هداية الساري لسيرة البخاري

في دخوله نيسابور وما امتحن به ثم خروجه منها

           ░11▒ فَصْلٌ
          في دُخُولِ البُخَارِيِّ نَيْسَابُورَ على نِيَّةِ الاسْتِيطَانِ
          وَمَا امْتُحِنَ بِهِ بِسَبَبِ مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ، وَخُرُوجِهِ مِنْهَا
          قَالَ الحَاكِمُ: قَدِمَ البُخَارِيُّ نَيْسَابُورَ سَنَةَ خَمْسِينَ(1) وَمِئَتَيْنِ، فَأَقَامَ بِهَا خَمْسَ سِنِينَ يُحَدِّثُ على الدَّوَامِ.
          قَالَ: فَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ البَزَّازَ يَقولُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ يَقولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقولُ: اذْهَبُوا إلى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالحِ العَالمِ فَاسْمَعُوا مِنْهُ. قَالَ: فَذَهَبَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَأَقْبَلُوا على السَّمَاعِ مِنْهُ، حَتَّى ظَهَرَ الخَلَلُ في مَجْلِسِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، فَحَسَدَهُ؛ فَتَكَلَّمَ فيه بَعْدَ ذَلِكَ .
          وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الحَجَّاجِ يَقولُ: لَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَيْسَابُورَ، ما رَأَيْتُ وَاليًا وَلَا عَالمًا فَعَلَ بِهِ أَهْلُ نَيْسَابُورَ ما فَعَلُوهُ بِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، اسْتَقْبَلُوهُ مَرْحَلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ مَرَاحِلَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ في مَجْلِسِهِ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ غَدًا فَلْيَسْتَقْبِلْهُ، فَإِنِّي أَسْتَقْبِلُهُ. فَاسْتَقْبَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَعَامَّةُ عُلَمَاءِ نَيْسَابُورَ، فَدَخَلَ البَلَدَ، فَقَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: لا تَسْأَلُوهُ عن شَيْءٍ مِنَ الكَلَامِ؛ فَإِنَّهُ إِنْ /
          أَجَابَ بِخِلَافِ ما نَحْنُ عليه وَقَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، وَشَمِتَ بِنَا كُلُّ نَاصِبِيٍّ وَكُلُّ رَافِضِيٍّ وَكُلُّ جَهْمِيٍّ وَكُلُّ مُرْجِئٍ بِخُرَاسَانَ. قَالَ: فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى البُخَارِيِّ حَتَّى(2) امْتَلأَتِ الدَّارُ وَالسُّطُوحُ(3) ، فَلَمَّا كان في اليَوْمِ الثَّانِي أَوِ الثَّالثِ مِنْ قُدُومِهِ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَن اللَّفْظِ بِالقُرْآنِ، فَقَالَ: أَفْعَالُنا(4) مَخْلُوقَةٌ، وَأَلْفَاظُنَا مِنْ أَفْعَالنَا. قَالَ: فَوَقَعَ بَيْنَ النَّاسِ اخْتِلَافٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَقُلْ. فَوَقَعَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافٌ، حَتَّى قَامَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضِهِمْ، فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الدَّارِ فَأَخْرَجُوهُمْ .
          وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ : ذَكَرَ لِي جَمَاعَةٌ(5) مِنَ المَشَايِخِ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ لَمَّا وَرَدَ نَيْسَابُورَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَسَدَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ في ذَلِكَ الوَقْتِ مِنْ مَشَايِخِ نَيْسَابُورَ؛ لِمَا رَأَى مِنْ إِقْبَالِ النَّاسِ إِلَيْهِ وَاجْتِمَاعِهِمْ(6) / عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِ الحَدِيثِ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقولُ: اللَّفْظُ بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَامْتَحِنُوهُ. فَلَمَّا حَضَرَ النَّاسُ مَجْلِسَ البُخَارِيِّ، قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبدِ اللهِ، مَا تَقُولُ بِاللَّفْظِ في القُرْآنِ، مَخْلُوقٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ البُخَارِيُّ وَلَمْ يُجِبْهُ _ثَلَاثًا_ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ البُخَارِيُّ في الثَّالثَةِ، فَقَالَ: القُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَفْعَالُ العِبَادِ مَخْلُوقَةٌ، وَالامْتِحَانُ بِدْعَةٌ. فَشَغَّبَ الرَّجُلُ وَشَغَّبَ النَّاسَُ، وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ.
          وَقَالَ الحَاكِم: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ أبي الهَيْثَمِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الفَـِرَبْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقولُ : أَمَّا أَفْعَالُ العِبَادِ مَخْلُوقَةٌ؛ فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبدِ اللهِ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالكٍ، عَن رِبْعِيٍّ، عَن حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : «إِنَّ اللهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ» . /
          وَبِهِ؛ قَالَ : وَسَمِعْتُ عُبَيدَ اللهِ(7) بْنَ سَعِيدٍ يَقولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقولُ: مَا زِلْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ أَفْعَالَ العِبَادِ مَخْلُوقَةٌ.
          قَالَ البُخَارِيُّ: حَرَكَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُهُمْ وَاكْتِسَابُهُمْ(8) وَكِتَابَتُهُمْ مَخْلُوقَةٌ، فَأَمَّا القُرْآنُ المُبِينُ المُثْبَتُ في المُصْحَفِ المَسْطُورِ، المُوعَى(9) في القُلُوبِ؛ فَهُوَ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؛ قَالَ اللهُ تَعَالى:{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } [العنكبوت:49].
          قَالَ: وَقَالَ [إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَمَّا الأَوْعِيَةُ؛ فَمَنْ يَشُكُّ أَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ؟!](10) .
          وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُولُ: القُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَنْ زَعَمَ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ؛ لا يُجَالَسُ وَلَا يُكَلَّمُ، وَمَنْ ذَهَبَ بَعْدَ هَذَا إلى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيِّ / فَاتَّهِمُوهُ؛ فَإِنَّهُ لا يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِ .
          قُلْتُ: لَقَدْ ظَلَمْتَ البُخَارِيَّ؛ فَهَذِهِ المَسْأَلَةُ _وَإِنْ كَانَ الصَّوَابُ الإِمْسَاكُ عَن الخُوْضِ فيهَا؛ كَمَا قَرَّرَ لَكُمْ إِمَامُكُمْ أَحْمَدُ ابْنُ حَنْبَلٍ، وَعَادَى الحُسَيْنَ الكَرَابِيْسِيَّ بِسَبَبِهَا وَهَجَرَهُ؛ لِكَوْنِهِ تَكَلَّمَ فيهَا_ فَمَنْ ذَا الَّذي يَزْعُمُ أَنَّ حَرَكَةَ اللِّسَانِ قَدِيمَةٌ؟! وَمَن الَّذي يَلْتَبِسُ عَلَيه الأَمْرُ [...](11) بِالتَّلَفُّظِ؟!
          وَمَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ، فَلَمْ يُصَرِّحِ البُخَارِيُّ قَطُّ بِقَوْلِهِ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ؛ لأَنَّهَا لَفْظَةٌ مُبْتَدَعَةٌ، بَلْ كان يُخْبَرُ فيتَبَرَّأُ مِنْهَا، وَيُكَذِّبُ مَنْ عَزَى إِلَيْهِ أَنَّهُ قَالَهَا:
          قَرَأْتُ على فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنَجَّا بِدِمَشْقَ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ: أَنَّ الضِّيَاءَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبدِ الوَاحِدِ الحَافِظَ خَبَّرَهُمْ، عَن الحَافِظِ أبي طَاهِرٍ السِّلَفيِّ؛ قَالَ: [أَخْبَرَنَا](12) المُبَارَكُ بْنُ عَبدِ الجَبَّارِ: أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبدِ اللهِ الغُنْجَارُ(13) : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ الخَفَّافَ بِبُخَارَى يَقولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ أبي إِسْحَاقَ / القُرَشِيِّ(14) وَمَعَنا(15) مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، فَجَرَى ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيِّ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقولُ: مَنْ زَعَمَ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَذَّابٌ؛ فَإِنِّي لَمْ أَقُلْهُ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عبد اللهِ! قَدْ خَاضَ النَّاسُ في هَذَا وَأَكْثَرُوا فيهِ!؟ فَقَالَ: ليس إِلَّا ما أَقُولُ [لَكَ. قَالَ](16) أَبُو عَمْرٍو الخَفَّافُ: فَأَتَيْتُ البُخَارِيَّ(17) ، فَنَاظَرْتُهُ في شَيْءٍ مِنَ الأَحَادِيثِ حَتَّى طَابَتْ نَفْسُهُ، فَقُلتُ(18) : يَا أَبَا عَبدِ اللهِ! هَا هُنَا أَحَدٌ يَحْكِي عَنْكَ أَنَّكَ تَقُولُ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ!؟ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو !(19) احْفَظْ ما أَقُولُ لَكَ، مَنْ زَعَمَ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ_وَسَمَّى بِلَادًا(20) كَثِيرَةً_ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَذَّابٌ؛ فَإِنِّي لَمْ أَقُلْهُ، إِلَّا أَنِّي قُلْتُ: أَفْعَالُ العِبَادِ مَخْلُوقَةٌ .
          قُلْتُ: فَانْظُرْ كَيْفَ بَيَّنَ البُخَارِيُّ في هَذِهِ المَقَالَةِ تَوَرُّعًا عَنْهَا؛ لأَنَّهُ لَفْظٌ لَيسَ لَهُ فِيهِ سَلَفٌ، وَأَجَابَ بِمَا لَاحَ له مِنَ البَرَاهِينِ بِأَنَّ أَفْعَالَ العِبَادِ مَخْلُوقَةٌ، / حَتَّى إِنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ بْنَ سَيَّارٍ [المَرْوَزِيَّ](21) سَأَلَهُ أَنْ يَكُفَّ عن الجَوَابِ بِذَلِكَ، وَقَالَ لَهُ: نَحْنُ لا نُخَالِفُكَ، وَلَكِنَّ العَامَّةَ لا تَحْتَمِلُ هَذَا. فَقَالَ: إِنِّي أَخْشَى النَّارَ؛ أَنْ أُسْأَلَ عَن شَيْءٍ أَعْلَمُهُ حَقًّا أَنْ أَقُولَ غَيْرَهُ .
          قُلْتُ: فَحَمَلَ الذُّهْلِيَّ حُبُّهُ الرِّئَاسَةَ عَلَى أَنْ آخَذَ البُخَارِيَّ بِلَازِمِ قَوْلِهِ، وَهَجَرَهُ إِلَى أَنْ أَوْجَبَ لَهُ الخُرُوجَ مِنْ نَيْسَابُورَ.
          وَقَالَ الحَاكِمُ أَيْضًا: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ يَقولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ يَقولُ: دَخَلْتُ عَلَى البُخَارِيِّ(22) ، فَقُلتُ(23) : يَا أَبَا عبد اللهِ! إِنَّ هَذَا رَجُلٌ _يَعْنِي الذُّهْلِيَّ_ مَقْبُولٌ بِخُرَاسَانَ، خُصُوصًا في هَذِهِ المَدِينَةِ، وَقَدْ لَجَّ في هَذَا الحَدِيثِ حَتَّى لا يَقْدِرَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يُكَلِّمَهُ فيه، فَمَا(24) تَرَى؟ فَقَبَضَ على لِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } [غافر:44] اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أُرِد المُـقَامَ بِنَيْسَابُورَ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا، وَلَا طَلَبًا لِلرِّيَاسَةِ، وَإِنَّمَا أَبَتْ عَلَيَّ نَفْسِي _يَعْنِي(25)_ الرُّجُوعَ إلى الوَطَنِ؛ لِغَلَبَةِ / المُخَالِفِينَ(26)، فَقَدْ قَصَدَنِي هَذَا الرَّجُلُ حَسَدًا لِمَا آتَانِي اللهُ لا غَيْرَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَحْمَدُ، إِنِّي خَارِجٌ غَدًا؛ لِتَتَخَلَّصُوا مِنْ حَدِيثِهِ لأَجْلِي .
          قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيدِ حَسَّانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الفَقِيهَ يَقولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نُعَيْمٍ يَقولُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ _لَـمَّا وَقَعَ في شَأْنِهِ ما وَقَعَ_ عن الإِيمَانِ؛ فَقَالَ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَالقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَفْضَلُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلعم أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ، عَلَى هَذَا حَيِيتُ، وَعَلَيه أَمُوتُ، وَعَلَيه أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ .
          وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو عَبدِ اللهِ ابْنُ الأَخْرَمِ: لَـمَّا قَامَ مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ عن مَجْلِسِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ بِسَبَبِ البُخَارِيِّ، قَالَ الذُّهْلِيُّ: لا يُسَاكِنُنِي هَذَا الرَّجُلُ في البَلَدِ. فَخَشِيَ البُخَارِيُّ وَسَافَرَ. /


[1] تصحَّفت في الأصل إلى: (خمس)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/430، ومقدمة فتح الباري: ص 684، على أنَّه خطأٌ بيِّنٌ.
[2] تصحَّفت في الأصل إلى: (يعني)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/431، ومقدمة فتح الباري: ص 684.
[3] تصحَّفت في الأصل إلى: (النطوع)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق ومقدمة الفتح.
[4] في الأصل: (أفعاله)، والمثبت من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق ومقدمة الفتح.
[5] تصحَّفت العبارة في الأصل إلى: (ذكرت الجماعة)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/432، ومقدمة فتح الباري: ص 684.
[6] في الأصل: (واجتماعه) بالإفراد، والتصويب من مصادر الرواية.
[7] تصحَّفت في الأصل إلى (عَبد الله) مُكبَّراً، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/432، ومقدمة فتح الباري: ص685، وهو: عُبَيد الله بن سَعيد بن يحيى بن بُرْدٍ اليَشْكُريُّ مولاهم أبو قُدَامَةَ السَّرخسيُّ، ثقةٌ حافظٌ جَليلٌ، توفي سنةَ إحدى وأربعين ومئتين، ينظر لترجمته تهذيب الكمال: 19/50.
[8] تحرَّفت في الأصل إلى: (وألقابهم)، والتصويب من مصادر النقل موافقٌ لما في التغليق ومقدمة الفتح.
[9] تصحَّفت في الأصل إلى: (للوعي).
[10] ما بين المعقَّفتين بياضٌ في الأصل، ورَمَّمناه من تغليق التعليق ومقدمة الفتح موافقاً لما في مصدر الرواية.
[11] بياضٌ في الأصل بقدر كلمةٍ، ولعلَّ العبارةَ الصحيحةَ: (بحُدُوثِ التلَفُّظِ)، فالله أعلم، وينظر كلام المؤلف في هذا الصدَد في أثناء ترجمة نُعَيم بن حَمَّادٍ من تهذيب التهذيب: 10/412.
[12] سقطت من الأصل، واستدركناها من تغليق التعليق: 5/433.
[13] تصحَّفت في الأصل إلى: (النجار)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في مقدمة فتح الباري: ص 685.
[14] في الأصل: (القدسي)، والمثبَت من تاريخ دمشق موافقٌ لما في تغليق التعليق ومقدمة الفتح، والذي في تاريخ بغداد وطبقات الحنابلة والسِّير وتاريخ الإسلام: (القيسي)، فليُحَرَّر.
[15] في الأصل: (ومعه)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في التغليق ومقدمة الفتح.
[16] تحرَّف ما بين المعقَّفتين في الأصل إلى: (المحال)!.
[17] تصحَّفت في الأصل إلى: (النحاس)!.
[18] في الأصل: (فقال).
[19] تصحَّفت في الأصل إلى: (محمد).
[20] تصحَّفت في الأصل إلى: (عددا).
[21] بياضٌ في الأصل بقدر كلمةٍ، رَمَّمناه بما يلائِمُ السِّياقَ، والله أعلم.
[22] تصحَّفت في الأصل إلى: (النحاس)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/434، ومقدمة فتح الباري: ص 685.
[23] في الأصل: (فقال).
[24] تصحَّفت في الأصل إلى: (كما)، والتصويب من مصادر الرواية موافقٌ لما في تغليق التعليق: 5/434، ومقدمة فتح الباري: ص 685.
[25] كذا في الأصل، وليست في مصادر الرواية ولا في تغليق التعليق ولا في مقدمة الفتح، وأُراها تردُّدَ نظرٍ من الناسخ مع الهامش الآتي نقلُه من الأصل، والله أعلم.
[26] في هامش الأصل: (يَعْنِي أَهْلَ الرَّأْيِ)ا ه، ومرادُ الإمام البخاريِّ: أنَّه عادَ إلى بلادِه ليَنْشُرَ فيها العِلمَ النافِعَ من الكتاب والسُّنَّة الصحيحة وآثار السَّلَف الصالح؛ رَدْعاً لمخالِفي الحقِّ من أهل البِدع والضلالات المنتشرين في بلاده وجوداً أو فِكْراً، والله أعلم.