إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث قتلى بئر معونة

          حَدِيثُ قَتْلَى بِئْرِ مَعَونَةَ
          504- حَدِيثُهُ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم بَعَثَ خَالَهُ _أَخًا لِأُمِّ سُلَيْمٍ_ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا، وَكَانَ رَئِيسُ المُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ خُيِّرَ بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ، فَقَالَ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ المَدَرِ، أَوْ أَكُونَ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوَكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفِ أَلْفٍ، فَطُعِنَ عَامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ، فَقَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَكْرِ فِي بَيْتِ امْرَأةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ، ائْتُونِي بِفَرَسِي، فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ، فَانْطَلَقَ حَزَامٌ _أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ، وَهُوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ_ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، فَقَالَ: كُونَا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ، فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ، وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصْحَابَكُمْ، فَقَالَ: أتُؤْمِنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالةَ رَسُولِ اللهِ صلعم؟ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ، فَأَوْمَأَ إِلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَطَعَنَهُ، قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، فَلُحِقَ الرَّجُلُ، فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرُ الأَعْرَجِ كَانَ في رَأْسِ جَبَلٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ عَلَيْنَا، ثُمَّ كَانَ مِنَ المَنْسُوخِ: (إِنَّا قَدْ لَقِيْنَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) فَدَعَا النَّبِيُّ صلعم عَلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا عَلَى رُعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَعُصَيَّةَ(1) الَّذِينَ عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ. [خ¦4091]
          وَفِي لَفْظٍ: لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ(2) بْنُ مِلْحَانَ وَكَانَ خَالَهُ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ قالَ بِالدَّمِ هَكَذَا، فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ. [خ¦4092]
          505- وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ / ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ؛ قَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ هَذَا؟ وَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُميَّةَ: هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَمَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلعم خَبَرُهُمْ، فَنَعَاهُمْ، فَقَالَ: «إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيْبُوا، وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ، فَقَالُوا: رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا» وَأَخْبَرهُمْ عَنْهُمْ، وَأُصِيْبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ، فَسُمِّيَ عُرْوَةُ بِهِ، وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، وَسُمِّي بِهِ مُنْذِرًا. [خ¦4093]
          506- حَدِيثُهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم أَتَاهُ رعْلٌ(3) وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لحْيَانَ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا وَاسْتَمدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمُ النَّبِيُّ صلعم بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُسَمِّيهِمِ القُرَّاءَ، يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، فَانْطَلَقُوا حتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رُعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ. [خ¦3064]


[1] في (ب): (وعُصَيَّةُ).
[2] في (ب): (حزَام)، والمثبت من «اليونينية».
[3] كذا في (ب) معًا، وفي «اليونينية»: (رِعْلٌ).