هداية الساري لسيرة البخاري

في مراتب شيوخه الذين أدركهم وحدَّث عنهم

           ░3▒ فَصْلٌ
          في مَرَاتِبِ شُيُوخِهِ الَّذينَ أَدْرَكَهُمْ
          وَحَدَّثَ عَنْهُمْ في «الجَامِعِ» وَغَيْرِهِ
          وَهُمْ على خَمْسِ طَبَقَاتٍ :
          الطَّبَقَة الأُولَى: مَنْ حَدَّثَهُ عن التَّابِعِينَ، مِثْلُ: مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عبدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى، وَأبي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، وَأبي نُعَيْمٍ الـمُلَائِيِّ، وَأبي الـمُغِيرَةِ الخَوْلَانِيِّ، وَخَلَّاد ِبْنِ يَحْيَى، وَغَيْرِهِمْ.
          الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ: مَنْ كَانَ في عَصْرِ هَؤُلاءِ وَتَأَخَّرَ عَنْهُمْ، مِثْلُ: آدَمَ بنِ أبي إِيَاسٍ العَسْقَلَانِيِّ، وَأبي مُسْهِرٍ عَبدِ الأَعلى بنِ مُسْهِرٍ، وَأَيَّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، وَحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، وَسَعِيدِ بنِ أَبي مَرْيَمَ، وَثَابِتِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدِ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ وَابْنِ أبي ذِئْبٍ وَالثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ وَمَالكٍ.
          الطَّبَقَةُ الثَّالثَةُ: أَوْسَاطُ مَشَايِخِهِ الَّذينَ شَارَكَهُ(1) في الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ، كَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَابْنِ مَعِينٍ وَابْنِ أبي شَيْبَةَ وَقُتَيْبَةَ وَابْنِ المَدِينِيِّ وَنُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَاللَّيْثِ، ثُمَّ مِنْ أَصْحَابِ / هُشَيْمٍ وَابْنِ المُبَارَكِ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَنَحْوِهِمْ.
          الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ: رُفَقَاؤُهُ في الطَّلَبِ وَقُرَنَاؤُهُ في الحَدِيثِ، كَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، وَأبي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَأبي يَحْيَى صَاعِقَةَ، وَالدَّارِمِيِّ، وَعَبدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البُوشَنْجِيِّ، وَجَمَاعَةٍ، وَفيهِمْ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ سَمَاعًا مِنْهُ قَلِيلاً.
          الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ: قَوْمٌ في عِدَادِ طَلَبَتِهِ في السِّنِّ وَالإِسْنَادِ، سَمِعَ مِنْهُمْ لِلْفَائِدَةِ(2) ، كَعَبدِ اللهِ(3)بْنِ حَمَّادٍ الآمُلِيِّ، وَحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيِّ، وَعَبدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجِ، وَأبي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
          وَقَدْ رُوِيَ عن البُخَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لا يَكُونُ المُحَدِّثُ كَامِلاً حَتَّى يَكْتُبَ عن مَنْ [هُوَ](4) فَوْقَهُ، وَعن مَنْ هُوَ مِثْلُهُ، وَعن مَنْ هُوَ دُونَهُ .
          وَأُنْبِئْتُ عن أبي الفَضْلِ ابْنِ حَمْزَةَ، عن عِيسَى بْنِ عبد العَزِيزِ: أَنَّ السِّلَفيَّ أَخْبَرَهُمْ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الطُّيُورِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَرَجِ الطَّنَاجِيرِيُّ: أَخْبَرَنَا / عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبي سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ابْنُ أبي شَيْبَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقولُ: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَالِـمًا حَتَّى يُحَدِّثَ عَن مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَعَن مَنْ هُوَ مِثْلُهُ، وَعَن مَنْ هُوَ دُونَهُ . /


[1] في الأصل: (شاركهم)، والمثبَت على الصواب موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/392.
[2] في الأصل: (الفائدة)، والمثبَت موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/393، ومقدمة فتح الباري: ص 671.
[3] في الأصل: (منهم: عبدُ الله)، وهو يستَلْزِم أن تكونَ الأسماءُ المذكورةُ مرفوعةً، والمثبَت على الصواب موافقٌ لما في تغليق التعليق ومقدمة الفتح، وكُنيةُ التِّرْمِذيِّ الآتية دلَّت على خطأ الناسخ، والله أعلم.
[4] ما بين المعقَّفتين سقط من الأصل واستدركناه من المصدر موافقاً لما في تغليق التعليق: 5/394، ومقدمة فتح الباري: ص 671.