الكلام يتضوع؛ أي: يفوح.