إضاءة الدراري شرح صحيح البخاري

كتاب الوضوء

          ░░4▒▒ (بسم الله الرحمن الرحيم كِتَابُ الوُضُوءِ) هو من الوضاءة بالمد، وهي النظافة والنظارة.
          قال ابن الملقن: وفيه ثلاث لغات:
          أشهرها: أنه بضم الواو اسم للفعل، وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به، ونقلها ابن الأنباري عن الأكثرين.
          ثانيها: أنه بفتح الواو فيهما وهو قول جماعات منهم الخليل قال: والضم لا يعرف.
          ثالثها: أنه بالضم فيهما وهي غريبة ضعيفة، حكاها صاحب ((المطالع))، وهذه اللغات الثلاث مثلها في الطهور انتهى.
          وقال العيني: شرع المؤلف يذكر الكتب المتعلقة بالعبادات، وقدمها على غيرها من الكتب المتعلقة بنحو المعاملات والآداب والحدود وغير ذلك؛ لأن ذكرها عقيب كتاب الإيمان والعلم أنسب؛ لأن أصل العبادات ومبناها الإيمان، ومعرفتها على ما يجب وينبغي بالعلم، ثم قدم كتاب الصلاة بأنواعها على غيرها من كتب العبادات، لكونها تالية للإيمان في الكتاب والسنة، ولأن الاحتياج إلى معرفتها أشد لكثرة دورانها، ثم قدم كتاب الوضوء؛ لأنه شرط الصلاة، وشرط الشيء يسبقه، ووقع في بعض النسخ كتاب الطهارة، وبعده باب ما جاء في الوضوء، وهذا أنسب لأن الطهارة أعم من الوضوء، والكتاب الذي يذكر فيه نوع من الأنواع ينبغي أن يترجم بلفظ عام حتى يشمل جميع أقسام ذلك الكتاب انتهى. والمراد بالوضوء ذكر أحكامه وشرائطه وصفته ومقدماته.