جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: مالكم حين نابكم شيءٌ في الصلاة أخذتم في التصفيق

          254- الإمامان: عن سهل بن سعد: أن رسول الله صلعم بلغه: أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر، فخرج رسول الله صلعم يصلح بينهم في أناسٍ معه، فحبس رسول الله، وحانت الصلاة، فجاء بلالٌ إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر، إن رسول الله صلعم قد حبس وحانت الصلاة، فهل لك أن تؤم الناس؟ قال: نعم إن شئت فأقام بلال، وتقدم أبو بكر، فكبر وكبر الناس وجاء رسول الله يمشي في الصفوف حتى قام في الصف، فأخذ الناس في التصفيق وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التفت، فرأى رسول الله صلعم فذهب يتأخر، فأشار إليه رسول الله: ((أن امكث مكانك)) فرفع أبو بكر يده، فحمد الله، ورجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف، فتقدم رسول الله صلعم فصلى للناس، فلما فرغ أقبل على الناس فقال: ((مالكم حين نابكم شيءٌ في الصلاة أخذتم في التصفيق، إنما التصفيق للنساء من نابه شيءٌ في صلاته فليقل: سبحان الله، فإنه لا يسمعه أحدٌ حين يقول: سبحان الله إلا التفت يا أبا بكر، ما منعك أن تصلي بالناس حين أشرت إليك؟)) فقال أبو بكر: ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلعم.
          وفي رواية: أن رسول الله صلعم: صلى الظهر، ثم أتاهم يصلح بينهم، وأن الصلاة التي احتبس عنها النبي صلعم وتقدم فيها أبو بكر هي صلاة العصر، وفيه أنه قال للقوم: ((إذا نابكم أمرٌ فليسبح الرجال وليصفح(1) النساء)).
          وفي أخرى: مختصراً: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله صلعم فقال: ((اذهبوا بنا نصلح بينهم)).
          وليس عند مسلم: في هذه الرواية الآخرة: قول النبي صلعم. [خ¦1201]


[1] لعل الصواب: ((وليصفق)).