جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها

          258- مسلم: عن علقمة والأسود قالا: أتينا ابن مسعود في داره وكانت بجنب المسجد، فقال: أصلى هؤلاء خلفكم؟ فقلنا: لا، قال: فقوموا فصلوا فلم يأمرنا بأذانٍ ولا إقامة، قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذنا بأيدينا، فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا وطبق بين كفيه ثم أدخلهما بين فخذيه، قال: فلما صلى قال: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شرق الموتى، فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك فصلوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سبحة، وإذا كنتم ثلاثة فصلوا جميعاً، وإن كنتم أكثر من ذلك فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه(1) فخذيه، وليحنأ(2) ، وليطبق بين كفيه، فلكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلعم فأراهم(3).


[1] لعل الصواب بزيادة: ((على)).
[2] في هامش الأصل: في نسخة: ((وليجنأ)).
[3] في هامش الأصل: ((شرق الموتى: هو حين تدنو الشمس للغروب، يقال: شرقت الشمس شرقاً إذا ضعف لونها؛ لأن لونها في آخر النهار عند الغروب يحمر ويضعف، ولما كان ضوءها عند ذلك الوقت ساقطاً على المقابر أضافه إلى الموتى، وقيل: هو أن يشرق المحتضر بريقه فأراد أنهم يصلونها ولم يبق من النهار إلا بقدر ما يبقى من نفس هذا .
وليحنأ: إن كانت بالحاء فهو من حنا ظهره إذا عطفه وقد تقدم، وإن كانت بالجيم فهو من جنى الرجل على الشيء وجانا عليه وكلا المعنيين متقاربان .
الميقات: مفعال من الوقت .
يخنقونها؛ أي: يؤخرونها، يقال: خنقت الوقت؛ أي: أخرته وضيقته)).