جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم

          237- مسلم: عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال: صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة، فلما كان عند القعدة، قال رجل من القوم: أقرت الصلاة بالبر والزكاة، قال: فلما قضى أبو موسى الصلاة وسلم، انصرف فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرم القوم، فقال: أيكم القائل كذا وكذا فأرم القوم، فقال لعلك يا حطان قلتها؟ قال: قلت: ما قلتها ولقد رهبت أن تبكعني بها، فقال رجل من القوم: أنا قلتها، ولم أرد بها إلا الخير، فقال أبو موسى: ما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إن رسول الله صلعم خطبنا فبين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا، فقال: ((إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا(1))).
          وفي رواية: ((وإذا قرأ فأنصتوا وإذا قال: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7] فقولوا: آمين، يجبكم الله، فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم)) فقال رسول الله صلعم: ((فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، يسمع الله لكم قال الله تعالى على لسان نبيه صلعم: سمع الله لمن حمده. وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا، فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم)) فقال رسول الله صلعم: ((فتلك بتلك، وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله)).


[1] في هامش الأصل: ((أقرت؛ أي: جعلت مستقرة؛ يعني: أن الصلاة مقرونة بالزكاة في القرآن، كلما ذكر الصلاة فهي قارة مع الزكاة؛ أي: مجاورة لها.
أرم القوم: إذا سكتوا .
بكعه: إذا استقبله بما يكره من القول)).