ختم صحيح الإمام البخاري

الكلام على الآية صرفًا

          الثاني: علم التصريف:
          {ونضع}: أصل فتحة الضاد فيه الكسر؛ لأنَّ ماضيَه على وزن (فَعَل)؛ بفتح العين، وما كان كذلك؛ فقياس مضارعه (يفعِل)؛ بكسرها، وإنَّما فتحت لمكان حرف الحلق تخفيفًا، والفاء فيه محذوفة؛ حملًا على (يضع) بالياء، وحذفت منه استثقالًا لوقوعها بين عدوَّتيها؛ وهما الياء والكسرة المقدَّرة، وفي «الألفيَّة»:
فا أمرٍ اَو مضارعٍ من كوعَد                     احذف...
          و{الموازين}: جمع ميزان، وأصله: مِوْزان، بوزن (مِفْتَاح)؛ لأنَّه من الوزن، فوقعت الواو ساكنةً إثر كسرة، فوجب قلبها ياء، فصار ميزان، ونظيره في هذا: (ميقات)، ونحوه.
          و{القيامة}: أصله: قِوامة؛ بالواو بدل الياء؛ لأنَّه في الأصل مصدر قام الخلق من قبورهم، يقومون، قَوْمًا، وقَوْمةً، وقيامًا، وقيامةً، فوقعت الواو عينًا لمصدر فعلٍ أُعلَّت فيه، وقبلها كسرة، وبعدها ألف، فوجب قلبها من أجل ذلك ياءً، فصار قيامةً.