إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: ألا تريحني من ذي الخلصة؟

          1840- حَدِيثُهُ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الخَلَصَةِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيلٍ، وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الخَيلِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلعم، فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى رَأَيتُ أَثَرَ يَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا»، قَالَ: فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسِي(1) بَعْدُ، قَالَ: وَكَانَ ذُو الخَلَصَةِ بَيتًا بِاليَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ، فِيهِ نُصُبٌ تُعْبَدُ، يُقَالُ لَهُ: الكَعْبَةُ، قَالَ: فَأَتَاهَا فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ وَكَسَرَهَا، فَقَالَ(2): وَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ اليَمَنَ؛ كَانَ بِهَا رَجُلٌ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلَامِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ [رَسُولَ] رَسُولِ اللهِ صلعم هَهُنَا، فَإِنْ قَدَرَ عَلَيكَ؛ ضَرَبَ عُنُقَكَ، قَالَ: فَبَينَمَا هُوَ يَضْرِبُ بِهَا؛ إِذْ وَقَفَ عَلَيهِ جَرِيرٌ فَقَالَ: لَتَكْسِرَنَّهَا وَلَتَشْهَدَنَّ(3) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَو لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ / ، قَالَ: فَكَسَرَهَا وَشَهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ _يُكْنَى: أَبَا أَرْطَاةَ_ إِلَى النَّبِيِّ صلعم يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلعم؛ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا جِئْتُ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ، قَالَ: فَبَرَّكَ النَّبِيُّ صلعم عَلَى خَيلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ. [خ¦4357]


[1] كذا في (أ)، وهي في هامش «اليونينية»، وعليها: (صح)، وفي (ب) ورواية «اليونينية»: (فرسٍ).
[2] كذا في (أ)، وفي (ب) ورواية «اليونينية»: (قال).
[3] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذر الحموي والكشميهني، وفي (ب): (ولتشهدْ)، ورواية «اليونينية»: (ولَتشهدًا).