جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك

          247- مسلم: عن المغيرة: أنه غزا مع رسول الله صلعم تبوك، قال: فتبرز رسول الله صلعم قبل الغائط، فحملت معه إداوةً قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله صلعم أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه، ثم ذكر ضيق كمي الجبة، وأنه غسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضأ على خفيه، قال: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم، فأدرك رسول الله صلعم إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الأخيرة، فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلعم يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي صلعم صلاته أقبل عليهم، ثم قال: ((أحسنتم)) أو ((قد أصبتم)) يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها(1).
          وفي أخرى: قال: تخلف رسول الله صلعم وتخلفت معه، فلما قضى حاجته قال: ((أمعك ماء؟)) فأتيته بمطهرة، فغسل كفيه ووجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة، فأخرج يده من تحت الجبة، وألقى الجبة على منكبيه، وغسل ذراعيه، ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه، ثم ركب وركبت معه، فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف وقد ركع بهم ركعة، فلما أحس بالنبي صلعم ذهب يتأخر، فأومأ إليه، فصلى بهم، فلما سلم قام النبي وقمت، فركعنا الركعة التي سبقتنا.


[1] في هامش الأصل: ((الغائط: موضع قضاء الحاجة، والتبرز إليه: الخروج نحوه، وأصل التبرز من البراز وهو: الموضع الذي يقضي فيه الحاجة وأصله الفضاء الواسع من الأرض .
الغبطة: [حسد] الحال، وغبطت الرجل بالتشديد؛ أي: حسنت له ما فعل ومدحته عليه)).