مشارق الأنوار على صحاح الآثار

الثاني في مشكل الألفاظ والجمل

          البابُ الثَّاني
          في ألفَاظ وجُمل في هذه الأصُول تحتاجُ إلى:
          تَعريفٍ بصَوابِها، وتَقويمِ إعرَابِها، وتَفهِيم المُؤخَّر من المُقدَّمِ من ألفَاظِها، وبيانِ إضمارَاتٍ مُشكِلة، وعلى من يعُودُ المُرادُ بها
          2880- قوله في أذانِ بلالٍ: «ليُنبِّه نائمَكم، ويرجِعَ قائمَكم» بنصبِ ميم «قائمَكم» مثل «نائمَكم» مَفعُولاً بـ: «يرجع» كما كان نائمكم بـ: «يُنبِّه»، فاعلُه أذان بلال؛ أي: ليُنبِّه نائمَكم ليُصلِّي، ويعلمَ القائم قبلُ للصَّلاةِ قُرب السَّحَر فيرجعَ إلى الاستراحةِ بنَومةِ السَّحَر.
          2881- وفي الَّذي تفُوتُه صلاةُ العَصرِ: «كأنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» [خ¦552] بفَتحهِما، مفعُول ثانٍ لـ: «وتر»، والأول مُضمَر عائد على الَّذي تفُوتُه؛ أي: وتر هو أهلَه ومالَه وسُلِب ذلك، وقد ذكَرناه في حرفِ الواوِ [و ت ر]، وهذا على قولِ أكثَرِهم وتَفسيرِه، وأمَّا على ما رُوِي عن مالكٍ في تَفسيرِه: أنَّه ذهب بهم، فعلَى ظَاهرِه يكونان مرفُوعَين مفعُولَين لم يُسمّ فاعلُهما، لكنَّ المعنَى عندي أنَّ تفسيرَ مالكٍ في ذلك على تَقريبِ المعنَى وإرادة سلب وشِبهِه؛ إذ لا يوجد وُتِر بمعنَى: ذهبَ لغةً.
          2882- وقوله: «فسُمِّي ذلكَ المالُ الخَمسُون» ويُروَى: «الخمسين» بالوَجهَين ضبَطْناه عن كافَّة شيُوخِنا ابنِ عتَّابٍ وابنِ حمدين وابنِ عيسَى وابنِ جَعفرٍ، والرَّفعُ لابنِ وضَّاحٍ عند بَعضِهم، وعند ابنِ المرابطِ النَّصبُ لا غير، ووَجهُه المَفعولُ الثَّاني لـ: «سُمِّي»، والرَّفعُ على الحكايةِ.
          2883- وقوله: «في خِلافَةِ أبي بكرٍ وصَدرٍ مِن خِلافَةِ عُمرَ ☻» كذا ليحيَى على العَطفِ، وعند ابنِ بُكيرٍ والقَعنبيِّ «وصَدراً» [خ¦2009] بالنَّصبِ على المَفعولِ معَه.
          2884- وقوله في الَّذي يشرَبُ في آنيةِ الذَّهبِ والفِضَّة: «كأنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهنَّمَ» [خ¦5634] بالرَّفعِ والنَّصبِ على الاختلافِ في تَفسيرِ «يُجَرْجِرُ»، هل هو بمعنَى: يُصوِّت فيَرتَفِع بالفاعلِ، أو يجري ويُصبُّ فينتصبُ بالمَفعولِ، وقد ذكَرْناه في الجيمِ. /
          2885- وفي غَزوةِ خيبَر: «مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ» [خ¦610] بالرَّفعِ على العَطفِ؛ أي: الجيشُ والعسكرُ.
          2886- وقوله في الزَّكاة: «فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ» برَفعِ الرَّاء صِفة للابنِ، و«ذكر» مع «ابن» إما للتَّأكيدِ أو لزيادةِ البَيانِ، أو للتَّنبيهِ على الحكمةِ مُعادَلته بابنة مخاض في ذلك النِّصابِ، مع زياد السِّنِّ لنَقصِ الذُّكورِية، والله أعلَم.
          2887- وفي حديثِ التَّنزُّل: «حتَّى يَبقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ» [خ¦1145] بضمِّ الرَّاء نعتٌ للثُّلثِ.
          2888- وفي الحجِّ: «قلت يا رسولَ الله؛ الصَّلاةَ؟ فقال: الصَّلاةُ أمامَك» [خ¦139] النَّصبُّ في الأوَّلِ على الإغراءِ، والرَّفعُ على إضمارِ فعلِ حانَت الصَّلاة، أو حضَرَت، والثَّاني مَرفوعٌ على الابتداءِ.
          2889- وقوله: «إنَّك في زمانٍ: كثير فقهاؤُه، قليل قرَّاؤُه، كثير من يُعطي، قليل مَن يسألُ، وسيأتي زمانٌ» وقَع في جميعِها الوَجهَان الرَّفعُ على الابتداءِ، والخفضُ على الوَصفِ للزَّمانِ، وأمَّا آخرُ الحديثِ فالرَّفعُ لا غير على الوَجهَين الابتداء والوَصف، لأنَّ الزَّمانَ فيه مَرفُوعٌ.
          2890- وقوله: «علَيك ليلٌ طويلٌ فارْقُد» [خ¦1142] كذا هو بالرَّفعِ على الفاعل، فبَقِي المُضمَر أو في مَعنَاه، ووقَع في كتابِ مُسلمٍ لجميعِ الرُّواةِ: «ليلاً طويلاً» بالنَّصبِ إلَّا من طريقِ الهوزَنيِّ، فروَيناه بالضَّمِّ، ووَجهُ الكَلامِ الرَّفعُ إلَّا أنَّ النَّصبَ يُخرَّج على الإغراءِ للنَّومِ فيه ولزُومِ ذلك.
          2891- قوله: «يا بنِي سَلمَةَ؛ دِيَارَكُمْ» بالنَّصبِ على الإغراءِ «تُكتَبْ آثَارُكُمْ» بسُكونِ الباء على جَوابِ الإغراءِ، و«آثارُكم» بالرَّفع على ما لم يُسمَّ فاعلُه.
          2892- وقوله «اليَهُودُ غَداً وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ» [خ¦876] كذا الرِّوايةُ، وهو الصَّوابُ، «اليَهودُ» رفعٌ بالابتداءِ، وتقدِيرُه على مجازِ كلامِ العَربِ: فعِيدُ اليَهودِ غداً؛ لأنَّ ظروفَ الزَّمانِ لا تكون إخباراً عن الجُثثِ، وانتصب «غداً» على الظَّرفِ.
          2893- وقولُ عائشةَ: «ما أسرَعَ النَّاسَ!» نصبٌ على التَّعجُّب، على تَأويلِ مَن جعَلَه: ما أسرَعهم إلى الإنكارِ والطَّعنِ، وهو قولُ ابنِ وَهبٍ، ورفعٌ على مَن جعَلَه من النِّسيانِ، وهو قولُ / مالكٍ، قال: يعني نسوا السُّنَّة، فـ: «النَّاسُ» فاعلٌ بفعلٍ مُضمرٍ، تقدِيرُه: «ما أسرَعَ ما نسِيَ النَّاسُ»، وكذا جاء بهذا اللَّفظِ مُفسَّراً في روَايةِ القَعنبيِّ في «المُوطَّأ»، وفي كتابِ مُسلمٍ في روَايةِ العُذريِّ.
          2894- قوله: «فصَلُّوا جُلوساً أجمَعُونَ» [خ¦689] كذا أكثر الرِّواياتِ عن كافَّةِ شيُوخِنا، على التَّأكيدِ للضَّميرِ في «فصَلُّوا»، وعند ابنِ سَهلٍ «أجمعين» أيضاً.
          2895- قوله: «هذَانِ يَومانِ نهَى رسولُ الله صلعم عن صِيامهِما_ثمَّ أبدله_ يومُ فِطْرِكُم من صِيامِكُم_بالرَّفع، ثم قال_ والآخَرُ_أي: واليوم الأخر يوم_ تَأكُلُونَ فيه مِن نُسُكِكُم» [خ¦1990] .
          2896- قوله: «إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفسهــا» [خ¦1388] يُروَى بفتحِ السِّين وضمِّها، وأكثرُ روايتنا الفتح على المَفعولِ الثَّاني، وعلامة التَّأنيثِ المَفعول الأول، وبالفَتحِ قيَّده الأَصيليُّ، وبالضَّمِّ قيَّده الطَّرابلسيُّ، وأمَّا الضَّمُّ فعلى ما لم يُسمَّ فاعلُه، والعَلامةُ للنَّفسِ لا للأُمِّ.
          2897- وقوله: «ما حدَّثَت به أنفسَها» [خ¦5269] بفتح السِّين وهو الأكثَر في الرِّواية، والأظهَر في المعنَى، ويدُلُّ عليه قوله: «إنَّ أحدَنا يحدِّث نَفسَه»، وقال الطَّحاويُّ: أهلُ اللُّغةِ يقولونه: بالضَّمِّ، يريدُون بغير اختيارها، وبوَسوَستها، وفي الرِّوايةِ الأُخرَى: «ما وسْوَسَت به أنفُسُها» [خ¦6664]، الأظهرُ هنا الرَّفعُ؛ لأنَّ الوَسوَسة عائدةٌ إلى الأنفسِ، قال الله تعالى: {مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق:16]، وفي الرِّوايةِ الأُخرَى: «ما وسوست به صدُورُها» [خ¦2528]، وكذلك الرِّوايةُ عندهم في الحديثِ الأوَّلِ، إلَّا عند الأَصِيليِّ فعِندَه «أنفسَها» بالنَّصبِ، وله وَجهٌ «وسوست» بمعنَى: حدَّثت، والرَّجلُ مُوسوِس بكَسرِ الواو لا غير.
          2898- قوله: «يا نساءَ المؤمنات»، و«يا نساءَ المُسلِمات» [خ¦2566] روَيناه بفتحِ الهمزةِ وخَفضِ «المُؤمناتِ» على الإضافةِ، قيل: معناه يا فاضلات النِّساء المُؤمناتِ، وقيل: معناه يا نساء الجماعَات المؤمِنات، وقيل: يا نساء النُّفوس المُؤمِنات، وكلُّه بمعنًى، ويصِحُّ على إضافةِ الشَّيء إلى نَفسِه على مَذهبِ الكوفيِّين، وروَيناه أيضاً برَفعِ «يا نساءُ» ورفعِ «المؤمنات»، ومعناه: يا أيُّها النِّساء المُؤمِنات، ويجُوزُ رفع «نساء» وكسر «المؤمنات»، وكسرُه علامةُ النَّصبِ على النَّعتِ على المَوضعِ، كما تقول: يا زيدُ العاقلَ.
          2899- وفي الحديثِ الآخَرِ في وقتِ الفَجرِ: «كنَّ نساءُ المُؤمناتِ» [خ¦578] على الإضافةِ، / ومعنى «نساء المؤمنات»؛ أي: فاضلاتهنَّ، أو على إضافةِ الشَّيء إلى نَفسِه كما تقدَّم، وارتفعنَ بالبَدلِ من الضَّميرِ في «كُنَّ».
          2900- وفي (باب سُرعةِ انصرافِ النِّساءِ): «فينصَرِفُ نساءُ المؤمناتِ» [خ¦872] كذا على الإضافةِ، وكما تقدَّم ما مَعنَى ذلك.
          2901- وفي حَديثِ المُفطِر في رمَضانَ: «تصدَّق بهذا، فقال: أفقَرَ منَّا؟» كذا ضبَطْناه في كتابِ مُسلمٍ بالنَّصبِ؛ أي: أتصدَّق به على أفقَر منَّا أو نُعطِيه أفقَر منَّا، وكذا في روايَةِ ابنِ الحذَّاءِ، وروَاه بعضُهم بالضَّمِّ؛ أي: أفقرُ منَّا يستَحِقُّه أو يُتصدَّق به عليه.
          2902- وكذلك في الحديثِ الآخرِ: «أغَيرنا» ضبَطْناه بالرَّفعِ على ما تقدَّم، ورُوِي بالنَّصبِ على ما تقدَّم أيضاً.
          2903- وفي فَضائلِ الصَّلاةِ في مَسجدِ النَّبيِّ صلعم في كتابِ مُسلمٍ: «جالَسَنا عبدُ الله بنُ قارظٍ» «عبدُ الله» رفع فاعل بـ: «جالسَنا» مفتُوحَة السِّين.
          2904- وفي تَزويجِ زينبَ: «قلت: عدَدَ كم كانوا» بفتحِ الدَّال على ما تقدَّم خبر كان.
          2905- وفي الصِّيامِ: «أكثَرَ صياماً منه في شَعبانَ» [خ¦1969] بالنَّصبِ على التَّفسيرِ، كذا لهم، وعند أبي عِيسَى في «المُوطَّأ»: «أكثر صيامٍ» بالخَفضِ.
          2906- وفي رضاعِ الكَبيرِ: «ما هو بداخلٍ علينا أحدٌ بهذِه الرَّضاعةِ» «أحد» مرفُوعٌ على البَدلِ من «هو» على مَذهبِ البَصريِّين، كقوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ} [البقرة:96]، وعلى الفاعل على مَذهبِ الكوفيِّين، ويكون «هو» عِندَهم ضمِيراً بمعنَى: الشَّأنِ.
          2907- وقوله: «لا تُصَرُّوا الإبلَ» [خ¦2148] بضمِّ التَّاء وفتحِ الصَّاد، ونصبِ اللَّام من «الإبل» على المَفعولِ به، كقوله تعالى: (لَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ)، ذكَرناه والخلافَ في ضَبطِه ومَعنَاه في حَرفِ الصَّاد، وفيه: «وصاعاً من تمرٍ لا سَمْراءَ» نصب على النَّفيِ والتَّبرئةِ.
          2908- وقوله: «إنِّي معسر، قال: آللهِ؟ قال وآللهِ» بكَسرِ الهاء على القَسمِ، وهو الوَجهُ، وأكثرُ الشُّيوخِ وأهلُ العربِيَّة لا يجِيزُون سِواه، وكذلك: «فوالله إنِّي لأحبُّك، [قال: آللهِ]، قلتُ: آللهِ» وروَيناه في «المُوطَّأ» في جَميعِها بالكَسرِ والفَتحِ معاً، عن ابنِ عتَّابٍ وابنِ جَعفرٍ، وعن غيرِهما بالكَسرِ لا غير، وحكى أبو عُبيدٍ عن الكسائيِّ كلُّ يمِينٍ ليس فيها واو فهي نَصبٌ إلَّا في / قَولِهم: آلله لآتيك فإنَّه خفضٌ، يريد: «ولا» حرف قسم، وذلك أنَّ القسمَ عندهم فيه معنَى الفعلِ؛ أي: أقسِمُ وأحلِفُ بالله، أو والله، فإذا حذَف حرف القسَم عملَ الفعلُ عمَلَه فنصَب مَفعُوله. وفي حديثِ ضمامٍ: «آللهُ أمرك بهذا» [خ¦3364] الرَّفعُ على الابتداءِ.
          2909- وفي حديثِ سَعدٍ: «الثَّلثُ والثُّلثُ كثِيرٌ» [خ¦2742] في الأوَّل وجهان؛ الرَّفعُ على الفاعلِ لَيكفيكَ أو يجزئك ونحوُه، أو على الابتداءِ والخبرُ يكفيك ونحوُه، والنَّصبُ على الإغراءِ، أو بإضمارِ فعلٍ؛ أي: أعطِ أو إقسمِ الثُّلثَ، ويجوز فيه الكسرُ على البدَلِ من قوله: «بشَطرِ مالي» أوَّل الحديثِ. وأمَّا الثَّاني: فرفعٌ على الابتداءِ لا غير، وفي بَعضِ رواياتِ الحَديثِ: «قلت: فالنِّصفَ» بالنَّصبِ عطفٌ على ما تقدَّم من قوله: «أقسم مالي» أوَّل الحديث، والرَّفعُ على الابتداء، وعلى رواية: «أتصدق بثُلثِ مالي» يصِحُّ خفضُه «فالنِّصفِ» على العَطفِ.
          2910- وقوله: «حتَّى يهُمَّ ربَّ المالِ مَن يقبَل صدَقتَه» [خ¦1412] «ربَّ» منصُوبٌ بـ: «يهُمَّ» بضمِّ الهاء؛ أي: يغمَّه ذلك، وقد ذكَرنَاه في حرفِ الهاءِ [هـ م م].
          2911- وقوله في حديثِ أبي رَيحانَةَ: «عن سفِينةَ_قال أبو بَكرٍ_ صاحبِ رسُولِ الله صلعم» كذا هو بكَسرِ الباء نعتٌ لـ: «سَفِينةَ»، و«أبو بَكرٍ» قائلُ ذلك هو ابنُ أبي شَيبَةَ.
          2912- وقوله: «ثمَّ شَأنكَ بأعْلَاهَا» الوَجهُ النَّصب، ويجُوزُ الرَّفعُ، ذكَرنَاه في حرفِ الشِّينِ.
          2913- وفي ترجَمةِ البُخاريِّ في (باب كيف كان بَدءُ الوَحيِ إلى رسُولِ الله صلعم): «وقولُِ الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [النساء:163[خ¦1] الآيةَ، في «قول الله» الوَجهَانِ: الكسرُ والضمُّ، فالضمُّ على الإبتداءِ، والكَسرُ عطف على «كيف» وهي في مَوضعِ خفضٍ، كأنَّه قال: بابُ كيفَ كان، وبابِ معنى قولِ الله، أو الحجة بقَولِ الله، أو ذكر قولِ الله، وقد ثبَت فيها: «باب» في رواية غيرِ الأَصِيليِّ، وأنكَر أبو مروان بنُ سراج الكَسرَ في «قولِ الله»، وقال: لا يصِحُّ أن يحمل على الكيفِيَّة لقَولِ الله، ولا يكيَّف كلامُ الله، وما قاله صحِيحٌ مع إسقاطِ «باب» فلا يبقى إلَّا الرَّفع على الابتداءِ، أو العطف على المُبتدَأ الآخر قبلَه، وهو «كيفَ كان بدءُ الوَحيِ»، ومعلُومٌ أنَّ هذه التَّرجمةَ لم يقصد فيها الخبر عن صفَةِ قولِ الله، وإنَّما قصَدَ به الحجَّة لإثباتِ الوَحيِ.
          2914- وقوله: «وكان ابنُ النَّاطور صاحبَ إيلِياءَ وهِرقلَ» [خ¦7] «هرقلَ» مفتُوح اللَّام معطوفٌ على «إيلِياءَ»، ومَوضِعهُما موضع خفض بالإضافةِ، و«صاحبَ» مفتوح الباء، كذا ضبَطْناه، وكذا / ضبَطَه الأَصِيليُّ بخطِّه، لكن ليس على خبرِ «كان»، لكن على الاختصاصِ، والخبر بعده في قوله: «سُقُفّاً على نصارى الشَّام»، أو يكون هذا أيضاً نصب على الحال، الخبر في قوله: «يُحدِّث أنَّ هِرقلَ»، وهذا أوجَه في العربِيَّة، واضحٌ في الكَلامِ.
          2915- وقوله: «إذا أنشَأت بحرِيَّة ثمَّ تشاءَمَت» روَيناه بالضِّمِّ على الفاعلِ؛ أي: سحابة بحرِيَّة؛ أي: ابتَدَأت، وبالنَّصبِ على الحالِ؛ أي: ابتدَأت في هذه الحالِ، أو على المَفعولِ، تقدِيرُه: إذا أنشَأتِ الرِّيحُ سَحابةً بحريَّةً، كذا عِندَه، وهو إصلاحٌ منه، والفاعلُ مُضمَر.
          2916- وقوله: «إذا كانت شديدةً فنحن نُدعَى لها» [خ¦4337] بالنَّصبِ؛ أي: إذا كانَت الحربُ شدِيدَة أو الحالُ.
          2917- وقوله: «أهْلكَ، وما نعلَم إلَّا خيراً» [خ¦4750] بالنَّصبِ على الإغراءِ، أو المَفعُولِ؛ أي: أمسِكْ أهلَكَ.
          2918- وقوله: «ويلُ أمِّه مِسعر حَربٍ» [خ¦2731] ضبَطَه الأَصِيليُّ بالضَّمِّ، وقيَّدناه عن شيُوخِنا بالنَّصبِ.
          2919- وقوله في حديثِ ضمامٍ: «ابنَ عبدِ المُطَّلب» [خ¦63] بالنَّصب على النِّداء المُضافِ، لا على الخبرِ، ولا على الاستِفْهام، بدَليلِ قوله ╕ بعدُ: «قد أجَبتُك» [خ¦63].
          2920- وقوله: «لقَد ظنَنتُ أن لا يَسألُني عن هذا أحدٌ أوَّل» [خ¦99] بنَصبِ لام «أوَّلَ» وضمِّها، فنَصبُها على المَفعولِ الثَّاني لـ: «ظنَنتُ» ورَفعُها على البَدلِ من «أحد».
          2921- وقوله: «وإذا النَّاسُ قيامٌ يُصلُّون» [خ¦184] هذا وَجهِه، وهي رواية الكافَّةِ، وعند ابنِ المشَّاطِ وابنِ فُطيس: «قياماً»، والأوَّلُ أوجَه.
          2922- وقوله: «تُفتَنون في القبُورِ مثلَ أو قريبٌ من فِتنَةِ الدَّجَّالِ» كذا روَيناه في «المُوطَّأ» عن أكثرِ شيُوخِنا، وروَيناه من طريقِ ابنِ المرابطِ: «مثلاً أو قريباً»، والوَجهَان جائزان، وهما معاً عند ابنِ عتَّابٍ، والوَجهُ تنوِينُ الثَّاني، والأحسَن تركه في الأوَّل.
          2923- وقوله: «تمخَرُ السُّفنُ الرِّيحَ» [خ¦34/10-3222] كذا قيَّده الأَصِيليُّ بضمِّ: «السُّفنُ» ونصب: «الرِّيحَ»، وكذا صَوابُه، وقيل: بل عكسُ ذلك وكذا قُيِّد عن أبي ذرٍّ بنَصبِ «السُّفنَ» ورفع «الرِّيحُ»، والصَّوابُ أنَّ الفعلَ للسُّفنِ، وقد ذكَرْناه في حرفِ الميمِ. /
          2924- وقوله: «يسيرُ الرَّاكبُ الجوادَ المضمَّرَ» [خ¦6553] صَوابُه نصبُ «الجوادَ» وفتح الميم الثَّانية من «المضمَّر» ونصب الرَّاء، وضبَطَه الأَصيليُّ بضمِّ «المضمِّر»، و«الجوادُ» صفة للرَّاكبِ، فيكون على هذا بكَسرِ الميمِ الثَّانية، وقد يكون على البَدلِ.
          2925- وقوله: «بُعِثتُ أنَا والسَّاعة كهَاتَينِ» [خ¦5301] يصحُّ في «السَّاعةُ» الرَّفع على العَطفِ على ضميرِ ما لم يُسمَّ فاعلُه في «بُعِثت»، والنَّصبُ على المَفعولِ معَه؛ أي: مع السَّاعةِ، كما قالوا: جاء البردُ والطَّيالِسةَ؛ أي: مع الطَّيالسةِ، ونَصبُ المَفعول معَه بفِعْلٍ مُضمرٍ يدُلُّ عليه الحال؛ أي: فاستَعِدُّوا الطَّيالِسةَ، وتقديره هنا: وانتَظِروا السَّاعةَ.
          2926- وقوله في حديثِ الخضِر: «ليس بموسَى بني إسرائيل، إنَّما هو موسًى آخرُ» [خ¦122] بالتَّنوينِ في «موسى» الآخر هنا مُنوّن مَصرُوف، لأنَّه نُكِرة.
          2927- وفي البُخاريِّ في حديثِ: (غسلِ الحائضِ رأس زَوجِها): «كلُّ ذلك عليَّ هيِّن، وكلُّ ذلك يخدمُني» [خ¦296] الأول مَضمُوم على الابتداءِ، والثَّاني يصِحُّ فيه ذلك، وضبَطْناه بالنَّصبِ على الظَّرفِ، أو على المَفعولِ بـ: «يخدمُني».
          2928- وفي الحجِّ: «هذه ليلةُ يوم عرفَةَ» [خ¦316] [كذا] روَاه المروَزيُّ، وضبَطَه الأصِيليُّ عنه: «هذه اللَّيلةُ يوم عرفَةَ» هو على مَذهبِ العَربِ في قَولِهم: اللَّيلةُ الهلالَ؛ أي: اللَّيلة ليلة الهلال، يريد اللَّيلة ليلة يوم عرفَةَ.
          2929- وقوله: «السَّلام علَيكُم دارَ قومٍ مُؤمِنِين» بنَصبِ «دار» على الاختصاصِ أو على النِّداء المُضافِ.
          2930- وقوله: «إنَّا هذا الحيَّ من رَبِيعةَ» [خ¦3095] بالنَّصبِ على الاختصاصِ، والخبر فيما بعدَه من الحديثِ.
          2931- وكذا قوله: «هذا عيدُنا أهلَ الإسْلامِ» [خ¦13/25-1563]، و«كنَّا أصحابَ محمَّدٍ صلعم نتَحدَّث» [خ¦3958] بالنَّصبِ على الاختصاصِ، ويصِحُّ الخفضُ في الأول والرَّفعُ في الثَّاني على البَدلِ.
          2932- وكذلك قوله: «إنَّا معاشرَ الأنبياء» بالنَّصبِ أيضاً على الاختصاصِ، والخبر في قوله: «لا نُورثُ».
          2933- وقوله: «ما تَركْنا صَدقةٌ» [خ¦3093] [خ¦1757] بالرَّفعِ على خبرِ المُبتدَأ الَّذي هو بمعنى: / الَّذي، وذهَب النَّحاسُ إلى أنَه يصِحُّ فيه النَّصبُ على الحالِ.
          2934- وفي حديثِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا: «ونهَى النَّبيُّ صلعم عن كَلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ» [خ¦4418] بالرَّفعِ، ومَوضِعُه نصبٌ على الاختصاصِ، حكى سِيبُويَه: اللهم اغفِرْ لنا أيَّتها العصَابةُ.
          2935- وفي الحديثِ الآخَرِ: «وأميننا أيَّتُها الأمَّةُ أبو عُبيدَةَ» [خ¦3744] مِثلُه، ويصِحُّ هنا النِّداء، والأوَّل أعرَف وأفصَح.
          2936- وفي السُّحورِ: «ثمَّ تكون سُرعةٌ بي أن أدرِكَ الصَّلاة» بضمِّ سين «سُرعة» ورفعِ آخرِه على اسمِ كان.
          2937- وقوله: «عائذاً بالله من ذلك» [خ¦1049]، وعند الأصِيليِّ: «عائذٌ» بالضَّمِّ، وكِلاهُما صحيحٌ، الرَّفعُ على خبَر المُبتدَأ؛ أي: أنا عائذٌ، والنَّصبُ أعرب على الحالِ، والعاملُ فيها...
          2938- وقوله: «ولا وقرَّةِ عيني» [خ¦602] بالكَسرِ على القَسمِ.
          2939- وقوله: «أن تكُون شاتي أوَّل [ما] تُذبَح في بَيتِي» [خ¦955] روَيناه بضمِّ اللَّام وفَتحِها، فالفتحُ على خبر «كان»، والضَّمُّ على خبرِ المُبتدَأ.
          2940- وقوله: «ربَّ كاسية في الدُّنيا عاريةٌٍ يوم القيامة» [خ¦115] برَفعِ «عارية» على خبرِ مُبتدأ مُضمرٍ، وكَسرِها على النَّعتِ، وقوله: «كم من كاسيةٍ في الدُّنيا عاريةٍ يوم القيامة» [خ¦5844] بالكَسرِ فيهما، والضَّمُّ في «عارية» أعرَب وأوجَه، وهو قولُ سِيبُويَه، ووجهه وعربِيَّته، وأكثر روايةِ الشُّيوخِ فيه بالكَسرِ على الوَصفِ، قال سِيبُويَه: والعَربُ تقول: كم رجل أفضَلُ من زيدٍ، فتَجعَل أفضَل خبراً عن «كَمْ».
          2941- وقوله: «ولاَ نَقُولُ إِلاَّ ما يُرضِي ربَّنا» [خ¦1303] بنَصبِ «ربَّنا»، وضمِّ ياء «يُرضِي»، وروَيناه أيضاً بفَتحِها ورَفعِ «ربُّنا» على الفَاعلِ.
          2942- وقوله: «مرَّ على قبرٍ مَنبوذٍ» [خ¦857] روَيناه بتَنوينِ الرَّاء، و«مَنبُوذٍ» وصفٌ له، ومَعنَاه / ناحية من القبُورِ، ورُوِي بغير تنوينٍ على الإضافة؛ أي: بقبرِ لَقيطٍ، وقد ذكَرْناه في النُّون.
          2943- وقوله: «مثلِ التَّنُّورِ يتوَقَّد تحتَه نارٌ» [خ¦1386] كذا للقابِسيِّ بالرَّفعِ على الفاعل بـ: «يتوقَّد»، و«تحتَه» نصب على الظَّرفِ، ولغَيرِه «ناراً» بالنَّصبِ على التَّمييزِ، وتصحيحُ ذلك بأن يُضبَط «تحتُه» بالضَّمِّ على الفاعلِ بـ: «يتوقَّد»؛ أي: أسفَلُه، وهذا أغرَب الوَجهَين.
          2944- وقوله في حديثِ الخَوارجِ: «خِبتَ وخَسِرتَ» [خ¦3610] روَيناه بالوَجهَين في تاء الضَّميرِ الضَّمِّ والفتح، فالضَّمُّ على معنى: عدمتُ الخير وفاتني، وبالفتحِ رواية الطَّبريِّ، ولغَيرِه بالضَّمِّ.
          2945- وقوله: «ورأيتُ بَقراً تُنحرُ، والله خيرٌ فإذا هم المُؤمِنُون» [خ¦3622] الرِّوايةُ عند أكثَرِهم برفعِ الهاء من اسم الله، قيل: هو الصَّوابُ؛ أي: ثواب الله لهم، أو ما عند الله لهم ونحوُه، وعند بَعضِهم بالكَسرِ، وهو أصوَب على القَسمِ، لتَحقيقِ الرُّؤيا، ومعنى «خير» بعد ذلك؛ أي: وذلك خير على التَّفاؤُل في تَأويلِ الرُّؤيا، أو على التَّقديمِ والتأخيرِ، فقد ذكر ابنُ هشامٍ هذا الخبرَ فقال: «ورأيتُ والله خيراً، رأيتُ بقراً تُنحَر»، فقوله: «والله» يُبيِّن أنَّه قسمٌ، وقوله: «خيراً» يدُلُّ أنَّ الخيرَ من جملة الرُّؤيا، وممَّا رءَاه على هذا، ويعضدُه قولُه آخر الحديثِ: «وإذا الخيرُ ما جاء الله به بعدُ يومَ بَدرٍ».
          2946- وفيه: «وإذا الخيرُ ما جاء الله به بعدُ يومَ بدرٍ» [خ¦3622] على ضمِّ الدَّال، كذا رواية الكافَّة بضمِّ الدَّال وفتح الميمِ، قالوا: وهو الصَّوابُ، وضبَطَه بعضُهم بفتحِ الدَّال وكَسرِ الميم، وهو عندي أظهَر إذا جعَلْنا ذكر «خير» على التَّفاؤُل؛ أي: وإذا الَّذي رأيته وكرِهتُه وتفاءَلت فيه الخير أو الثَّواب في الآخرةِ هو ما أصاب المُسلمِين بعدَ يومِ بدرٍ.
          2947- وقوله: «ومِن طوارقِ اللَّيلِ والنَّهارِ إلَّا طارقٌ يطرُقُ بخَيرٍ» كذا عند كافَّة شيُوخِنا، وروَى بعضُهم: «طارقاً» على الاستِثْناءِ.
          2948- وقوله: «أرأيتَكِ جارِيَتك» التَّاء في «أرأيتَكِ» مَفتُوحة، وأغنَت كسرةُ الكاف بعدَها بخطابِ المُؤنَّث عن كَسرِها، والكاف هنا للخِطابِ لا مَوضِع لها من الإعرابِ.
          2949- وقوله: «لكُم أنتُم أهلَ السَّفينة هِجرَتان» [خ¦3876] بنَصبِ اللَّام على الاختصاصِ، ويصِحُّ الخفضُ على البَدلِ من الضَّميرِ في «لكم».
          2950- وقول جابر: «ترك لي تسعَ بناتٍ، كنَّ لي تسعَ أخواتٍ» [خ¦4052] بالنَّصبِ لا غير على خبر كان، والاسمُ ضمِير «كنّ»، وهو راجع إلى البَناتِ المُتقدِّم ذِكرُهنَّ. /
          2951- وقوله: «لمَّا فُتِح هذان المِصرَانِ» [خ¦1531] كذا في روايةِ ابنِ الوَليدِ على الوَجهِ المَعلُومِ، وفي كتابِ مُسلمٍ لغَيرِه: «لما فتَح هذين المِصرَينِ»، ووجهُه إضمارُ الفاعلِ، وهو الله تعالى.
          2952- وقوله: «كذلك مُناشدَتك ربَّك» بنَصبِها، ورواه العُذريُّ: «كفاك»، ومعناه: حسبُك، وقيل: كفَّ، كما قيل: إليك عنِّي؛ أي: تنحَّ عنِّي، وانتصَب «مُناشدَتك» بالمَفعولِ؛ لما فيها من معنَى كفَّ، وقد روَاه البُخاريُّ: «حَسبُك مناشدتك ربك» [خ¦2915] فعلَى هذا وعلى رواية العُذريِّ يكون «مناشدتُك» رفعاً بالفاعل، وقال بعضُهم: والصَّوابُ في هذا «كذاك» بالذَّال، وقد مرَّ في حرفِ الكافِ.
          2953- وقوله في حَديثِ ابنِ عمرَ: «إنَّ من أشدِّ النَّاس عذاباً يوم القيامة المُصوِّرُون» كذا في بَعضِ رواياتِ مُسلمٍ [خ¦5950]، والَّذي قيَّدناه عن شيُوخِنا: «المُصوِّرين»، وهو الوَجهُ على اسم «إنَّ»، لكن السِّيرافيَّ حكَى أنَّ بعضَ النُّحاةِ أجاز: إنَّ من أفضَلِهم كان زيدٌ، قالوا: وورَد في الحديثِ: «إنَّ من أشدِّ النَّاس عذاباً يوم القيامة المُصوِّرون»، كأنَّهم لم يحفَلوا بـ: «مِن» وجعَلُوها زائدةُ، والتَّقدير: إنَّ أشدَّ النَّاس عذاباً المُصوِّرونَ.
          2954- وقوله: «أتَجزِي إحدَانا صَلاتَها» [خ¦321] بالنَّصبِ على المَفعولِ؛ أي: أتَقضِي، وليس تجزي هنا بمعنَى: تكفي الرُّباعي، ولا يصِحُّ أن تكون الصَّلاة فاعلَة بمعنَى: تَقضِي؛ فإنَّها لم تُصلِّ بعدُ، وإنَّما سَألتْ عن قضائها وإعادتها إذا كانت حائضاً لم تُصلِّها، وهو مثل قوله في الحديثِ الآخَرِ: «أتَقضِي إحدَانا الصَّلاة أيَّام مَحيضِها».
          2955- وقوله: «فلا، أربعَةَ أشهُرٍ وعَشراً» [خ¦5706] كذا هو مَنصُوب على إضمارِ فعلٍ؛ أي: امكثي ذلك.
          2956- وقوله: «فاقْتتَلُوا والكفار» بنَصبِ الرَّاء على مَفعولٍ معَه؛ أي: مع الكفَّارِ، وبالرَّفعِ عطف على المضمرِ، وسقَطَت الواو عند أكثرِ الرُّواة، ولا وَجهَ له، وقد ذكَرْناه والاختلافَ / فيه في حرفِ الواو وحرف القاف.
          2957- وقوله: «ورِثَته أمُّه حقّهــا في كتابِ الله» كذا قيَّده التَّميميُّ عن الجَيَّانيِّ بالرَّفعِ على المُبتدَأ، وغيرُه بالنَّصبِ على البَدلِ من الضَّميرِ في «ورثته».
          2958- وقوله في الحجِّ عن النَّبيِّ صلعم: «أنَّه حين قدم مكَّة طاف، ثمَّ لم تكن عُمرةً» [خ¦1641] وذكَره عن الخُلفاءِ مِثلَه، وصَوابُه في جَميعِها «عُمرةً» بالنَّصبِ على خبرِ كان؛ أي: لم يكن طَوافه وفِعله عُمرةً.
          2959- وقوله: «لا الفَقرَ أخشَى علَيكُم» [خ¦3158] نُصِب بـ: «أخْشَى».
          2960- وقوله في خبر هَوازِن: «فخرَج شُبَّان النَّاس وأخِفَّاؤهم حُسَّراً» [خ¦2930] هذا الوَجهُ، وفي رواية: «حسرٌ» بالرَّفعِ خبر المُبتدَأ عن «أخفَّائهم»، ولا يكون مَعطُوفاً على ما قَبلَه، والوَجهُ هو الأوَّل، وقد ذكَرْنا هذا الحرفَ والاختلافَ فيه في الحاءِ وفي الخاء.
          2961- وقوله في المُحصرِ في الحجِّ: «وحَسبُكم سُنَّةَ نَبيِّكم صلعم إنْ حُبِسَ أحدُكم عن الحجِّ طاف بالبَيتِ» [خ¦1810] ضبَطْناه بالنَّصبِ على الاختصاصِ، أو على إضمار فِعْلٍ؛ أي: تمتَثِلوا أو تفعَلُوا وتلتَزِموا وشِبهُه، وخبر «حسبُكم» في قوله: «طاف بالبيت». ويصِحُّ الرَّفع على خبرِ «حسبكم»، أو الفاعل بمعنَى الفعل فيه، ويكون ما بعدَه تفسِيراً للسُّنةِ، وعند الأصِيليِّ: «فطاف» بالفاء، ووَجهُ الكَلامِ سقُوطُها.
          2962- وفي حديثِ أبي هريرَةَ: «فإذا ربيعٌ يدخُل في جَوفِ الحَائطِ من بئرٍ خارِجَةٍ» بتَنوينِ الرَّاءِ من «بئرٍ»، و«خارِجةٍ» وصفٌ لها لا اسم لإنسانٍ.
          2963- وقوله في الاعتكافِ: «ما حملَهنَّ على هذا؟ آلبرُّ» [خ¦2041] كذا هو في الحديثِ بالرَّفعِ على الاستِفْهامِ والتَّقريرِ، لا على الفاعلِ، و«ما» هاهنا استِفهامية لا نافِيَة، ومِثلُه قوله في الحديثِ الآخَرِ: «آلبرَّ تقُولُون» [خ¦2034] على التَّقريرِ والاستفهامِ، لكنَّها هاهنا مَنصوبَة مفعول مُقدَّم بـ: «تقولون».
          2964- وفي غزوَةِ أحُد: «ما أنصَفْنا أصحابَنا» كذا روَيناه عن الأسديِّ بسكون الفاء ونَصبِ الباء، وروَاه بعضُهم: «ماأنصفَنا أصحابُنا» بفتح الفاء ورفعِ الباء، والصَّوابُ الرِّواية الأولَى، ومساقُ الخبرِ يدُلُّ على تَرجيحِ هذه الرِّوايةِ.
          2965- وقوله: «فإذا سبَق ماءُ الرَّجلِ نزَع الولد» [خ¦3938] بالنَّصبِ على المَفعولِ، وبالرَّفعِ على الفاعلِ، قال صاحبُ «الأفعال»: نزَع الإنسانُ إلى أهلِه ونزَعُوا إليه؛ أي: أشبَههم، قال غيرُه: ونزَعُوه: جبَذُوه لشِبهِهم. /
          2966- وقوله في حديثِ بئرِ مَعونَة: «فدَعا رسول الله صلعم على الذين قَتلُوا ببئرِ مَعونَة» [خ¦4095] هذا بفَتحِ القافِ، وفي الحديثِ الآخَرِ: «فأنزَل الله في الَّذين قُتلوا ببئر مَعونة» [خ¦2814] هذا بضَمِّها.
          2967- وقوله: «يا لَيتنِي فيها جَذَعاً» [خ¦3] بالنَّصبِ لأكثرِ الرُّواةِ وعلى الحالِ، والخبر مُضمَرٌ؛ أي: فأنصُرك، أو يا لَيتنِي فيها حيٌّ أو مَوجودٌ؛ يعني: أيَّام مَبعثك في حال فتوَّة كالجَذَعِ، وقيل: معناه أكون أولَ من يجيبُك ويؤمِنُ بك، كالجَذَعِ الَّذي هو أوَّل الأسنانِ، وروَاه الأصِيليُّ وابنُ ماهانَ: «جَذَعٌ» بالرَّفعِ على خبرِ «ليت»، والأوَّل أوجَه.
          2968- وقوله: «لا أجلس حتَّى يقتلَ، قضاء الله ورسُولِه» [خ¦6923] ضبَطْناه برَفعِ «قضاءُ» على خبر المُبتدَأ؛ أي: هذا قضاءُ الله، وبالفَتحِ على الاختصاصِ، أو على المَصدرِ، أو على المَفعولِ بفعلٍ مُضمرٍ؛ أي: امضِ قضاءَ الله.
          2969- وقوله: «لا يأتي ابنَ آدمَ النَّذرُ بشَيءٍ لم يكن قدَّرتُه، ولكن يلقيه القدَرَ وقد قدَّرتُه» [خ¦6609] بنَصبِ «القَدرَ» وَجهُه، وفي تَرجمةِ البُخاريِّ: «إلقَاء النَّذرُ العبدَ إلى القَدرِ» [خ¦82/6-9816] بنَصبِ «العبد»، وهو وَجهُ الكَلامِ فيهما، ويُبيِّنه قوله في البابِ الآخرِ: «ولكن يلقيه النَّذرُ إلى القَدرِ» [خ¦6609].
          2970- وقوله: «ليس شيئاً أُرصِدُه لديني» كذا للأصِيليِّ بالنَّصبِ، ولغَيرِه: «شيءٌ» [خ¦7228] بالرَّفعِ، ووَجهُه الفتحُ.
          2971- قوله: «مُثِّل له يومَ القيامةِ شُجاعاً أقرعَ» [خ¦1403] كذا لأكثرِ الرُّواةِ، وهو الوَجهُ، نصبٌ على المَفعولِ الثَّاني والأول «ماله» المَذكُور أوَّل الحديثِ بهذه الصِّفةِ، ورواه الطَّرابلسيُّ وبعضُهم: «شجاعٌ» بالضَّمِّ، وله وجه؛ أي: مُثِّل له هذا الشَّخصُ ليُعذِّبه بما ذُكِر في الحديثِ، لكن جاء لبَعضِ رُواةِ البُخاريِّ: «مُثِّل له ماله شُجاعٌ» بالضَّمِّ، ولا وَجهَ له.
          2972- وقوله: «كلُّ شيءٍ بقَضاءٍ وقَدرٍ حتَّى العَجز والكَيس» ضبَطْناه بالضَّمِّ على العَطفِ على «كلُّ»، و«حتَّى» هنا عاطفة، ويجوز فيه أيضاً الكسر عطفاً على «شيءٍ»، وليس «حتَّى» هنا غاية، وإن كان فيها مع عَطفِها معنى ذلك، بمعنَى المُبالَغة في عمومِ الأشياء ومُنتَهاها.
          2973- ومِثلُه قوله: «قد شَكوكَ في كلِّ شيءٍ حتَّى الصَّلاةِ» [خ¦770] كذا لكافَّتِهم، وصَوابُه بالكَسرِ على العَطفِ، كما تقدَّم، وعند الأصِيليِّ: «حتَّى في الصَّلاةِ».
          2974- وقوله: «قلَّ عربيٌّ نشَأ بها مِثلَه» [خ¦6148] كذا بالضَّمِّ عند أكثَرِهم، وعند السّجزيِّ: «عربِيّاً» بالفَتحِ. /
          2975- وفي البُخاريِّ في قَولِه (باب تَعديلِ كَم يجُوزُ): «قلنا: قلتَ: لهذا وجَبَت، قال: شهَادةُ القومُ المُؤمِنونَ شُهداءُ الله في الأَرضِ» [خ¦2642] كذا ضبَطَه بعضُهم؛ أي: هي شَهادَة ثمَّ استأنف الكَلامَ، فقال: «المُؤمِنونَ شُهداءُ الله في الأرضِ»، وضبَطَه بعضُهم: «شهادةُ القومِ» على الإضافةِ، وكذا للأصِيليِّ، فـ: «المُؤمِنُون» هنا رفعٌ بالإبتداءِ، و«شُهدَاءُ» خبرُه، و«القومِ» خفض بالإضافةِ، و«شهادة» على هذا خبر ابتداءٍ محذُوفٍ؛ أي: سبب قولي: شهادة القوم، وروَاه بعضُهم: «المؤمنين» نعتٌ للقَومِ، ويكون «شُهدَاء» على هذا خبر مُبتَدأ محذُوفٍ؛ أي: هم شهداءُ الله، ويصِحُّ نصب «شهادة» بمعنى: من أجل شهادة القوم، ومَن روَى «القوم» مرفوعاً كان مُبتَدأ، و«المُؤمِنون» وَصفُهم.
          2976- وقوله: «فسُقُوا النَّاسُ» [خ¦1020] بالرَّفعِ على البَدلِ من الضَّمير في «فسُقوا»، وهو مَذهبُ البَصريِّين، أو يكون على ما لم يُسمَّ فاعلُه على اللُّغةِ الأخرَى في تَقديمِ ضميرِ الجَماعةِ.
          2977- وقوله: «مَن لا يَرحَمُ لا يُرحَمُ» [خ¦5997] أكثر ضَبطِهم فيه بالرَّفعِ على الخبرِ.
          2978- وفي (باب لا تَشهَد على شَهادةِ جورٍ): «خيرُكم قَرنِي، قال عِمرانُ: لا أدري أَذَكَرَ النَّبيُّ صلعم بعدَ قرنَينِ أو ثلاثةً، قال النَّبيُّ صلعم: إنَّ بعدَكم قَوماً...» [خ¦2651] الحديثَ، قال بعضُهم: صوابُ الكَلامِ: «بعدُ قرَنين» برَفعِ الدَّال وبنَصبِ: «قَرنَين» على المَفعولِ بـ: «ذَكَر».
          قال القاضي ☼: وعندي أنَّ ما قاله هذا لا يصِحُّ، بل يختَلُّ به الكَلامُ وينقَطِعُ ممَّا بعدَه من قوله: «إنَّ بعدكم قوماً»، وكأنَّه عندَه كلامٌ آخر، والصَّوابُ عندي نصبُ «بعدَ» وخفض «قرنين» به، ومفعول «ذَكَر» الجملةُ في قَولِه: «إنَّ بعدَكم»، وكرَّر «قال النَّبيُّ صلعم» بياناً وبدَلاً من «ذَكَرَ النَّبيُّ صلعم» قبلُ، وعلى هذا يستَقِلُّ الكَلامُ وأنَّ النَّبيَّ صلعم ذكَر وقال بعدَما ذكَر من قرْنَين أو ثلاثةٍ الَّتي شكَّ فيها عِمرانُ صِفَة الذين يأتون بعدَهم، كما جاء في الأحاديثِ الأُخرِ: «ثمَّ يأتي قوم يشهدون...» [خ¦6428] الحديثَ.
          إلَّا أنَّ قولَه هنا: «بعدكم» فيه تغيِيرٌ ووَهمٌ، وصَوابُه: «بعدهم» بالهاء؛ أي: بعد القرُون المُختارةِ الَّتي ذكَر، ولم يُرِد مَن يأتي بعد قَرنِ الصَّحابةِ، قال القاضي ☼: وقد يصِحُّ؛ أي: بعد الخيار الذين الصَّحابة المُخاطَبون مِنهُم.
          2979- وقوله: «ففارَقها فجَرَت السُّنَّة في المُتلاعِنَين» [خ¦7304] كذا جاء في كتابِ الاعتصَامِ وتقوِيمُه هنا بنَصبِ: «السُّنَّةَ». /
          2980- وقوله: «باب قبلةِ أهلِ المَدينةِ والشَّامِ والمَشرقِ، ليس في المَشرقِ ولا في المَغربِ قبلةٌ» [خ¦8/29-654] كذا قالَه البُخاريُّ في تَرجَمتِه، ضبَطَه أكثرُهم بضمِّ قاف: «والمَشرقُ» وضبَطَه بعضُهم بكَسرِها، وأدخَل في البابِ قوله في الغائطِ: «شرِّقُوا أو غرِّبوا»، فتَأوَّله بعضُهم أنَّ مَعنَاه: إنَّ أهلَ المَشرقِ لا يُمكِنهم التَّشريق ولا التَّغريب؛ لأنَّهم إذا فعلُوا ذلك استَقبَلوا بالغائطِ القِبلةَ، وضبَطَه بالرَّفعِ؛ أي: إنَّ معنَى قوله: «والمَشرِق» أي: التَّشرِيق، قيل: لعلَّه يعني مَن كان مُشرِّقاً من مكَّةَ أو مُغرِّباً، وأمَّا من ضبَطَه بالكَسرِ فيجِيءُ ذلك أيضاً أنَّ قبلةَ أهل المَدينةِ والشَّامِ يريد: ومن ورائَهم من أهلِ المَغربِ؛ لأنَّ الشَّامَ مغربٌ، وقد ذكَره بنَحوِ ذلك في الحديثِ الآخرِ في قَولِه: «وهم أهل المغرب» على ما فسَّره به مُعاذٌ أنَّهم أهلُ الشَّام، ثمَّ عطَف على ذلك المَشرِق، وأنَّ حقِيقةَ قبلة جميعهم ليست بمَشرقٍ ولا بمَغربٍ، ولكن تَشرِيقٌ أو تغريبٌ.
          2981- وقوله: «فهو للَيلَةٍ رأيتُمُوه» كذا قيَّدناه عن التَّميميِّ عن الجَيَّانيِّ مُنوناً على حذفِ العائدِ على اللَّيلةِ، أي: للَيلةٍ رأيتُمُوه فيها؛ لدَلالةِ الكَلامِ عليه، قال الله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} [البقرة:48] أي: فيه، وضبَطَه بعضُهم بغَيرِ تَنوينٍ على الإضافةِ إلى الفِعلِ على تَقديرِ المَصدرِ؛ أي: للَيلةِ رأيتُكُم، وضبَطَه بعضُهم بالفَتحِ على...
          2982- وقوله: «فما أستَطِيعُ أنْ أقضِيَه إلَّا في شعبَانَ، الشُّغلُ من رسُولِ الله صلعم، أو برسُولِ الله صلعم» [خ¦1950] كذا لجميعِهِم، معناه: أوجَب ذلك الشُّغلُ، أو مَنعنِي الشُّغلُ، وقَولُه: «من رسولِ الله صلعم» إن كانت الرِّواية؛ أي: من أجلِه.
          2983- وقوله «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعَفُ الحسَنةُ عشرُ أمثَالِها» يصِحُّ هنا رفع «الحسنة» على الإبتداءِ و«عشر» على الخبرِ، أو رفع «الحسنة» على ما لم يُسمَّ فاعلُه وعشراً مَنصُوب على المَفعولِ الثَّاني.
          2984- وفي مسلمٍ في (باب صيامِ الدَّهرِ) عن أبي قَتادَةَ: «رجلٌ أتَى النَّبيَّ صلعم» كذا في كتابِ أبي بَحرٍ، و«رجل» هنا رفع بـ: «أتى»، وبيانه ما في رِوايَةِ غَيرِه قال: «جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلعم»، وكذا نصُّ كتابِ ابنِ عِيسَى.
          2985- وقوله: «أهلَلْنا أصحابُ محمَّد صلعم» [خ¦7367] الوَجهُ هنا البَدلُ، وهو أحسَن من الاختصاصِ.
          2986- وقوله: «سُنَّةَ نبيِّكُم صلعم وإنْ رَغِمتم» بالفَتحِ على الإغراءِ وعلى المَفعولِ؛ أي: اتبِعُوا، والرَّفعُ على خَبرِ المُبتدَأ؛ أي: هي أو تلك. /
          2987- قوله: «مرَّ على قبرٍ مَنبوذٍ» [خ¦857] رُوِي بالتَّنوينِ وبالإضافةِ، وقد فسَّرناه في حرفِ النُّون، والصَّوابُ التَّنوينُ؛ أي: مَطرُوح ناحية؛ لأنَّه رُوِي في البُخاريِّ في قَبرِ الَّتي كانَت تقم المَسجدِ [خ¦460].
          2988- وقوله: «أيُّهم يكتُبها أوَّل» [خ¦799] كذا ضبَطْناه عن بعضِ شيُوخِنا، وبعضُهم ضبَطَه: «أوَّلَ» بالفَتحِ.
          2989- وقوله: «لا والله، ولا خاتَماً من حديدٍ» [خ¦5087] كذا لكافَّتِهم عَطفاً على قوله: «التَمِس ولو خاتماً من حَديدٍ»، فكأنَّه قال: ما وجَدتُ شيئاً ولا خاتَماً من حديدٍ، وعند ابنِ أبي جَعفرٍ: «خاتمٌ» بالرَّفعِ في المَوضِعَين بالرَّفعِ اسم.
          2990- وفي بعضِ طُرقِ حَديثِ جابرٍ: «قد أخَذتُه مِنكَ_يعني الجملَ_ بأربع الدَّنانير» إنَّما كان هذا؛ لأنَّ في أولِ الحديثِ في روايةٍ بعدُ «بأربَعَة دَنانِير» [خ¦2309] فجاء الكلامُ آخراً على تلكَ الدَّنانير المَعهُودَة المَذكُورَة، فأدخل الألف واللَّام للعَهدِ، وحذَف الهاء؛ لأنَّه...
          2991- وقوله: «الَّتي أعجَبَها حُسنُها حبُّ رسولِ الله صلعم إيَّاها» [خ¦4913] كذا ضبَطْناه عن جَميعِهم وأعرَبه النُّحاةُ على بَدلِ الاشتمالِ، وضبَطَه بعضُهم «حُسنَها» بالنَّصب، كأنَّه يجعَلُ الفاعلُ حبُّها من أجلِ حُسنِها، نصَبَه على عدم الخافضِ وتَقديرِه.
          2992- وقوله: «بكتابِ رسُولِ الله صلعم الَّذي بَعَث به دِحيةَ الكَلبِي» [خ¦7] بالنَّصبِ على المَفعولِ بـ: «بعث»؛ لأنَّ دِحيةَ هو حاملُ الكتابِ والرَّسولُ به؛ لدَلالةِ الرِّواياتِ الأُخرِ: «الَّذي بعَث به مع دحيةَ» [خ¦2940].
          2993- وقوله: «أتجزي إحدَانا صلاتَها» [خ¦321] مَنصُوب مَفعُول بـ: «تَجزِي»، ومَعنَاه: أتَقضِيهَا.
          2994- وقوله: «أتخدُمُني الحائضُ وتدَنُو منِّي المَرأةُ وهي جنُب؟ فقال عُروَةُ: كلُّ ذلك هيِّن، وكلُّ ذلك يخدُمُني» [خ¦296] «كلُّ» الأوَّل مَضمُوم على الابتِداءِ، والثَّاني مَعطُوف على الظَّرفِ؛ أي: في كلِّ هذه الأحيانِ والحالاتِ يخدمُنِي.
          2995- وفي السَّعيِ إلى الصَّلاة: «وأْتُوها وعلَيكُم السَّكينةُ» بالرَّفعِ على الابتداءِ، وعلى الرِّوايةِ الأُخرَى: «وأتُوها تمشُون وعلَيكُم السَّكينة» يحتَمِل الوَجهَين: الرَّفعُ كما تقدَّم، والنَّصبُ على الإغراءِ، وأمَّا رواية: «تمشون علَيكم السَّكينةَ» [خ¦908] بغيرِ واوٍ، فالأولى هنا / الرَّفعُ كما تقدَّم.
          2996- وقوله: «وأحبَبتُ أن تكُونَ شاتي أوَّل [ما] تُذبَحُ» [خ¦955] بفتحِ اللَّام على الخبرِ لكان، وبضَمِّها على...
          2997- وفي حَديثِ المُنافِقِين: «ثمانيةً مِنهُم تَكفِيكم الدُّبَيلَةُ» كذا رِوايةُ العُذريِّ، وقد بيَّناه في حَرفِ الكافِ، ووَجهُه هنا نصبُ «ثمانية» على المَفعولِ الثَّاني بـ: «تَكفِيكم»، وأمَّا على روايةِ غَيرِه: «تكفيكهم» فترفع على الابتداءِ.
          2998- وقوله: «وأمرُنا أمرُ العَربِ الأول» [خ¦2661] يُروَى بفَتحِ الهَمزةِ وضمِّ اللَّام نَعتاً للأمرِ، وبضَمِّ الهَمزةِ وكَسرِ اللَّامِ نعتاً للعَربِ، وقد ذكَرناه في حرفِ الهَمزةِ.
          2999- وقوله: «ما مَنعَك حين أشيرُ إليكَ لم تُصلِّ» [خ¦2690] كذا ضبَطَه الأصِيليُّ بضمِّ الرَّاء، وهو أوجَه وأولى من رواية من روَاه بفَتحِها وتكون الإشارة لغَيرِ النَّبيِّ صلعم، والإشارةُ إنَّما كانَت من النَّبيِّ صلعم، بدَليلِ الحديثِ الآخَرِ: «فأشَار إليه أنِ امكُث مَكانَك» [خ¦684] .
          3000- وفي (باب إذا انفلَتَت الدَّابةُ في الصَّلاة): «إنِّي أنْ كنتُ أنْ أُراجِع مع دابَّتي أحبُّ إليَّ» [خ¦1211] بفَتحِ الهَمزةِ في «أن» في المَوضِعَين، و«أنْ» هنا أولى مع «كُنتُ» بتَقديرِ: «كَوني»، وفي مَوضعِ البَدلِ من الضَّميرِ في: «إنِّي».
          3001- وقوله: «ولو كُراعُ شاةٍ محرَقٌ» كذا هو في جُلِّ رواياتِ «المُوطَّأ»، وغَيرِه، ومن الرُّواة منهم من يسكن القاف، ومنهم من يكسرُها، وقد نصَبَها بعضُهم، فقيل: الإسكانُ على الوَقفِ، ومَن كسر فقيل: على خفض الجوارِ، وقيل: من العَربِ من يذكِّر الشَّاة، فجاء على الوَصفِ لها، وأمَّا الفتحُ فعلى وَصفِ الكُراعِ.
          3002- وفي صَدقةِ عمرَ في اجتماعِ نسَبِ حسَّانَ وأبي طلحَةَ قال: «فهو يُجَامِعُ حسَّان وأبا طَلْحَةَ وأبيّاً إلى ستَّةِ آباءٍ» [خ¦2751] كذا للمروَزيِّ والهرَويِّ، وعند القابِسيِّ في رِوايَةٍ: «فهو يجامع حسَّانُ أبا طلحَةَ» [خ¦2751م] بإسقاطِ الواو، ووَجهُه إن لم يكن وَهماً رفعُ نونٍ «حسَّان»، ويكون فاعلاً بـ: «يجامع» و«أبا طلحَةَ» مَفعُوله، وفي أصلِ الأصِيليِّ لغيرِ المروَزيِّ: «فهو يجتَمِع حسَّانُ وأبو طلحَةَ وأُبيٌّ» برَفعِ الجميعِ، وهو صَوابٌ أيضاً.
          3003- وقوله في البَيتِ المَعمُورِ: «إذا خرَجوا لم يعُودُوا آخرَُ ما علَيهِم» [خ¦3207] كذا روَينَاه برَفعِ راء «آخرَُ» وفَتحِها، وقد ذكَرناه في الهمزة، والضَّمُّ أوجَه. /
          3004- وفي حديثِ «أَخرِجْ بَعثَ النَّارِ»: «فإنَّ مِنكُم رجُلاً ومن يأجوجَ ومأجوجَ ألفاً» كذا لبَعضِهم بالفَتحِ فيهما، ووَجه المَفعولِ بـ: «أخرَج» المَذكُور أوَّل الحديثِ؛ أي: فإنَّه يخرُج منكم كذا، وروَاه بعضُهم برَفعِها [خ¦3348] على خبر «إنَّ»، واسمُ «إنَّ» مُضمَر في المَجرورِ؛ أي: فإنَّ المُخرجَ منكم رجلٌ، وعند الأصِيليِّ الرَّفع في «ألف» وحدَه على خبر مُبتَدأ محذُوفٍ، وعلى مُبتَدأ مُؤخَّر مُقدَّر: والمُخرجُ منهم ألف أو ألفٌ منهم مخرج.
          3005- وفي النُّزولِ في المُحصَّبِ: «قال أبو بَكرٍ في رِوايَتِه: صالحٌ قال: سمِعتُ سُليمانَ ابنَ يسارٍ» كذا هو الصَّوابُ، وكذا رواه ابنُ الحذَّاءِ، وضبَطْناه بالرَّفعِ على الابتِدَاء؛ أي: إنَّ صالحاً بيَّن سَماعَه في رواية أبي بَكرِ بنِ أبي شيبَةَ من سُليمانَ في هذا الحديثِ، بخِلافِ قول غَيرِه: «عن سُليمانَ»، ويصِحُّ كسر «صالحٍ» على الحكايةِ للفظِه قبلُ في السَّندِ بقوله: «عن صالحٍ»، وكذا جاء في بعضِ الرِّواياتِ: «وقال أبو بَكرٍ في روايَتِه عن صالحٍ، قال: سَمِعتُ»، وعند ابنِ أبي جَعفرٍ وبَعضِهم: «وقال أبو بكرٍ في رِوَايةِ صالحٍ»، وهو وَهمٌ؛ لأنَّه لم يُذكَر في هذا السَّندِ لأبي بَكرٍ شيخاً غيرَ صالحٍ.
          3006- وقوله: «جالَسَنا عبدُ الله بنُ قارظٍ» بفتحِ السِّين ورفع «عبد الله» على الفاعلِ، هو صوابُ الكلامِ، وكذا ضبَطْناه في فضلِ الصَّلاة في مَسجدِ النَّبيِّ صلعم.
          3007- وقوله: «لا إنَّ بعضَكم على بعضٍ أمراءُ تَكرِمةَ الله هذه الأمَّةَ» بفَتحِ التَّاء.
          3008- وذكر في هذه الأصُول: «عبدُ الله بنُ أُبيٍّ ابنُ سَلُولَ» [خ¦1366] يجِبُ أنْ يُكتَب «ابن سلول» بألفٍ، ويجرِي إعرابه على إعرابِ عبدِ الله كيفَ جاء ؛ لأنَّه بدَلٌ من عبدِ الله لا نعتٌ لأُبَيٍّ أبيه؛ لأنَّها أمُّ عبدِ الله على قول أكثَرِهم، وعلى قولِ مَن قال: إنَّها أمُّ أُبيٍّ فيصِحُّ كتبُه بغيرِ ألفٍ، ويكون مخفُوضاً نَعتاً له.
          3009- وكذا: «حدَّثنا محمَّدُ بنُ يحيَى ابنُ أبي عمرَ» مِثلُه إعرابُ «ابن» هنا رفعٌ تبَع لمحمَّد كيف جاء بدَل منه، و«أبو عمر» كُنيَة أبيه لا كُنيَة جدِّه.
          3010- وكذلك: «حدَّثنا مَنصورُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنُ شَيبَةَ» [خ¦7357] «ابن» رفعٌ تبع لمنصُورٍ، وبدَلٌ منه؛ لأنَّ «شَيبَة» جدُّه لأمِّه، وليس بأبي أبيه فيتبَعَ إعرابه، وأمُّه صَفِيَّة بنت شَيبَةَ الحَجبِيِّ، / قاله البُخاريُّ والكَلاباذِيُّ، وقال ابنُ أبي أُويسٍ: هو مَنصورُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ طلحَةَ الحَجبِيُّ، ومثل هذا ممَّا يُتفقَّد في هذه الأصولِ وغَيرِها، ويُتجنَّب فيها اللَّحن ونقص الهجاءِ.
          3011- وفي حديثِ الدَّجَّالِ في حديثِ محمَّدِ بنِ أحمدَ المَكيِّ: «أعورُ، عَينُه اليُمنَى كأنَّ عِنبةً طافيةً» [خ¦3441] كذا ضبَطَ هذه الجملةَ الأصِيليُّ بخَطِّه، برفع «عينُه اليُمنَى» ونصب «عنبةً طافِيةً»، وهو صحيحٌ بيِّن العربيَّةِ، كأنَّه وقَف على وَصفِه بأعوَر، وابتَدَأ الخبر عن صِفَة عَينِه، فقال: عَينُه كأنَّها كذا، ونصَب «عنبةً طافيةً» باسم «كأنَّ»، والخبر مُقدَّر فيها محذُوفٌ، وضبَطَه غيرُ الأصِيليِّ: «أعورُ عَينِه اليُمنَى» على الإضافةِ، و«كأنَّ عنبةٌ طافيةٌ» بالرَّفع بخَبرِ «كأن»، والاسمُ مُقدَّر فيها أي: كأنَّها.
          3012- وقوله: «أهلُ الجنَّة ثَلاثَة: ذو سُلطانٍ_إلى قوله:_ ورجلٌ رحِيمٌ رقِيقُ القَلبِ لكلِّ ذي قُربَى ومُسلمٍ وعفِيفٌ مُتعفِّف...» الحديثَ صَوابُه على هذه الرِّواية: «ومُسلمٍ» بالخفضِ عطف على «ذي قُربَى»، وإلَّا فسَدَ التَّقسيمُ وصارَت الثَّلاثةُ أربعةً، وقد أسقَط بعضُهم في روايَتِه لَفظَة: «ومسلم»، وبعضُهم أثبَته وأسقَط الواو العاطِفَة بعدَه فصَحَّ التَّقسِيمُ، وقد بيَّنا ذلك في البابِ قَبلَه.
          3013- وقوله: «هذا أبرُّ ربَّنا وأطهَر» [خ¦3906] بالفَتحِ على النِّداءِ؛ أي: يا ربَّنا.
          3014- وقوله عند آخرِ الطَّعامِ: «غيرَ مَكفِي ولا مَكفُورٍ، ولا مُستَغنًى عنه ربَّنا» [خ¦5459] بالنَّصبِ على النِّداءِ والضَّراعةِ، على مَن ذهَب أنَّ المرادَ بها تَقدُّم الطَّعامِ؛ أي: يا ربَّنا استَجِب لنا، واسمَع حمدَنا وشُكرَنا نِعمتَك، أو على الاختصاصِ على مَن ذهَب في تَفسيرِ هذا والمراد به الله تعالى، وقد بيَّنا ذلك في حرفِ الكاف، ورواه بعضُهم: «ربُّنا» بالرَّفع على القَطعِ والابتِدَاء؛ أي: ذلك ربُّنا أو أنت ربُّنا، ويصِحُّ فيه الكسر على البَدلِ من اسم الله في قَولِه أوَّل الدُّعاءِ: «الحمدُ لله».
          3015- وفي حديث قَتلِ أبي جَهلٍ: «أنتَ أبا جَهلٍ» [خ¦3963] كذا الرِّوايةُ، وكذا ذكَرَه البُخاريُّ [خ¦3962] في روايةِ زُهيرٍ عن التَّيميِّ في رواية أكثَرِهم، وهو صحِيحٌ فصيحٌ على النِّداءِ؛ أي: أنت هذا القتِيلُ الذَّليلُ يا أبا جَهلٍ؟ على وَجهِ التَّقريعِ والتَّوبيخِ و التَّشفِّي، ويدُلُّ على صحةِ هذا قولُه في الجَوابِ: «أعمَدُ من رجلٍ قتَلَه قومُه» [خ¦3961] وقد ذكَرْناه في رَسمِه، وروَاه الحمُّوييِّ: «أنتَ أبو / جَهلٍ»، وكذا ذكَره البُخاريُّ [خ¦3962] من روايةِ يُونسَ، وكذا روَاه الأصِيليُّ والنَّسفيُّ في حديثِ ابنِ أبي عَدِيٍّ [خ¦3963]، ولغَيرِه: «أنتَ أبا جَهلٍ».
          3016- وقوله: «بنَفَسَينِ: نَفَسٍ في الشِّتاءِ، ونَفَسٍ في الصَّيفِ، أشدُّ ما تجِدُون من الحرِّ» [خ¦537] بالكَسرِ على البَدلِ من «نفسَين»، والضَّمُّ على ابتِدَاء الخبرِ، والفتحُ مَفعولاً بـ: «تجِدُونَ» بَعدَه.
          3017- وقوله في صِفَتِه صلعم: «ليس بجَعدٍ قَطَطٍ، ولا سَبْطٍ رَجِل» [خ¦3547] صَوابُه «رجلٌ» على القَطعِ ممَّا قَبلَه، وكذا ضبَطَه بعضُ شيُوخِ أبي ذرٍّ، وفي كتابِ الأصِيليِّ فيه وجهَانِ: الرَّفعُ والخَفضُ، وكذا عند بَعضِ رُواةِ أبي ذرٍّ، والصَّوابُ الرَّفعُ، ويحتَمِل المعنى بالخَفضِ؛ لأن الرَّجِلَ غير السَّبط، فلا يصِحُّ أن يكون وَصفاً مُوافقاً للسَّبطِ المَنفِيِّ عن صِفةِ شَعرِه ◙ بل الرَّجِلُ صِفةُ شَعرِه إلَّا على بُعدٍ من الخَفضِ بالجِوارِ.
          3018- وفي حديثِ جابرٍ: «وكأنَّها_يعني البَيدَر_ لم يَنقُص تمرةً» [خ¦4053] بالنَّصبِ على التَّفسيرِ، و«ينقص» بياء باثنتَين تحتَها، وأنَّث البيدر هنا والمراد التَّمرة الَّتي فيه، ومَن روَاه «تنقص» بتاء باثنتَين فوقَها رفع «تمرة» فاعلة بتَنقُص، ويصِحُّ نصبُها على التَّفسيرِ أيضاً على ما تقدَّم.
          3019- وقوله: «لا تُشرِفْ يُصِيبُك سَهمٌ» [خ¦3811] كذا لهم، وهو الصَّوابُ، وعند الأصِيليِّ: «يُصِبْك» بالإسكان وهو خطَأ وقلبٌ للمعنَى وإفساده.
          3020- وقوله: «فدَعنِي فلأضْرِب عُنقَه» [خ¦3983] بفتح الباء باللَّام، وإسكانها للأمرِ، ورواه بعضهم: «فلَأضربُ» بفتح لام التَّوكيدِ وضمِّ الباء، ومِثلُه: «قومُوا فلأصَلّ لكُم» [خ¦380] و«فلأصَلِّي».
          3021- وقوله: «أغدةً كغُدَّة البَعيرِ» [خ¦4091] بالنَّصبِ، ورواه بعضُهم بالرَّفعِ، وهو جائزٌ على الابتداءِ والفاعل؛ أي: أصابَتني غدَّة أو أغدَّة بي، والنَّصبُ أعرَب وأعرَف، حكى سِيبُويه في المَنصُوباتِ: أغدَّة كغُدَّة البعيرِ على المَصدرِ؛ أي: أغد غدةً.
          3022- وفي غَزوةِ الطَّائفِ: «إذا كانَت شديدةً فنحن نُدعَى» [خ¦4337] بالنَّصبِ، كذا ضبَطنَاه، وهو أفصَح؛ أي: إذا كانت الحالةُ أو الحربُ والنَّازلةُ، ويصِحُّ أن يكون «كانَت» واقِعَة ويرتَفِع بها «شديدة». /
          3023- وقوله: «رسُولُك ولا أقولُ شيئاً» بالرَّفعِ؛ أي: هو رسُولُك.
          3024- وقوله: «كراهِيَةُ المريضِ الدَّواء» [خ¦4458] كذا ضبَطْناه بالرَّفع؛ أي: هذا منه كراهِيَة، وهو أوجَه من النَّصبِ على المَصدرِ.
          3025- وقوله: «بيِّنتُك أو يمِينُه» [خ¦4550]، و«شاهِدَاك أو يمِينُه» [خ¦2670] الوجهُ فيه الرَّفعُ في «بيِّنتُك» و«شاهداك»، وهي رِوايةُ الجُمهورِ، قال سِيبُويه: أي: ما شهِد لك به شاهِداك، ونصَبَه بعضُهم على إضمارِ فعلٍ، ومِثلُه عند الأصِيليِّ في (باب القَسامةِ) [خ¦87/22-10245]: «شاهدَيك» بالنَّصب؛ أي: احضرهما.
          3026- وقوله في حديثِ الأشعَثِ: «شهُودُك، قال: ما لي شهُود» [خ¦2357] مِثلُه، وقد ضُبِط بالنَّصبِ، ومِثلُه قوله: «البيِّنةَ وإلَّا حدٌّ في ظَهرِك» [خ¦2671] ضبَطْناه بالنَّصبِ؛ أي: احضر بيِّنتَك وشهُودَك، ويصحُّ فيه الرَّفعُ على ما تَقدَّم؛ أي: ما شَهِدَت لك به البيِّنةُ، وقوله: «ما كانوا يضَعُون أقدَامَهم أوَّلَ من الطَّوافِ» بالنَّصبِ.
          3027- وقوله: «مَنزِلُنا إن شاء الله إذا فتَح الله الخيفُ حيثُ تقاسَمُوا على الكُفرِ» [خ¦4284] «الخيفُ» بالرَّفع خبر «مَنزِلُنا»، ووجَدتُه في بعضِ أصُولِ شيُوخِنا: «الخيفَ» بالنَّصب، كأنَّه تَأوَّل أنه مَفعُول بـ: «فتَح»، ويجعَل الخبرُ فيما بعدَه، وهو خطَأ، وليس الفَتحُ هنا مَفعُولاً، وإنَّما مَعنَاه حكَم لنا وكشَف وأظهَر، و«الخيفُ» بنَفسِه هو المَوضِع الَّذي تَقاسَمُوا فيه على الكُفرِ؛ يريد في صَحيفةِ قطيعة بني هاشمٍ، وسقَطَت لَفظَة: «إذا فتَح الله» عند ابنِ ماهانَ.
          3028- وقوله: «ابعَثْها_يعني البُدنَ_ قِياماً سُنَّةَ نبِيِّكُم» [خ¦1713] نصبٌ على الاختصاصِ.
          3029- وقوله: «قطَع في مِجنٍّ ثمَنُه ثلاثة الدَّراهم» كذا جاء في كتابِ السَّرقةِ للأصِيليِّ، ولغَيرِه: «دراهم» [خ¦6795] وهو الوَجهُ، لكن...
          3030- وقوله عن الله: «يسُبُّ ابنُ آدمَ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، بيَدِي الأمرُ، أُقلِّب اللَّيلَ والنَّهارَ» [خ¦4826] رِوايتُنا فيه عن جَميعِهم برَفعِ راء «الدَّهرُ» آخراً حيثُ وقَع، إنِّي أنا الفاعلُ لما يضيفونه إلى الدَّهرِ، وأنا الخالقُ المُقدِّر الَّذي يُسمُّونه الدَّهر، ولا يُلتَفتُ إلى قول من قال: إنَّه اسمٌ من أسماءِ الله تعالى، وكان محمَّد بنُ داود الأصبَهانيُّ يقول: إنَّما هو «الدَّهرَ» بالفَتحِ على الظَّرفِ، وقيل: على الاختصاصِ؛ أي: أنا مُدَّة الدَّهر أصرِّف اللَّيلَ والنَّهارَ، وأقلِّبهما وأجري القَضاء أثناءَهما، وهذا أحسَن من التَّأويلِ، ووَجهٌ ظاهرٌ في الإعرابِ، استَحسَنه أكثرُهم وصوَّبه، وهو أولى / ما كان يُتأوَّل عليه لو لم يَأتِ الحديثُ إلَّا بهذا اللَّفظِ، لكنَّه قد جاء بألفاظٍ أُخرَ، لا يتفِقُ فيها هذا التَّأويلُ، مثل قوله: «لا تسبُّوا الدَّهرَ فإنَّ الله هو الدَّهرُ» فالوَجهُ فيه التَّأويلُ الأوَّل، لاسيَّما مع قَولِه أوَّل الحديثِ: «يُوذِيني ابنُ آدمَ يسُبُّ الدَّهرَ، وأنا الدَّهرُ».
          3031- وقوله: «لا أحدِّثُ به رهبتَه» بالفَتحِ على المَصدرِ، وكذا قيَّدناه على أبي بَحرٍ، وقد ذكَرنا الخلافَ فيه بمعنَى: من أجل رهبته.
          3032- وقوله: «ساعَتان تُفتَح لهما أبوابُ السَّماءِ_ثمَّ قال_ حضرَةُ النِّداءِ، والصَّفُّ في سَبيلِ الله» كذا ضبَطَه الجَيَّانيُّ ومُتقِنُوا شيُوخِنا، وهو الصَّوابُ عَطفاً على «حضرة»، وجر من عَطفِه على «النِّداء»، وهي رِوايةُ أكثَرِهم.
          3033- وقوله: «ثمَّ تكلَّم أبو بَكرٍ فتَكلَّم أبلغَ النَّاس» [خ¦3668] كذا ضبَطْناه بالفَتحِ، ويصِحُّ الرَّفعُ على الفاعل؛ أي: تكلَّم منه رجلٌ بهذه الصِّفةِ.
          3034- وقول عمرَ لحفصَةَ عن عائشَةَ: «لا يغرَّنَّكَ هذه الَّتي أعجَبَها حُسنُها، حبُّ رسولِ الله صلعم» كذا روَاه البُخاريُّ في كتابِ التَّفسيرِ [خ¦4913]، وذكَره في (باب حُبِّ الرَّجل بعضَ نِسائه) مِثلَه [خ¦5218] من رِوايَة القابِسيِّ، ومن رِوايَة غَيرِه: «وحبُّ» بالوَاوِ، وكذلك عند مُسلمٍ من رواية ابنِ وَهبٍ، وهو بالوَاو بيِّن لا إشكالَ فيه، والأوَّل بمَعنَاه، وإعرابُه مِثلُه على العَطفِ بغَيرِ الواو، فقد حكَى المازِنيُّ: أكَلتُ لحماً تمراً سمكاً، وقيل: بل «حبُّ» بدَل اشتمالٍ من «حسنها».
          3035- وقوله: «مرَّ كلبٌ رمَت بَعرَة، فلا أربَعةَ أشهُرٍ وعَشراً» [خ¦5706] «أربعة» نصبٌ على الإغراءِ، أو إضمار الفعلِ؛ أي: أكمِلْ أو أتمِمْ أربعةَ أشهُرٍ وعَشراً واصبِرْ، أو على التَّفسيرِ، أي: حتَّى تكمُل عِدَّتك أربعةَ أشهُرٍ وعَشراً...
          وقوله: «فلا» بعدٌ لها، ومَوضِعُ سكتٍ ووَقفٍ، وتمامُ الكَلامِ أوَّلاً، ونهيٌ عن الرُّخصةِ في ذلك، ثمَّ أكَّد ذلك مُستَأنِفاً بقَولِه: «أربعةَ أشهرٍ وعَشراً».
          3036- وقوله في فضل السُّبحةِ عن أنسٍ: «وكانَت أمُّه أمُّ أنسٍ أمُّ سُليمٍ كانَت أمَّ عبدِ الله بنِ أبي طلحَةَ، كانت...أمَّ أيمَن» [خ¦2630] الأمُّ في الألفاظِ الثَّلاثِ قيل: رفع الأول باسمِ «كانَت»، والاثنان وصفٌ لها، أو بدَلٌ؛ لأنَّ أمَّه التي ذَكَرَ بيَّن أنه يريد أمَّ أنسٍ، وأنَّ كُنيتها أمُّ سُليمٍ، ثمَّ أخبَر / أنَّها أيضاً أمُّ ابنِ طلحَةَ؛ لأنَّ أبا طلحَةَ زوجُها، وخبر «كانت» الأوَّل في قوله: «كانَت أعطَت» وهو المَقصُودُ بالخبرِ.
          3037- وقوله: «فشَام السَّيفَ، فها هو ذا جالسٌ» [خ¦2913] كذا عند شيُوخِنا، وروَاه بعضُهم: «جالساً»، وكِلاهُما صحيحٌ إن جعلت «ذا» خبر المُبتدَأ كان «جالساً» نَصباً على الحالِ، وإن جعلت «ذا» من صلة ها كان «جالسٌ» رفعاً خبراً للمُبتدَأ، وكذلك في هذا الحَديثِ: «والسَّيفُ صَلتٌ في يَدِه»، كذا لأكثَرِهم على الخبَرِ، وعند الفارِسيِّ: «صَلْتاً».
          3038- وقوله في حديثِ سقُوطِ زوجه صفِيَّة: «المَرأةُ َ» [خ¦3086] روَاه بعضُهم بالرَّفعِ، وله وَجهٌ على الابتِدَاء والخبر فيما يفعل بها؛ أي: اشتَغِلُوا بها وأقِيمُوها، أو هي أولى بالمُبادَرة، ونحوُ هذا، والأظهَر فيها النَّصبُ على الإغراءِ والتَّحضيضِ.
          3039- وقوله في الَّذي وقَصَته ناقَته: «ولا يُمَسَّ طِيباً خارجٌ رأسُهُ» بضَمِّهما على المُبتدَأ والخبر المُقدَّم ولا يصِحُّ غيره؛ لأنَّه ميِّت لا يصِحُّ إضافة الفِعلِ إليه.
          3040- وقولُ أسماءَ: «أتَتنِي أُمِّي راغِبةً» [خ¦2620] بالنَّصبِ على الحال، ويصِحُّ فيه الرَّفعُ على خبر المُبتدَأ المَحذُوفِ.
          3041- وفي حديثِ جبريلَ: «بهذا أمرتُ» [خ¦521] روَيناه بضمِّ التَّاء؛ أي: أُمِرتُ أنْ أُصلِّي بك، و«أُمِرتَ» بالفَتحِ وهو رِوايةُ الكافَّةِ؛ أي: شرَع لك يا محمَّد وتعبَّدتَ به.
          3042- وفي حديثِ الشَّاربِ للخَمرِ: «فوالله ما عَلِمتُ أنَّه يحِبُّ الله ورسوله» [خ¦6780] بضمِّ التَّاء وفتح الهمزةِ من «أنَّه»، و«ما عَلِمتُ» هنا بمعنَى «الَّذي»، ليسَت بنَفيٍ؛ أي: علمي فيه، أو الَّذي أعلَم، أو لقد علِمتُ أنَّه كذا، وهذه رِوايةُ الجَماعةِ وضَبطُها، وعند ابنِ السَّكنِ: «علِمتَ» بفتح التَّاء على جهةِ التَّقريرِ للمُخاطَب الَّذي سبَّه؛ أي: لقد علِمتَه بهذه الصِّفةِ أو الَّذي علِمتَ به هذا فلِمَ تسبُّه إذاً؟.
          3043- وقوله: «أنا أبو حَسنٍ القَومُ، والله لا أرِيمُ مَكانِي» كذا ضبَطْناه بالتَّنوينِ في النُّونِ ورفع الميمِ، بمعنَى أنا أبو حسَنٍ المَشهُورُ أو المَعلُوم صواب رَأيِه، وشِبهُ هذا: «أيُّها / القَومُ»على النِّداءِ المُفردِ، وكان عند الصَّدفيِّ والباجيِّ: «القَرمِ» بالرَّاء على النَّعت بكَسرِ الميم وحَذفِ التَّنوينِ على الإضافةِ؛ أي: زعيم الجماعة ومُقدمهَا، وقد ذكَرْناه في القافِ.
          3044- وقوله: «غرَّةٌ عبدٌ أو وليدةٌ» [خ¦5760] صَوابُه تنوِينُ «غرة» وإتباعُ «عبد أو وليدة» وإعرابها على البَدلِ لا على الإضافةِ، وقد ذكَره أكثرُ المُحدِّثين والفُقهاءِ بغَيرِ تَنوينٍ على الإضافةِ، وقد ذكَرْناه في حرف الغين.
          3045- وقوله: «كنَّا لا نأكلُ من لحومِ بُدنِنا فوق ثَلاثِ منًى» كذا في حَديثِ ابنِ جُريجٍ عند مُسلمٍ [خ¦1719]، ومَعنَاه فوق ثلاث ليالي أيَّام منًى، وقصد الأيَّام لتضمُّن الليالي لها، قال العَرجِيُّ:
ما نَلتَقِي إلَّا ثلاثَ مِنًى                     حتَّى يُفرِّق بَينَنا النَّفرُ
          3046- وفي خبرِ أبي ذرٍّ: «حتَّى كان يومُ الثَّالِثة» كذا لغَيرِ العُذريِّ والطَّبريِّ؛ أي: يوم اللَّيلة الثَّالثة، وعِندهُما: «يومُ الثَّالث» [خ¦3861].
          3047- وفي صلاةِ اللَّيلِ مَثنًى مَثنًى قولُ ابنِ عمرَ لأنسِ بنِ سِيرينَ: «إنَّك لضَخمٌ ألَّا تَدعُني استَقرئَ لك الحديث» كذا قيَّدناه عن الأسديِّ ومُتقنِي شيُوخِنا بشَدِّ «إلَّا»، وضمِّ «تدعُني»، و«استقرئَ» بالفتحِ، وقيَّده بعضُهم بتَخفِيفِها وضمِّ «استَقرِئُ».
          3048- وقوله: «أرَأيتَك جارِيَتَك» كذا ضبَطْناه من طريقِ الجَيَّانيِّ وابنِ عتَّابٍ بفتح التَّاء، وبعضُهم يضبِطُه بكَسرِها.
          3049- وقوله في الهلالِ: «فهو للَيلَةٍ رأيتُمُوه» كذا ضبَطه بعضُ المُتقنِين من شيُوخِنا مُنوَّناً، ومعناه: رأيتُمُوه فيها بحَذفِ العائد، كما قال: {لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} [البقرة:48] أي: فيه، وضبَطَه بعضُهم بنَصبِ «ليلة» غير مُنوَّنٍ.
          3050- وفي: «لأن يَمتَلىءَ جَوفُ أحَدِكم قَيحاً يَريَه» [خ¦6155] كذا في كتابِ الأصِيليِّ في (بابِ الشِّعرِ) بفَتحِ الياء الآخرة، والوَجهُ سكُونُها كما لغَيرِه، أو إثبات الفاء: «فيريه» لمن فتح، أو «حتَّى تريه» كما جاء في غيرِ هذا المَوضعِ في «الصَّحيحَين» [خ¦2482]، لكن قد يُخرَّج لروايةِ الأصِيليِّ وجهٌ على العَطفِ على حذفِ حَرفِ العَطفِ، كما حكاه المازنيُّ عن العَربِ، أو على بَدلِ الفِعلِ من الفَعلِ وإجراء إعراب «يريه» على «يمتلئ». /
          3051- وقوله: «ديارَكم» بالنَّصبِ على الإغراءِ؛ أي: الزموها، «تُكتَبْ» بالجزمِ على جوابِ الإغراءِ ورَفعِ «آثاركم» على ما لم يُسمَّ فاعِلُه، وسقَط في كتابِ ابنِ الحذَّاءِ «تُكتَبْ»، فعلى هذا ينتصب أيضاً «آثاركم» على المَفعولِ بفَعلٍ مُضمَر؛ أي: احتسِبُوا آثارَكُم، وكذا ضبَطَه في هذه الرِّوايةِ بعضُ شيُوخِنا عن الجَيَّانيِّ.
          3052- وقوله: «لم فَعلْت؟ قال: خَشيتَك يا ربِّ» بالنَّصبِ على المَصدرِ، أو نصب على عَدمِ الخافضِ.
          3053- وقوله: «لا تشرِفْ يصِيبُك سَهمٌ» [خ¦3811] برَفعِ الباء من «يُصيبُكَ».
          3054- وقوله في الكَانزِينَ: «حتَّى يُقضَى بين الخَلقِ، فيرَى سَبِيلَه، إمَّا إلى الجنَّةِ وإما إلى النَّارِ» بنَصبِ «سبِيلَه» على المفعولِ الثَّاني، والمفعول الأوَّل مُضمَر؛ أي: فيرَى هو سبيلَه ويسْلكُ به طريق مُتبوّئِه من الجنَّةِ أو النَّارِ.
          3055- وقوله: «إنِّي قد أحبَبتُ فلاناً فأحبَّه» [خ¦6040] كذا الرِّوايةُ بفَتحِ الباءِ، وكذا يقُولُه الرُّواةُ والأكثرُ من الفُقهاءِ، ومَذهبُ سِيبُويه في مثلِ هذا من المُضاعفِ إذا دخَلَت عليه الهاءُ أن يضمّ في الأمرِ، مُراعَاة للواو الَّتي بعد الهاء في الأصلِ؛ لأنَّ الهاءَ خفية فكان ما قَبلَها وليَ الواو بعدَها الَّتي تُوجِبها الضَّمَّة، ولا يكون ما قبل الواو إلَّا مَضمُوماً، هذا في المُذكَّر، وأمَّا في المُؤنَّث مثل «أحِبَّها» و«لم يردَّها» فلا يكون ما قبل الهاء إلَّا مَفتُوحاً مُراعَاة للأَلفِ.
          3056- ومِثلُه قوله: «لم يَضرّه شَيطَان» [خ¦5165]، وقوله: «إنا لم نَردّه عليك، إلَّا أنا حرُمٌ» [خ¦1825]، و«لم نرُدّه علَيكُم» في خَبرِ الحُديبِيَة، و«رُدُّه من حيثُ أخَذْته» أكثرُ ضبطِ الشُّيوخِ فيه ولفظُ المُحدِّثين «يضرَّه» و«نردَّه» بالفَتحِ، ولا وَجْه له، وصَوابُه «نردُّه» بالضَّمِّ لما تقدَّم، ولأنَّ أصلَه نردُدْه، وبالضَّمِّ على الصَّوابِ وجَدتُه في «المُوطَّأ» مُقيَّداً بخَطِّ خالي أبي عَبدِ الله، وكذا ردَّه الأستاذُ أبو القاسم.
          3057- وكذَلكَ قولُه في بيع الطَّعامِ بالطَّعامِ: «اذهَب فردُّه»، وفي حديثِ النُّعمانِ في العَطِيَّة: «لا فردُّه»، وكذلك قوله: «ومن يستعفف يعفُّه الله» [خ¦1427] بالضَّمِّ على ما تقدَّم، وكذلك قوله: «لم تمسُّه النَّار» الوَجهُ الضَّمُّ، وكذلك قوله: «لا تسبُّه» [خ¦3531] والرُّواةُ يفتَحُون جميع ذلك إلَّا قليلاً من المُتقنِينَ. /
          3058- وقوله: «أخفَّ الحدُود ثمانين» كذا روَاه السِّجزيُّ بالفَتحِ فيهما على جوابِ السُّؤالِ؛ أي: اجلدهم أخفَّ الحدُود ثمانين، فـ: «أخف» مَفعُول، و«ثمانين» بدَلٌ منه، وعند العُذريِّ وغيرِه: «أخفُّ الحدُود ثمانون» على المُبتدَأ وخبره، والأوَّل أوجَه وأفصَح.
          3059- وقوله: «هذه مكانُ عُمرَتك» [خ¦1556] ضبَطْناه بالرَّفعِ على الخبرِ؛ أي: عوض عُمرَتك الفائتة، وبالنَّصبِ على الظَّرفِ، قال بعضُهم: والنَّصبُ الوَجهُ ولا يجوز غيرُه، والعاملُ فيه محذوفٌ، تقديره: هذه كائنة مكان عُمرَتك، أو مجعُولَة مكانها ونحوُه، والرَّفع عندي هنا الصَّحيحُ؛ لأنَّه لم يرِدْ به الظَّرف والمَكانَ، وإنَّما أراد به عوضَ عُمرَتك الفائتة وقضاءً عنها.
          3060- وقوله: «فهَذا أوَان قطعَت أبهَرِي» [خ¦4428] فيه الضَّمُّ على الخبرِ لمُبتدَأ «هذا»، والنَّصبُ على الظَّرفِ، وقال بعضُهم: لا يجوز فيه إلَّا ذلك، وبُنِيت على الفتحِ لإضافَتِه إلى مَبنِيٍّ، وهو الفِعلُ الماضي؛ لأنَّ المُضافَ والمُضافَ إليه كالشَّيءِ الواحدِ.
          3061- وقوله: «الذَّهبُ بالذَّهبِ مثلٌ بمثلٍ»، وعند الأصِيليِّ: «مثلاً بمِثلٍ» [خ¦2176] .
          3062- وقوله في خبرِ عائشةَ وأمِّ سلمَةَ: «لقد رأيتُهما تَنقُزان القِرَب على ظهُورِهما» [خ¦2880] أكثر الرِّواياتِ فيه فتح «القِربَ»، وقال الشُّيوخُ: صَوابُه ضمُّه على الابتداء والقَطعِ، وقد ذكَرناه في حرفِ القاف، وبيَّنا وجه ذلك ومَعنَاه، ومن روَاه «تُنقزَان» بضمِّ أوله، ووَجهُ صَوابِ الرِّوايةِ فيه بالنَّصبِ علَيه، وأوضَحْنا معاني الوَجهَين بما يُغنِي عن إعادَتِه.
          3063- وقوله: «أليسَ هذا خيرٌ له» كذا لكافَّة شيُوخِنا، وعندَ ابنِ أبي جَعفرٍ: «خيراً» بالنَّصبِ.
          3064- وفي حديثِ خُبيبٍ: «لولا أنْ تظنُّوا ما بي جَزَعٌ» كذا جاءَت الرِّواية في البُخاريِّ [خ¦3989] في المَغازِي بالضَّمِّ، زاد في روَايةِ ابنِ السَّكن: «لأطَلتُهما»؛ يعني الرَّكعتَين، ودلَّ علَيها في روَايةِ الحَذفِ الكَلامُ، والوَجهُ: «جزعاً» مَنصُوب بالمَفعُولِ الثَّاني لـ: «تظُنُّوا»، إلَّا على ما جاء في غيرِ هذا البابِ: «أن ما بي جزَعٌ» [خ¦3045]، و«ما» هنا هي المَفعولُ الأول بمعنَى: الَّذي؛ أي: تظُنُّ الَّذي أفعَل من إطالَتي لها جزعاً منِّي من المَوتِ، وليسَت «ما» هنا نافِيَة، إلَّا إذا صحَّحنا رواية الرَّفع في «جزَع»، وخرَّجنا له وجهاً فتكُونُ نافِيَة، ويكون مَفعُول «تظنُّوا» محذُوفاً؛ أي: تظُنُّوا بي الجزَعَ، / وما بي جزَعٌ لاسيَّما على مَن لم يَروِ: «لأَطلتُهما».
          3065- وقوله: «صلِّ في بَيتِي مكاناً أتَّخذْه مُصلَّى» [خ¦667] بالسُّكونِ على جواب الأمر ضبَطَه بعضُهم، وكذا قيَّده الجَوهريُّ، وضبَطْناه عن بعضِ شيُوخِنا: «اتخذُه» بالرَّفعِ، الجوابُ على هذا مُضمَر؛ أي: فأتبرَّك به وشِبهُه.
          3066- وفي حديثِ فاطمةَ بنتِ قيسٍ: «وكان أنفَق عليها نَفقةَ دونٍ» كذا هو في أكثرِ النُّسخِ في مُسلمٍ على الإضافةِ، وكذا قيَّدناه على القاضي الحافظِ أبي عليٍّ، وقيَّدناه على أبي بَحرٍ: «نَفقةً دوناً» على النَّعتِ، وهو وَجهُ الكَلامِ إلَّا على مَذهبِ الكوفيِّين من إضافة الشَّيءِ إلى نَفسِه، فتصِحُّ الرِّوايةُ الأولى.
          3067- وقوله: «يقول اللَّيلة... النِّصف» الوَجهُ هنا الضَّمُّ على النَّعتِ، وهو خبر لها، وليسَت بجثةٍ فيمتَنِع أن يكون خبَراً عن المَصادرِ، أو يكون خبراً له، كقَولِهم: اللَّيلة الهلال؛ لأنَّ الهلالَ جثَّة، فالوَجهُ هنا النَّصبُ في اللَّيلةِ؛ أي: الليلةَ حدوث الهلال أو ظهُورِه.
          3068- وقوله في: (معاذُ بنُ هشامٍ صاحبِ الدَّستَوائيِّ) بكَسرِ الباء نَعتٌ لهشامٍ، هو نَفسُه صاحبُ الدَّستَوائيِّ لا ابنه، وقد بيَّناه في حَرفِ الدَّال.
          3069- وقولها: «تُهراقُ الدِّماءَ» بالنَّصبِ على الشَّبيه بالمَفعُول به، أو بإسقاط حرفِ الجرِّ.
          3070- وقوله: «أليس هذا خيرٌ له» كذا للكافَّةِ، وعند ابنِ أبي جَعفرٍ: «خيراً» بالنَّصبِ وهو أوجَه.
          3071- في (بابِ ميراثِ الأبِ والأمِّ): «إنَّ ميراثَ الأبِ من ابنه أو ابنته أنَّه إن ترَك المُتوفَّى ولداً أو ولد ابن ذكرٌ» كذا عند القُليعيِّ وكافة الرُّواةِ عن يحيَى في هذا المَوضعِ، واللَّفظ الآخر بعدَه أيضاً، وعند الطَّرابلسيِّ فيهما: «ذكرٍ» بالخفضِ، ولهما وَجهٌ بيِّن، وطرَح اللَّفظةَ كلَّها ابنُ وضَّاحٍ.
          3072- في (باب بيعِ العُربانِ): «فما أعطَيتُه لك باطلٌ» خبر المُبتدَأ، كذا لرُواةِ يحيَى، وعند ابنِ وضَّاحٍ «باطلاً» نصباً على الحالِ، وخبر المُبتدَأ في «لك».
          3073- وفي خبرِ عائشَةَ: «ذو بَطنِ بنتِ خارجة» كذا هي رواية جماعةِ شيُوخِنا على الإضافةِ، ورُوِي عن ابنِ عتَّابٍ: «ذو بطنٍ» مُنوَّناً، و«بنتُ» مَرفُوعاً، وهو غلَط، وليس بشَيءٍ؛ لأنَّ / بنتَ خارجة هي الأمُّ، وزَوجَة أبي بَكرٍ فلا تكون بدَلاً من ذي بَطنٍ، وهو يفسِدُ المَعنَى.
          3074- وقوله في «المُوطَّأ»: «فمَن لم يجِدْ فصِيَام ثلاثةَ أيَّامٍ في الحجِّ وسَبعَةً إذا رجَعَ» كذا ضبَطْناه على أبي إسحاقَ من طريقِ أبي عيسَى بتَنوينِ «صيامٌ» ونصب «ثلاثة» و«سبعة» على المَفعولِ به، ولغَيرِه على الإضافةِ ونصِّ التِّلاوةِ.
          3075- وقوله: «وكان بيت في خَثعَم يقال له: الخَلَصَة والكَعبَةُ اليمانِيَة والكَعبَةُ الشَّامِيَّةُ» [خ¦3823] «الكَعبةُ» هنا مَرفُوع بالابتِدَاء وخبرُه «الشَّامِيَّة»؛ أي: الكَعبةُ الَمعروفةُ بمكَّةَ هي الشَّاميةُ، أو يقال لها الشَّامِيَّةُ، «والكَعبةُ اليَمانِيَةُ» مَعطُوف على ذي الخَلَصَة ومن أسمائها.
          3076- وقوله في حَديثِ كَعبٍ: «حتَّى اشتَدَّ النَّاسُ الجدَّ» كذا للأصِيليِّ رفع «النَّاسُ» ونصب «الجِدَّ»، وكذا عند غَيرِه، وعند ابنِ السَّكنِ: «اشتَدَّ بالنَّاس الجدُّ» [خ¦4418] برفع «الجِدُّ».
          3077- وقوله: «فقلنا: كراهِيَةُ المريضِ الدَّواءَ» [خ¦4458] بالرَّفعِ؛ أي: هذه أو حالته وشَأنُه أو كراهة كراهِيةُ المَريضِ.
          3078- وقوله: «وما يمنَعكِ أن تَأذني، عمُّكِ من الرَّضاعةِ» [خ¦4796] يصِحُّ نصبُه بعدَم ِالخافضِ؛ أي: لعمِّك، وقد يكون مَرفوعاً على الخبرِ للمُبتَدأ؛ أي: هو عمُّك من الرَّضاعةِ، وبالرَّفع ضبَطَه أكثرُهم، وهو أوْجَه.